أنا متزوجة في بلاد الغربة، وزوجي رجل أصيل لكنه عصبي جداً، مشكلتي معه من بداية حياتنا الزوجية هي مشاكل عائلية، وهو يمنعني الآن الاتصال بأهلي، ولكن هناك مشكلة أخرى أشعر أنها لن تحل، فهو متعلق جدا بأخته، ولا يتوقف عن التحدث معها عبر الهاتف إلا إذا أراد النوم أو الأكل، هي لا تسكن معنا ولكنني أشعر بأنها دوما معنا، حاولت التكلم معه وطلبت منه أن يعاملني باهتمام مثل ما يعاملها، ولكنه كان يرفض دائما، ويقول لي هي روحي، وأنا أشعر بأنها حاجز بيني وبينه فماذا أفعل حتى أكسب محبة زوجي؟ الجواب اعلمي أن الناس تختلقون في طباعهم وسلوكهم وأخلاقهم، وهذه سنة الله في خلقه، فنجد الأحمق العجول بجانب الحليم الصبور، ونجد الهادئ الطبع بجانب المشاغب عديم الصبر.. وهكذا، فهذه طبيعة في بعض البشر ليست في زوجك وحده، وقلّما نجد اثنين يتوافقان في كل سلوكهما وأخلاقهما ومعاملتهما، فلا بد أن يكون هنالك تفاوت في هذا الأمر. ولكن العصبية الزائدة هي من فعل الشيطان. ولا شك أن دورك كبير في علاج عصبية زوجك، وذلك بأن تحرصي على رضاه وتتجنبي ما يغضبه، فلا تنفعلي مع انفعاله، ولا تُطفأ النار بالنار، إنما تطفأ النار الماء، فكوني أنت له ماء عندما يشتعل، وليكن الصبر شعارك دائماً، وإن ثار فلا تستجيبي لثورته، وسوف يحاسب نفسه ويراجعها عندما يراك على هذا السلوك. كما أنصحك بألا تجعليه في الوضع الذهني السلبي، بمعني أن تمتنعي عن ذكر طبيعته العصبية أمامه باستمرار، بل من الأفضل عدم استخدام هذه الكلمة لوصفه في أي حالة من الأحوال، وذلك حتى لا تتأكد في نفسه صفة العصبية فيصر عليها ويتمسك بها، وبيني له آثار الغضب وتذكر ثواب الصبر. كما أنصحك ألا تشعري زوجك عندما يتحدث وكأنه يتحدث إلى صنم بلا جدوى، اجعليه يشعر أن هدوءك من أجل متابعته والعمل على راحته فيما بعد، وأكدي له بهدوء أنك تتابعين كلامه وتفهمينه جيداً. كما عليك اختيار الأوقات المناسبة للنقاش، فوقت الظهيرة وعند العودة من العمل من أسوأ الأوقات للنقاش وعرض الآراء، ولكن في وقت العصر وبعد الاستيقاظ من نوم القيلولة يكون الإنسان مستعدا للاستماع لرأي الآخر وللحوار. وهناك عبارات وكلمات تزيد من اشتعال غضب زوجك، فلا تلاحقيه بكلمة «اهدأ» أو «لا أرى أن الأمر في حاجة لكل هذه العصبية» أو «هذا خطر على أعصابك» بالتأكيد أنه يعلم كل ذلك ولكن هذه الكلمات تشيطه غضباً، استبدليها ب «أنت على حق»، و«لنفكر سوياً في حل كي لا يتكرر الأمر ثانية»، «أعدك بأني سأعمل جاهدة على تحقيق ما تريد».. وهكذا.. كما ندعوك لكثرة اللجوء إلى الله من أجل أن تسكن نفسه ويقل غضبه، واعلمي أن طاعتك لله مما يصلح لك الزوج ويجلب لك التوفيق والخيرات. اعتبرتِ أن مشكلة زوجك مع أخته مشكلة لن تحل وأنا لست معك في ذلك، فكل مشكلة ولها حل، والأيام كفيلة بحل ما استصعب علينا، وأعلم أن شدة حبك لزوجك وصغر سنك وتعلق زوجك بأخته قد ولد عندك غيرة، وهذه الغيرة طبيعية، ولكن لكل شيء حدودًا فلا تجعلي من غيرتك قيدا تكبلين به حبيبك وشريك حياتك وتجعلينه يعيش في صراع بينك وبين أخته، واعلمي أن الاعتدال في كل شيء جميل ومطلوب ومن طبيعة المرأة الغيرة على زوجها.