حوّل رجال دين وأكاديميون ورجال اعمال ومواطنون زيارة العزاء التي قام بها وفد يضم شخصيات وطنية من مختلف مناطق المملكة "اكسفورد" لحلقة نقاش عن الحدث الإرهابي، الذي وقع في قرية القديح وحي العنود قبل أيام، وما أفرزه من لحمة وطنية تجلت بشكل واضح لكافة اطياف المجتمع السعودي، والكيفية التي يجب على المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني استغلالها لتعزيز ذلك المنهج المعتدل بين كافة ابناء الوطن. وأكد المهندس خالد صالح المديفر، رئيس وكبير التنفيذيين بشركه معادن، ان العمل الارهابي الذي استهدف مسجدي الامام علي بن ابي طالب بالقديح بمحافظة القطيف ومسجد الحسين بحي العنود بالدمام لم يستهدف الشهداء بذاتهم، بقدر ما هدف إشعال الفتنة الطائفية وزرع الكراهية بين ابناء المجتمع الواحد. وأضاف خلال تقديم مراسيم العزاء امس «السبت» ضمن وفد مجموعة اكسفورد يضم «13» شخصا: إن التلاحم وادراك الجميع لأهداف تلك الجماعات الارهابية اثمر نتائج عكسية، حيث برزت ملامح الالتفاف حول الوطن وتعزيز الوحدة الوطنية، لافتا الى ان رسالة الشهداء تتضمن تعزيز التكاتف بين جميع اطياف الشعب السعودي، فالجميع يتعايشون ضمن مجتمع واحد. وذكر اننا نعزي انفسنا بشهداء الوطن الذين سقطوا جراء الاعمال الارهابية النكراء، سائلا المولى ان يجمعنا معهم في جنان الخلد، مضيفا: اننا قدمنا لتقديم واجب العزاء والمواساة لأمهات وآباء الشهداء، مشيرا الى ان المصاب جلل وكبير، فقد اصاب الوطن بأجمعه ولم يصب منطقة بذاتها. بدوره، أكد الدكتور فهد العجلان، نائب رئيس تحرير جريدة الجزيرة، ان الاعمال الارهابية التي طالت مسجدي الامام علي بن ابي طالب في القديح بمحافظة القطيف ومسجد الحسين بالدمام تستهدف المواطن السعودي بشكل اساسي، لافتا الى ان الاعمال الاجرامية ساهمت في ابراز مدى التلاحم بين ابناء الوطن الواحد، مؤكدا ان الشعب السعودي يشترك في المصير الواحد والارض الواحدة والقيادة الواحدة، مضيفا: ان الهموم بين ابناء الوطن الواحد مشتركة، لا فرق بين مناطق المملكة، مشيرا الى ان الوفد لم يأت لتقديم التعازي، فالجميع يشعر بأن المصاب الجلل دخل جميع البيوت بالمملكة، وبالتالي فإن الشعب السعودي يجد نفسه صاحب العزاء، وليس الاسر المكلومة في القديح والدمام. وأوضح المهندس عبدالعزيز الربدي «مستشار ومؤسس شركه الربدي للاستشارات ومستشار اقتصادي» ان الوفد الذي يضم العديد من اصحاب التخصصات جاء ليس لتقديم العزاء، وإنما يعبر عن صدق المشتركات بين ابناء الوطن الواحد، مضيفا: ان المصاب الذي ضرب القديح والدمام يشمل جميع الوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه، مشددا على ضرورة الوقوف بقوة امام جميع التدخلات الخارجية التي تسعى لزعزعة الاستقرار، سائلا الرحمة لشهداء الوطن وان يلهم ذوي الشهداء الصبر والسلوان. وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للتوزيع حمد البكر: إن الحدث الجلل الذي وقع بالقديح وبالعنود في صلاة الجمعة بكل المقاييس هو عمل إرهابي وجريمة نكراء واعتداء آثم على الدين والوطن والأمة، قبل أن يكون اعتداء على أرواح المصلين، حيث لا علاقة البتة بينهم وبين الذي خطط ونفذ تلك الجريمة سوى استخدامهم في العدوان على اللحمة الوطنية بين أطياف