يتوقع أن تبقي أوبك على إنتاجها عند حوالي 30 مليون برميل في اجتماعها الدوري يوم غد الخميس. وكانت أسعار النفط قد انخفضت الى حوالي 47 دولارا للبرميل في شهر يناير الماضي نتيجة وفرة العرض وقلة الطلب العالمي على النفط قد عادت الى الارتفاع مجدداً ولو بوتيرة أضعف. وقد ساعد على الانخفاض الوقتي للاسعار القرار الصائب لاوبك في اجتماعها الاخير المنعقد في اواخر نوفمبر الماضي، بعدم خفض وتثبيت مستوى الانتاج رغم الضغط الكبير على الاسعار من قبل منتجي النفط غير التقليدي. والجدير بالذكر ان سعر برميل برنت قد وصل قبل عام الى حوالي 115 دولارا. ويبدو أن أسعار نفط خام برنت بدأت باتخاذ اتجاه تصاعدي منذ بداية مارس، حيث ارتفعت الاسعار من 50 دولارا الى حوالي 65 دولارا حالياً. وتشير اغلب التوقعات إلى ارتفاع مستوى الأسعار باتجاه 70 دولارا للبرميل. وبحسب الأرقام الصادرة عن بيكر هيوز فإن عدد منصات وأبراج الحفر في الولاياتالمتحدةالأمريكية ما زالت في انخفاض، وقد انخفضت من 1531 خلال العام الماضي الى 683 في الأسبوع المنتهي في الأول من مايو 2015 لتسجل أقل أعداد لمنصات الحفر منذ فترة طويلة. وهذا يدل على تضاؤل أعمال الحفر والتنقيب والانتاج خاصة للزيوت غير التقليدية والتي أحد أهم عيوبها ارتفاع كلفة الانتاج مما شجع المستثمرين على البحث عن فرص أفضل. ولقد توقعت بعض المؤسسات الاستشارية أن يؤدي انخفاض اعداد منصات الحفر هذا الى خفض في الإنفاق الاستثماري ب 40%. وبحسب دراسات حديثة اخرى مفادها أن منتجي النفط الصخري الأمريكي سينجحون في المحافظة على مستويات الإنتاج حتى في ظل الانخفاض الشديد للأسعار وسيستطيع بعضهم التكيف مع الظروف الراهنة. وهنالك من يرى انه لن يتم خفض إنتاج النفط الصخري الامريكي قبل نهاية العام الحالي. إن أهم تحدٍ لاسعار النفط واوبك يتمثل في وفرة المعروض من النفط، وفي المقابل هنالك عدد من العوامل سيدعم مستويات الاسعار عند 65-70 دولارا للبرميل. ومن اهم هذه العوامل ارتفاع الطلب على النفط مع تشغيل المصافي، والحاجة إلى استخدام أكبر للنفط في توليد الكهرباء مع اقتراب الصيف في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك توقع بناء المخزون الاستراتيجي في الأسواق الواعدة واستمرار العوامل الجيوسياسية في الشرق الاوسط والتي تغذي حالة القلق وعدم الاستقرار في مناطق انتاج النفط. ولذلك فإنه على الرغم من ضعف الأسعار بشكل طفيف خلال الأيام السابقة استجابة للفائض في المعروض إلا أن الأسعار تبقى قوية نسبياً، وهذا ما يجعل من اجتماع أوبك القادم بدون ضغوط على الدول الاعضاء. ولكن يبقى التنسيق بين دول اوبك وخارج اوبك مثل روسيا والنرويج من اهم العوامل لاستقرار اسواق النفط. حالياً لا توافق روسيا على خفض انتاجها البالغ حوالي 12% من اجمالي الانتاج العالمي ويقول بعض خبرائها في تقرير أعد بطلب من وزارة الطاقة الروسية "إذا خفضت روسيا الإنتاج، فإن أوبك ستنتزع حصتنا السوقية في أوروبا". وفي المقابل لا يمكن لدول اوبك ان تخفض انتاجها لمصلحة روسيا والزيت الصخري الامريكي بدون تعهدهم بخفض مناسب من جانبهم وهذا دفع أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، وأطلق معركة عالمية على حصص السوق. ومن المستبعد أن تغيّر أوبك، والتي تسيطر على ثلث سوق النفط العالمية، وروسيا اكبر منتج خارج اوبك والتي بأمس الحاجة للمال، إستراتيجية الإنتاج. خاصة ان الجميع لديه طاقة انتاجية فائضة وإرادة قوية للمحافظة على الزبائن.