رأى محلل نفطي كويتي ان مؤشرات السوق النفطي تؤكد صواب قرار وزراء منظمة الدول المصدرة للبترول (اوبك) في اجتماعهم السابق في نوفمبر الماضي الاستمرار بالعمل عند السقف الإنتاجي المقدر ب 30 مليون برميل يوميا. وقال المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) امس الاربعاء: انظار العالم تتجه صوب العاصمة النمساوية فيينا لمعرفة ما سيسفر عنه المؤتمر الوزاري لأعضاء (اوبك) والمزمع عقده بعد غد، مشيراً الى ان استمرار ثبات أسعار نفط خام الاشارة مزيج (برنت) فوق 60 دولارا للبرميل يعكس انطباع السوق للتوقعات السابقة لعام 2015 مؤكدا ميل الأسعار الى الثبات وان مستويات التذبذب والتقلب بدأت تخف حدتها منذ مايو 2015، وهذا يعني قبول مستويات الأسعار الحالية في تحقيق توازن السوق وإن كان حراكها بوتيرة اقل مضيفا ان الامدادات من خارج المنظمة ومن الولاياتالمتحدةالامريكية بدأت تتأثر مشيرا الى ان ذلك يظهر بشكل أوضح خلال النصف الثاني من العام. مبيناً ان الطلب على النفط بدأ يتعافى ويستفيد من تعاف في هوامش أرباح المصافي وارتفاع معدل تشغيل المصافي لافتا الى ان الدليل على ذلك هو ارتفاع الإنتاج لبعض المنتجين وقدرة السوق على استيعاب تلك الزيادة مع ثبات الأسعار واتجاهها بطريق التعافي. وأوضح ان موسم ارتفاع استهلاك وقود السيارات بدأ فعليا مع بدء موسم الصيف مشيرا الى ان هوامش أرباح المصافي مستمرة عند مستويات جيدة بالرغم من توقع انخفاضها قليلا مضيفا ان المؤشرات الإيجابية تشمل ايضا استمرار سحب في مخزون النفط الأمريكي من النفط الخام مع عوده ارتفاع تشغيل المصافي. وأفاد أن هذه الظروف تعني وجوب إعطاء فرصة أكبر واطول لقرار (أوبك) الأخير لتحقيق توازن السوق والاستقرار «خصوصا وأننا بدأنا فعليا ننعم به بعد اشهر من التذبذب والهبوط في أسعار النفط» لافتا الى ان السوق بكل أطيافه يحتاج الى الاستقرار ليرسم خططه الاستراتيجية من اجل الاستثمار. وحول نشاط المضاربين في السوق النفطي ذكر الشطي أن هناك نشاطا ملحوظا لهم تم رصده من خلال تعزيز مراكزهم المالية في الأسواق مقارنة بالمستويات التي تم تسجيلها منذ العام 2011. واوضح ان نشاط المضاربين في الوقت الراهن ربما يكون قد بلغ ذروته وربما يضعف تدريجيا مع استقرار السوق «لكنه بأي حال يعد أحد العوامل في دعم أسعار النفط الخام». واكد ان وجود تلك المؤشرات الايجابية في الاسواق لا يمنع وجود بعض المؤشرات السلبية ومنها المخاطر حول قيمة الدولار الأمريكي وتباطؤ وتيرة تعافي اقتصادات العالم سواء الولاياتالمتحدةالأمريكية او الصين و كذك استمرار روسيا والبرازيل في الركود النسبي رغم تسجيل الاقتصاد الهندي معدلات قوية. وقال إن عموم المراقبين يرون ان السوق يتجه نحو التوازن وفقا لآليته وإن كان سيأخذ وقتا أطول لكنه يصب في مصلحة أطراف السوق مشيرا الى ان سياسة (أوبك) في المحافظة وحماية أسواقها وحصصها في السوق قد يعني استمرار كفاية الامدادات في السوق وارتفاع وتيرة التنافس كما يعني استمرار الضغوط على أسعار النفط وبقاءها حول مستويات تضمن استمرار كفاية الامدادات وتحفيز الطلب العالمي على النفط خلال السنوات القادمة. واضاف «لعل ما يصب في هذا الاتجاه هو اعلان الشركات النفطية المرتبطة بتطوير النفط الصخري انها تعتزم رفع انتاجها متى ما عاودت أسعار النفط الى مستوى 65 دولارا للبرميل»لافتا الى ان ذلك الاعلان للشركات مرتبط بنجاحها في الاستفادة من خفض كبير في تكاليف الإنتاج يصل الى 20 في المئة. واشار الشطي الى ان العديد من المراقبين في سوق النفط يرون أن طفرة النفط الصخري أسهمت بشكل رئيس في هبوط أسعار النفط خلال النصف الثاني من 2014 موضحا ان الطاقة الفائضة في السوق سترتفع تدريجيا خلال السنوات المقبلة خصوصا في ظل توقعات تضع الطلب على نفط (أوبك) يدور حول 31 مليون برميل يوميا خلال السنوات الخمس المقبلة منوها الى أن انتاجها حاليا بحسب مصادر السوق أصبح قريبا من 31 مليون برميل يوميا. وبين ان كل المؤشرات السابقة تفيد أن أسعار النفط ربما تظل خلال السنوات المقبلة عند المستويات الحالية وان الحال لن يتغير الا بعد ان يكون هناك تأثير كبير للمشاريع النفطية الخاصة بتطوير انتاج جديد للنفط الخام.