أكّدت قيادة عمليات صلاح الدين، مقتل 12 عنصرا من تنظيم داعش خلال المعارك التي تخوضها القوات الأمنية العراقية المشتركة التي أحرزت تقدما في مدينة بيجي (200 كلم شمال بغداد). وقال لوكالة الأنباء الألمانية: إن 12 عنصرا من تنظيم داعش قتلوا خلال الاشتباكات منذ الإثنين وحتى الآن. وأضاف إن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي تمكنتا من إحراز تقدم باتجاه منطقة التلات في الجهة الشرقية والسوق الكبير وسط بيجي، وأن هناك عملية أخرى باتجاه الأحياء الشمالية والشمالية الغربية وهي حي الكهرباء والنفط في الجهة الغربية. مشيرا إلى قيام عناصر من الحشد الشعبي بإضرام النيران بعدد من المساجد؛ ومنها مسجد الفتاح، أكبر مساجد بيجي والواقع على الطريق العام عند المدخل الجنوبي للمدينة. وأفادت مصادر أمنية بمقتل 14 مدنيا و11 من عناصر داعش، وإصابة 23 مدنيا في أعمال عنف متفرقة في بعقوبة (57 كم شمال شرقي بغداد)، مشيرة إلى مقتل 10 مدنيين وإصابة 19 في انفجار عبوتين ناسفتين ودراجة بخارية في حي المهندسين والمقدادية. وذكرت أن قوة أمنية مشتركة من الشرطة الاتحادية ومتطوعي الحشد الشعبي، أحبطت هجوما مسلحا لتنظيم داعش على سد العظيم، ما أسفر عن مقتل 11 من عناصر التنظيم. وأشارت إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة أربعة آخرين جراء سقوط قذيفتي هاون على مركز ناحية قرة تبة. وقتل ثلاثة مسلحين يرتدون الزي العسكري، ثمانية أشخاص في مكتب حكومي بمدينة عامرية الفلوجة في غرب العراق، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وقال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار: إن أحد المهاجمين فجّر نفسه داخل المبنى لكن الاثنين الآخرين ما زالا هاربين. وقال شاكر العيساوي رئيس مجلس المدينة: إن 17 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم. وقال مصدر في الشرطة: إن العيساوي فر من نافذة مكتبه بعد الانفجار. وذكر تنظيم داعش في بيان، أن ثلاثة مهاجمين قتلوا «العشرات» من الخصوم. وقال صباح عبدالله عضو المجلس المحلي لعامرية الفلوجة: «انتحاريان يرتديان زي الشرطة يضعان أحزمة ناسفة، قاما بمحاولة فاشلة لاستهداف مبنى المجلس البلدي للناحية بالتزامن مع انعقاد اجتماع للمجلس، لكن قوات الامن تمكنت من قتلهما». وأضاف عبدالله، الذي كان متواجدا في المبنى لحظة الهجوم، إن «الانتحاريين كانا يحملان بنادق كلاشينكوف ومسدسات، وهاجما البوابة الخارجية المؤدية إلى المبنى»، قبل اقتحامه، مضيفا أن عناصر الأمن أطلقوا النار عليهما بعد ذلك، ما أدى إلى مقتلهما قبل تفجير نفسيهما. وأكد قائد شرطة عامرية الفلوجة الرائد عارف الجنابي الهجوم، مشيرا إلى أن القوات الأمنية «فككت الأحزمة الناسفة والوضع الآن تحت السيطرة». وتعد عامرية الفلوجة، التي تقع على مسافة 40 كلم غرب بغداد، إحدى المناطق القليلة في محافظة الأنبار (غرب) التي لا تزال تحت سيطرة القوات الامنية وأبناء العشائر السنية الموالية لها. وتقع عامرية الفلوجة على المشارف الغربية للعاصمة بغداد، وهي أحد الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة