في صورة رائعة من صور التلاحم بين ولاة الأمر والمواطنين، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، يوم أمس الأول، ذوي الشهداء الذين قضوا في حادث محاولة تفجير مسجد العنود بالدمام؛ لتقديم واجب العزاء لهم في الحادث الإرهابي الشنيع. إنها صورة تؤكد من جديد على هذا التلاحم الكبير بين ولاة الأمر والمواطنين من جانب، كما أنها تؤكد من جانب آخر إصرار القيادة الرشيدة على مواصلة الضرب بيد من حديد على كل عابث يحاول المساس بأمن هذا الوطن ومواطنيه والعبث بمقدرات هذا الوطن. إن حادثة العنود لم تزد المواطنين المتلاحمين مع قيادتهم الرشيدة إلا وحدة وتكاتفا لمواجهة الأخطار التي تتربص بهذا الوطن وتريد العبث بأمنه. فمرتكبو جريمة مسجد العنود هم فئة ضالة ومضللة، باعت ضمائرها للشياطين بأرخص الأثمان، ليرتكبوا تلك الجريمة البشعة. ولن تؤثر تلك الحادثة الإرهابية على أمن المواطنين وسلامتهم، فقد سبق أن حدثت أعمال إرهابية عديدة لم يتمكن الجناة معها من خدش الوحدة الوطنية المغروسة في قلوب وعقول المواطنين، بل أدت إلى تقوية عزائمهم والوقوف بثبات وقوة لمواجهة الإرهاب. وقد حاول أولئك الجناة من خلال محاولة تفجير مسجد العنود أن يمرروا مخططاتهم الرهيبة من خلال تلك العملية، كزرع الفتنة بين أبناء الشعب، وزرع بذور الكراهية بين صفوفهم، وبث عوامل الطائفية البغيضة ليتسنى لهم تحقيق أحلامهم التي تكسرت على أرض الواقع للمساس بأمن الوطن واستقراره. إن استباحة الدماء المحرمة في بيت من بيوت الله، تعتبر جريمة شنعاء، حرمتها مبادئ العقيدة الإسلامية السمحة، وحرمتها العقول النيرة، وحرمتها سائر القوانين والأعراف الدولية المرعية، وهذه الجريمة أدت إلى التفاف أبناء الشعب حول قيادتهم الرشيدة، وهي تضرب بيد من حديد على أولئك المارقين والخارجين عن القانون. حادثة العنود كغيرها من الحوادث السابقة، لم يتمكن أصحابها من المساس بأمن واستقرار هذه البلاد، بل أدت إلى زيادة تماسك المواطنين، وإلى تلاحمهم مع قيادتهم، والتعاهد على استمرارية مكافحة الإرهاب والإرهابيين، فأولئك المجرمون الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم فشلوا في إضعاف الوحدة الوطنية أو النيل منها. ولا شك في أن جريمة مسجد العنود أدت الى تقريب القلوب وتقوية اللحمة الكبرى بين أبناء هذا الوطن، وأدت الى تقوية عناصر الحرص على أمن الوطن واستقراره، فأولئك الجناة فشلوا في تحقيق أغراضهم الدنيئة حينما أقدموا على جريمتهم تلك، كما فشل غيرهم من أصحاب ظاهرة الإرهاب الممقوتة. ويخطئ أولئك الجناة في تقدير حساباتهم إن ظنوا أن بإمكانهم النيل من استقرار هذا الوطن وأمنه، فاللحمة الوطنية القوية مغروسة في قلوب المواطنين منذ أن وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن هذه البلاد على الكتاب والسنة، وما زالت تلك اللحمة تقوى بمرور الزمن. لقد تمكن المؤسس -يرحمه الله- من الضرب بالقوة المعهودة عنه على كل عابث ومارق يحاول الاخلال بأمن هذه البلاد، فتمكن بجدارة من القضاء على قطاع الطرق ليستتب الأمن منذ ذلك العهد حتى العهد الحاضر الميمون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-. لقد دأب قادة هذه الديار المقدسة منذ توحيدها تحت راية الإسلام وحتى العهد الحاضر على ملاحقة المجرمين والخارجين عن القانون والإرهابيين، للقصاص منهم وتقديمهم للعدالة، لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم الشيطانية الملفوظة من هذه الأرض، والملفوظة من عقول وقلوب أبناء هذا الوطن. وقد نجحت كل الأعمال البطولية التي مارسها وما زال يمارسها جنود الوطن البواسل، في كشف تلك الجرائم وملاحقة مرتكبيها؛ لتحقيق ما رسمته القيادة الرشيدة لهذاالوطن من خطوط عريضة من سماتها نشر الأمن والاستقرار في كل جزء من أجزاء هذا الوطن العزيز.