تبحث كتيبة منتخب الأرجنتين المتخمة بالنجوم، وعلى رأسهم ليونيل ميسي، عن لقبها الأول منذ 22 عاما، عندما تخوض غمار بطولة كوبا أميركا في تشيلي من 11 يونيو الحالي إلى 4 يوليو المقبل، وتلعب الأرجنتين في المجموعة الثانية إلى جانب البارغواي والأوروغواي وجامايكا، ويبدأ ميسي ورفاقه المهمة، السبت المقبل، بمواجهة البارغواي. ويحظى منتخب الأرجنتين بأهم قوة هجومية في البطولة، بوجود ميسي نجم برشلونة الإسباني، وسيرخيو اغويرو هداف الدوري الإنكليزي، مع مانشستر سيتي الإنكليزي، وكارلوس تيفيز المتألق مع يوفنتوس الإيطالي، وغونزالو هيغواين مهاجم نابولي الإيطالي، وأيضا صاحب النزعة الهجومية انخل دي ماريا لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي. ومن المؤكد، أن مدرب منتخب التانغو خيراردو مارتينو، سيجد صعوبة في الاختيار لوجود لاعبين فرضوا أنفسهم، خصوصا في الدوريات الأوروبية، والأمر لم يكن سهلا بالنسبة له أيضا عند اختيار التشكيلة، لأنه اضطر إلى ترك لاعبين مؤثرين خارجها. ولم يجد مارتينو مكانا لماورو ايكاردي (22 عاما) ثاني هدافي الدوري الإيطالي مع انتر ميلان بعد أن فضل إعادة تيفيز إلى التشكيلة التي غاب عنها قرابة أربعة أعوام. لم يكن تيفيز في صفوف المنتخب الذي وصل إلى نهائي مونديال البرازيل الصيف الماضي، قبل أن يخسر أمام ألمانيا صفر-1، لكن معظم اللاعبين الآخرين يواصلون مهمتهم بقيادة مارتينو الساعي إلى لقب أول في بطولة أميركا الجنوبية منذ 1993. وسيكون ميسي الورقة الرابحة لدى مارتينو بطبيعة الحال، خصوصا بعد موسم رائع له مع برشلونة، حيث توج معه أول من أمس السبت، بدوري أبطال أوروبا (فاز على يوفنتوس الإيطالي 3-1)، وذلك بعد أن قاده إلى لقبي الدوري والكأس المحليين. ويبرز في التشكيلة الأرجنتينية أيضا خافيير ماسكيرانو المتألق مع ميسي في برشلونة، والذي يعتمد من الركائز الأساسية في وسط الملعب، واريك لاميلا وخافيير باستوري زميلاه في هذا الخط المحترفان في توتنهام الانكليزي وباريس سان جرمان الفرنسي. ويقول مارتينو الذي تولى المهمة بعد المونديال خلفا لاليخاندرو سابيلا عقب موسم مخيب مع برشلونة: "منذ عام 2002 وأنا أسمع أنه حان الوقت للفوز باللقب، وأعتقد أن منتخب الأرجنتين الآن يمر بلحظات كبيرة آمل أن نستفيد منها". وتبدو نقطة ضعف منتخب الأرجنتين في خط الدفاع، حيث يؤكد مارتينو قلقه بالقول: "عندما تكون الكرة قرب منطقتنا لا أشعر بالأمان، وهذا لا علاقة له بمستوى اللاعبين". لكن مدافع مانشستر سيتي مارتن ديميكيليس ينظر أبعد من ذلك، حين يؤكد: "إننا من أبرز المرشحين للقب لأن هذا المنتخب أظهر أنه يمتلك الموهبة". وعن الضغوط التي يواجهها المنتخب، قال: "إنها موجودة دائما، لكننا نلعب جميعنا في أندية مهمة". ويبقى السؤال المحير بالنسبة إلى المنتخب الأرجنتيني، إذ أنه لم يحرز أي لقب برغم وجود هذه النوعية من اللاعبين المتألقين مع أبرز الفرق الأوروبية، ما دفع باغويرو إلى القول: "إذا لم يفز هذا الجيل بشيء فسنلام طوال حياتنا". وأضاف: "في حال فوزنا بكوبا أميركا، فإن خيبة كأس العالم ربما تهدأ"، لكن مارتينو أكد في هذا الصدد: "يجب علينا أن نحرز اللقب". ولم تعرف الكرة الأرجنتينية طعم الألقاب منذ أعوام طويلة، باستثناء لقبين للمنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية في أثينا 2004 وبكين 2008. وكانت نتيجة المباراة الودية الأخيرة التي خاضها منتخب الأرجنتين بغياب ميسي واكتسح فيها نظيره البوليفي بخمسة أهداف نظيفة، مناصفة بينها هاتريك لاغويرو وثنائية لدى ماريا مؤشرا، واضحا على جهوزية فريق مارتينو للقب الخامس عشر في البطولة ومعادلة الرقم القياسي للأوروغواي. ميسي