اختتمت أول أمس فعاليات ملتقى القاهرة الدولي لتفاعل الثقافات الافريقية في دورته الثانية، والذي عقد بالمجلس الأعلى للثقافة على مدى ثلاثة أيام بحضور الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، ومقرر الملتقى حلمي شعراوي حيث أوصى الملتقى بعدة توصيات من أهمها: دورية انعقاد هذا الملتقى كل عامين.. ودعم كافة أشكال الحوار بين الثقافات الأفريقية وإعداد مختلف الموسوعات العلمية والثقافية والتي تنطلق من ضرورات قضايا التاريخ الافريقي والحساسيات المرتبطة بكتابته. واستخدام وسائل الاتصال الحديثة عبر إنشاء قاعدة بيانات عن الثقافات وتفعيل دور الشباب في الإنتاج الثقافي والأدبي والاستجابة الرشيدة لطموحاتهم لما قاموا به من إحداث تغيير في الأجواء السياسية والاجتماعية والثقافية. اضافة الى توفير الموارد المادية وتشجيع الامكانيات البشرية لنشر إبداعات مختلف الثقافات. والعناية بكل الآليات الضرورية التي توفر ترجمة الأعمال الأدبية وكذلك عدم الفصل بين قضايا الثقافة والإعلام باعتبار تأثيرهم الكبير في تكوين الشخصية، والحفاظ عليها ضد مخاطر العولمة. وايضا إطلاق حرية التعبير في مجالات الفنون والرأي باعتبار ذلك ليس مجرد مطلب سياسي ولكن لأنه معطى من معطيات الهوية الإنسانية والتقدم الانساني. وكان الملتقى قد بدأ فعالياته بجلسة افتتاحية تحدث فيها د.أحمد مجاهد عن الشعر والهوية الافريقية، مبينا انه لايوجد شيء اسمه الهوية الافريقية ولكن هويات وهذا ليس تناقضاً بل تنوعا وثراء، وقال: من خلال بحثي لم أجد شاعراً مصريا كتب قصيدة عن افريقيا أو الهم الافريقي عدا قصيدة واحدة لأحمد عبدالمعطي حجازى حيث تناول فيها مقتل لومومبا وكانت في ذكرى وفاته. وتساءل مجاهد عن أسباب عدم وجود الحس الافريقي، وما هي الهوية القومية التي نتحدث عنها؟. وتساءل عن عدد الكتاب الذين جاءوا إلى مصر ومن ترجمت أعمالهم في مصر؟، وعدد الكتاب المصريين الذين طلبوا ترجمة أعمالهم إلى لغات افريقية؟ وبين ان العلاقة بافريقيا ليست مصالح فقط لكنها علاقة وجود، وليست علاقة أخ كبير بإخوة صغار إنما علاقة إخوان يبحثون في نظام عالمي عن مكانهم وإذا لم يتعاونوا في ذلك فالآخر سيتغلب عليهم وعلى هويتهم. وقال مقرر الملتقى حلمي شعراوي إن هذه الدورة جاءت بعد توقف خمس سنوات، منذ عام 2010 فانطلقت الدورة الأولى وعقب ثورة يناير 2011 لم نتمكن من إقامة الدورة الثانية المقرر انعقادها عام 2012، حيث أكد أن العلاقات الثقافية بين الدول الافريقية تنعكس علي الأوضاع السياسية والاقتصادية في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، في ظل ماتتمتع به دول شمال أفريقيا بالثقافات والأدباء، ويرى أن هذه الملتقيات تأتي بنتائج إيجابية تساهم في توطيد العلاقات السياسية والاقتصادية وتخلق لغة حوار بين الدول الافريقية. وناقش الملتقى الموضوعات الهامة منها: (الهوية الأفريقية بين التفاعل الثقافي والصراع) و(صراع الهويات في أفريقيا زمن العولمة) و"الآداب الأفريقية". وفي جلسة "اللغات وآدابها"، ناقشت الهوية الثقافية الفولانية (بولاكو): المفهوم والتطبيق،،اللغةوالهوية، الهويات الأفريقية المتعددة واللغة في أدب غرب أفريقيا، وفي جلسة (دور الرواية والشعر في تفاعل الثقافات الأفريقية) تناولت التعددية الثقافية وبناء الهوية الأفريقية.. الرواية نموذجًا. وفي جلسة "الشباب" تم استعراض المبادرات الشبابية وإشكالية الهوية الأفريقية باحثين من مبادرة مسارات أفريقية. وناقشت جلسة (حرية الفكر والتعبير)، مفهوم حرية التعبير في الثقافة الأفريقية بين الأمس واليوم: قضية صلابة القيم المجتمعية. وأقيم على هامش الملتقى، أسبوع سحر السينما الافريقية بمركز الإبداع وسينما الهناجر..