يمكن القول بمنتهى الثقة إن حادث مسجد العنود بالدمام وحادث مسجد الامام علي ببلدة القديح بمحافظة القطيف لم يزيدا المواطنين الا وحدة في الصف والالتفاف حول قيادتهم الرشيدة التي ما زالت وستظل تضرب بيد من حديد على كل عابث يحاول النيل من أمن هذا الوطن وأمن مواطنيه. لقد تفشى الحقد في نفوس أولئك الجناة وهم يرون بأم عيونهم ما يتمتع به المواطنون في هذه الديار المقدسة من أمن واستقرار، وما يتمتعون به من رغد العيش، فأرادوا بعمليهما الاجراميين بالدمام والقطيف شق الصف الواحد، والعبث بمقدرات المواطنين، وزرع الفتن بين صفوفهم. غير أن أحلامهم تكسرت على أرض الواقع، فالقيادة الرشيدة مستمرة منذ زمن طويل بملاحقة الارهابيين وتقليم أظافرهم أينما وجدوا، وما زال العالم بأسره يشهد للقيادة الرشيدة بسياستها الثابتة والواثقة بملاحقة الارهاب أينما وجد، وهي بذلك تشاطر كافة دول العالم في سعيها الحثيث للتخلص من الارهاب. حادث العنود وكذلك حادث القديح يوحيان بأن مخططا ارهابيا رهيبا يخطط له أولئك الحاقدون في محاولة يائسة لنشر بذور الفتن والأزمات الطائفية التي طالما أعلنت المملكة أنها ترفضها بكل تفاصيلها وجزئياتها لأنها تمهد لخدش علامات الوحدة الوطنية في البلاد، ولأنها لا يمكن أن تصدر من أبناء البلاد الأوفياء لدينهم ومليكهم ووطنهم. ان هذا الوفاء لا يمكن أن يرتبط بتلك الأفاعيل الشيطانية البغيضة، وازاء ذلك فان الجناة الذين ارتكبوا العملين الفادحين بالدمام والقطيف، ومن ارتكبوا أعمالهم المشينة في السابق يعملون على تنفيذ أجندات أجنبية بهدف تقويض الأمن في هذا البلد واصابة وحدته الوطنية في مقتل. ويخطئ أولئك الجناة في تقدير حساباتهم فأعمالهم الشيطانية الجنونية لم تزد الشعب السعودي الا التحاما بالقيادة الرشيدة، ولم تزد المواطنين الا تلاحما حول وحدتهم الوطنية المعهودة عنهم، والمغروسة فيهم منذ توحيد هذه الديار المباركة على الكتاب والسنة. بعد الحادثين الارهابيين بالدمام والقطيف عادت الحياة الى طبيعتها، وهذه العودة تؤكد على وحدة الصف في المجتمع السعودي الآمن، وتؤكد مجددا على وقوف أبناء هذا الوطن مع قيادتهم الرشيدة وهي تلاحق الارهابيين وتقتص من أفاعيلهم الخبيثة ومحاولتهم المساس بأمن هذا الوطن العزيز. لقد شجب العالم بأسره الحادثين الارهابيين بالقطيف والدمام، وهو شجب يؤكد وقوف دول العالم مع المملكة في محاربتها للارهاب والارهابيين، وقد ذاقت الكثير من دول العالم في الشرق والغرب أشكالا من أشكال الارهاب بما يؤكد أن المكافحة لابد أن تتحول الى مكافحة جماعية لا فردية. وظاهرة الارهاب التي أخذت في الانتشار في كثير من دول العالم المسالمة ومن ضمنها المملكة هي ظاهرة لا بد من التصدي لها بعزم وحزم، ولا بد من القضاء على أسبابها ومسبباتها، وهذا ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله- وهو محط اعجاب وتقدير العالم بأسره. أولئك الجناة لن يفلتوا من العقاب الرادع، ولن يفلتوا من القصاص، فالعدالة سوف تقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم الدنيئة، وسوف يتحولون الى عبرة لمن يعتبر، فأولئك الحاقدون وراءهم من يدفعهم الى ارتكاب تلك الأخطاء الفادحة بحق المجتمع السعودي، ومجتمعات العالم قاطبة. ولا شك أن جنود الأمن البواسل في هذا الوطن يسجلون دائما أروع أمثلة الفداء والتضحية بكشفهم أولئك الجناة، وكشفهم مخططاتهم الرهيبة التي تستهدف النيل من وحدة هذا الوطن واستقراره وأمنه، ولا شك أنهم يحظون بتقدير القيادة الرشيدة، ويحظون بتقدير كل مواطن وتثمينه لأعمالهم البطولية الفذة.