أجمع مشايخ وعلماء القطيف على شجبهم للعمل الإرهابي بالأحساء، وأدانوه، وأوضحوا أن اللحمة الوطنية بالمملكة قوية وصلبة، ولا يمكن أن تخدش بفعل هذا العمل الإجرامي المتطرف. فاستتباب الأمن بالمملكة أمر لا يمكن القفز على مسلماته الواضحة، واحتواء ذلك العمل فوت الفرصة أمام الحاقدين ومن في قلوبهم مرض بإمكانية التلاعب بأمن هذا الوطن ومواطنيه، من خلال ما فعلوه، ونسوا أو تناسوا أن جذوة الطائفية في الوطن لا يمكن أن توقد بأي حال من الأحوال، في ظل التعايش السلمي الذي تعيشه واحة الأحساء ويعيشه أبناؤها. إن العمل السافر الذي ارتكبه أولئك المارقون، وإدانه علماء الأحساء وعلماء القطيف له، يؤكد أن المملكة ماضية قدما لنشر ثقافة المحبة والتسامح وروح الأخوة، كما جاءت في نصوص العقيدة الإسلامية السمحة والهدي النبوي الشريف، فمبادئ الإسلام ترفض ذلك العمل الإجرامي وتدين فاعليه. وقد أكد علماء القطيف أن تغليب المصلحة الوطنية العامة هو فوق ما كان يرمي إليه أولئك العابثون بأمن الوطن، وأن أبناء الشعب السعودي ملتفون حول قيادتهم الرشيدة، ويؤيدون القبضة الحديدية التي تستخدمها ضد من يحاولون المساس بأمن الوطن واستقرار أبنائه. ولا شك أن المضي في ملاحقة الإرهاب والإرهابيين في المملكة يمثل وسيلة ناجعة وهامة؛ لقطع دابر الكراهية بين أفراد الأمة، ويمنع التحريض على العنف والإرهاب والتخريب وإزهاق الأرواح البريئة التي نهى رب العزة والجلال في محكم كتابه الشريف عن عدم ازهاقها بدون وجه حق، فالتعاون وتوحيد الصف والهدف للحيلولة دون تفشي الإرهاب في المملكة، هو مسعى حميد، ما زال أبناء الوطن متمسكين به، وهو مسعى يصب في روافد تحقيق مقاصد الشريعة الغراء التي يجب رعايتها وصيانتها والمحافظة على استمراريتها. إن إدانة علماء القطيف ومشايخها لما حدث في الأحساء من عمل إرهابي، يؤكد من جديد أن ما يشاهد اليوم بالعيون المجردة من اقتتال واحتراب وخراب ودمار في كثير من الأمصار والأقطار العربية، يحتم على أبناء المملكة القيام بمسؤولياتهم تجاه الوطن وأمنه، ويحتم على الجميع مناهضة الإرهاب والتصدي لكل عمل إرهابي من شأنه المساس بأمن هذا الوطن وحريته واستقراره. إن الالتفاف حول القيادة الرشيدة، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه التصدي لأي عمل إرهابي، هو تفويت لأي فرصة قد يقتنصها أولئك المارقون والخارجون عن تعاليم العقيدة الإسلامية للعبث بأمن هذا الوطن. والوقوف وراء المجهودات المبذولة من قبل القيادة الرشيدة لاحتواء الإرهاب في هذا الوطن العزيز، وتحمل المواطنين لمسؤولياتهم الكبرى حفاظا على أمن بلدهم، يمثلان واجبا هاما من أوجب الأمور الشرعية التي تنادي باشاعة الأمن والاستقرار في أي مجتمع إسلامي. ولا بد أن يدرك كل مواطن في هذا البلد الآمن، أن من واجبه اجتثاث خطاب الكراهية والتحريض من الجذور؛ لاخماد نار الطائفية البغيضة التي إن أوقدت في أي مكان فقل عليه وعلى أهله السلام. ولا يختلف اثنان على أن المسؤولية الشرعية والاجتماعية التي يجب أن يتحلى بها كل مواطن، تحتم على الجميع صيانة وحدة المجتمع، وتغليب المصلحة الوطنية دائما، وأن يتحلى الجميع بالتمحور حول القيادة الرشيدة، وهي تؤدي واجبها المشروع في التصدي للإرهاب وقطع دابره وملاحقة الإرهابيين والقصاص منه، تنفيذا لتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة والسنة النبوية الشريفة. ويعلم القاصي والداني، أن المجتمع السعودي عرف منذ قيام كيان المملكة أنه مجتمع من علاماته الفارقة الأمن المستتب في كل جزء من أجزائه، وعرف بتلاحم أبنائه وتكاتفهم وتعايشهم، فهم لايعرفون أساليب الارهاب والارهابيين بل يدركون تماما ثقافة المحبة والتسامح وبث روح الأخوة فيما بينهم، وتلك أمور حثتهم عليها تعاليم ومبادئ العقيدة الإسلامية السمحة. ويبقى القول أن تعزيز التلاحم الوطني والالتفاف حول القيادة الرشيدة، ولفظ أساليب الإرهاب؛ تمثل أبلغ رد على الجريمة النكراء، التي حدثت في الأحساء، وتمثل الطريقة المثلى التي لا بد من التمسك بها؛ صيانة لمجتمع آمن يدرك تماما أن استقراره يكمن في التصدي لظاهرة الإرهاب ومحاربتها. كاتب وإعلامي سعودي