المجتمع وأمنه وإيمانه ونموه وتنميته. واشار إلى أن ما حصل عمل يدرك المواطن مدى أهدافه، وأنه يراد منه النيل من أمننا ووحدتنا واختراق صفوفنا، وخلق فتنة في منظومة المجتمع، حيث فشل في المرات الماضية، مبينا ان هذا العمل الآثم لن يزيد أبناء الوطن بكل أطيافه إلا تماسكا وتكاتفا لإجهاض محاولات النيل من أمنه واستقراره، ودحض كل فكر ضال يحاول التسلل إلى الداخل. وقد رحب ذوو واهالي شهداء القديح والعنود بالوفد الزائر من مختلف مناطق المملكة لتقديم واجب العزاء، مقدرين تجشمهم عناء السفر لمواساة إخوانهم أهالي الشهداء، مثمنين هذه البادرة الطيبة التي تجسد عمق تلاحم هذا البلد المعطاء، وتقطع الطريق على كل متربص يريد المساس بالوحدة الوطنية بين أفراد الشعب، وإن الزيارة هي رسالة واضحة وصريحة لكل من يحاول التفرقة بين أبناء الوطن، وإفشال لمخططاتهم وما أرادوه. وقال امام وخطيب مسجد الامام علي بن ابي طالب في القديح الشيخ عباس العنكي: ان الحادث الارهابي الذي استهدف المصلين في المسجد لم يخرج الجميع عن انتهاج السلوكيات والافعال الانفعالية، لافتا الى ان المصاب الجلل كشف عن وجود نفوس قوية لدى جميع الاهالي وذوي الشهداء والمصابين على وجه الخصوص، مضيفا: ان اللحمة الوطنية برزت بشكل واضح في الوقوف الواضح من جميع الشرائح الاجتماعية، سواء التي ارسلت برقيات تعزية او التي حرصت على الحضور الشخصي لتقديم واجب العزاء، مبينا ان الجوامع بين ابناء الوطن الواحد كبيرة سواء جامع الاسلام او الوطن، مشددا على ضرورة التصدي صفا واحد في وجه الاعداء الذين يتربصون بالوطن، داعيا ان لا يكون الاجتماع بين ابناء الوطن الواحد في المصائب او لفترة معنية، بل يتطلب تلاحما وتماسكا مستمرا لما فيه خدمة الوطن. وشاركت الشخصيات الوطنية في لوحةالسلام التي تبلغ مساحتها 18 مترا، وتمثل رسالة واضحة للوقوف ضد الارهاب، والدعوة لنبذ الكراهية والقبلية وغيرها من الممارسات غير الانسانية وغير الاخلاقية. يشار الى ان مجموعة اكسفورد تشمل قيادات وطنية في القطاعين العام والخاص، الدكتور بدر ابراهيم بن سعيدان، الرئيس التنفيذي لشركة آل سعيدان للعقارات، المهندس عمر النجار، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الصناعات التحويلية - شركة التصنيع الوطنية، حمد عبدالله البكر الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للتوزيع، عبدالعزيز الربدي مستشار ومؤسس شركة الربدي للاستشارات ومستشار اقتصادي، المهندس خالد صالح المديفر الرئيس وكبير التنفيذيين لشركه معادن، عبدالرحمن الضلعان نائب الرئيس لشركة سابك ورئيس ادارة التوريدات العالمية، صالح بن علي العواجي نائب مدير عام مصلحة الزكاة والدخل، الدكتور فهد العجلان نائب رئيس تحرير جريدة الجزيرة، المهندس المستشار عبدالعزيز بن صالح العبودي الرئيس التنفيذي شركة ذاخر الاستثمار والتطوير العقاري، المهندس احمد عبدالجواد رضا مؤسس ومدير تنفيذي شركة منهاتن كابيتال، عبدالله الرخيص الرئيس التنفيذي لشركه ركيزة للتطوير العقاري، المهندس احمد سلمان البدر رئيس منطقه الشرق الأوسط لشركة كلارك كابيتال، الدكتور اسامة محمد صالح الطف نائب رئيس البريد السعودي للتحول.
عدد من أعضاء الوفد خلال التوقيع على اللوحة عدد من أعضاء الوفد خلال العزاء