الحكومة العراقية في محافظة الأنبار، التي يسيطر التنظيم المتشدد على معظم أراضيها. ومنذ اجتياحه مدينة الرمادي عاصمة الأنبار الشهر الماضي، سعى مقاتلو التنظيم إلى تعزيز مكاسبهم في المحافظة عن طريق مهاجمة المعاقل الأخيرة للحكومة. وفي الوقت نفسه تقترب قوات الأمن العراقية تدعمها ميليشيات الحشد الشعبي من الرمادي. ووسّع داعش سيطرته في الأنبار، كبرى محافظاتالعراق، خلال الأشهر الماضية على رغم الضربات الجوية لتحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة. وسيطر التنظيم المتطرف في أيار/مايو على مدينة الرمادي، مركز المحافظة، في أبرز تقدم ميداني له في العراق منذ حزيران/يونيو الماضي. وتنفّذ قوات عراقية، عمليات متلاحقة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة الأنبار حيث تقع عامرية الفلوجة. من جهة أخرى، أعلنت مبعوثة الأممالمتحدة لشؤون العنف الجنسي، أن المراهقات اللواتي يخطفهن عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا، يُبعن في أسواق نخاسة «مقابل أثمان بخسة قد توازي سعر علبة سجائر أحيانا». وزارت زينب بانجورا العراق وسوريا في نيسان/إبريل، وهي تعمل منذ زيارتها على صياغة خطة لمواجهة العنف الجنسي الفظيع الذي يمارسه مقاتلو التنظيم المتطرف. ومن المقرر أن يتجه فريق فني من الأممالمتحدة قريبا، لصياغة تفاصيل خطة مساعدة ضحايا العنف الجنسي الذي يمارسه تنظيم داعش. وتحدثت بانجورا إلى نساء وفتيات فررن من الاحتجاز في مناطق خاضعة لتنظيم داعش، والتقت مع مسؤولي شؤون دينية وسياسيين محليين، وزارت لاجئين في تركيا ولبنان والأردن. وما زال الداعشيون يقيمون أسواق نخاسة لبيع الفتيات اللواتي يخطفونهن في هجمات جديدة، لكن ليست هناك أرقام حول أعدادهن. وتابعت المبعوثة الاممية: إن الداعشيين «يخطفون النساء عندما يسيطرون على مناطق، حتى يظل لديهم فتيات جديدات» (تحت الطلب)، ويبيعون الفتيات «بأثمان بخسة قد توازي أحيانا ثمن علبة سجائر» أو مقابل مئات الدولارات أو حتى ألف دولار. وتحدثت بانجورا عن معاناة عدد من الفتيات المراهقات، وعدد كبير منهن من الأقلية الإيزيدية التي استهدفها الداعشيون. وروت بانجورا قصة فتاة في ال 15 من العمر، بيعت إلى قيادي في التنظيم الضال، وهو في الخمسينيات من العمر، أراها مسدسا وعصا وطلب منها أن تختار. ولما أجابت «المسدس» رد عليها «لم أبتعك كي تنتحري» قبل أن يقدم على اغتصابها، على ما روت بانجورا. وبات خطف الفتيات، عنصرا أساسيا في إستراتيجية تنظيم داعش لتجنيد مقاتلين أجانب، حيث اتجه هؤلاء بأعداد قياسية إلى العراق وسوريا في الأشهر ال18 الأخيرة. وأوضحت بانجورا «بهذه الطريقة.. يخاطبون الشباب في العالم» لكي ينضموا إليهم. وأشار تقرير أخير للامم المتحدة إلى ضلوع حوالى 25 ألف مقاتل أجنبي من أكثر من 100 بلد في نزاعات حول العالم، مسجلا أن التوافد الأهم هو بلا شك إلى العراق وسوريا. وشبهت المسؤولة تعديات الجهاديين على الفتيات والنساء بممارسات «القرون الوسطى»، مؤكدة أن تنظيم داعش يريد «بناء مجتمع يعيش بحسب نموذج القرن الثالث عشر».