منع استخدام الجوال أثناء القيادة من وجهة نظري قرار من القرارات الاستراتيجية الداعمة للسلامة المرورية على مستوى طرق المملكة بشكل عام وفي شوارع المدن بشكل خاص. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن المكالمات المرورية تسهم في تأخر زمن التفاعل وردة الفعل في الاستجابات لمتغيرات السير على الطريق وقد تؤدي إلى نسيان إشارات المرور ، واوضحت دراسات متعددة أن زمن اتخاذ قرار استخدام المكابح اثناء المكالمات يتأخر إلى ما يقارب نصف ثانية وفي هذه الحالة السائق بين حالتين إما ان يتعامل مع المكابح بشكل أقوى ويكون وقوفه مفاجئا لمن خلفه من المركبات ويحدث اختلال بنظام السير وفي الغالب حوادث وإما أن يتعامل مع المكابح بشكل أضعف ويصطدم بالمركبة التي أمامه. ونظرا لكثرة الحوادث في بلادنا والتي تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنها وصلت إلى 550 ألف حادث في عام 1435 ه وعدد الوفيات نتيجة لتلك الحوادث وصل إلى نحو 7800 حالة وفاة مع اصابات بلغت أكثر من 39 ألف حالة إصابة وهذه الاحصائيات ذات معدل نمو سنوي كما أنها بالمقارنة بالمستويات العالمية تعتبر عالية جدا لذلك نحتاج إلى قرارات استراتيجية عديدة في هذا المجال. كما نحتاج إلى كثير من برامج التوعية بمخاطر الحوادث ولعل مدارس تعليم القيادة تغير من سياساتها وطرق العمل بها بحيث تعطي البرامج التوعوية حيزا كبيرا كجهة مسؤولة عن الترخيص للجميع بقيادة المركبة على الطريق. ووسائل الإعلام يجب أيضا أن تستمر رسائلها التوعوية على مدار العام ولا تقتصر على المناسبات المرورية فقط، والمقررات الدراسية يجب أن تحتوي على مفاهيم السلامة المرورية لتوعية النشء في سن مبكرة، كما أن جمعية السلامة المرورية السعودية «سلامة» يجب أن تكثف برامجها التوعوية في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة. وقبل هذا وذاك يجب على الإدارة العامة للمرور العمل على تطبيق النظام بكل حزم وعزم فلعل القسوة في تطبيق النظام تكون اقل مأساوية من مجازر الحوادث وفقدنا لمواطنين فاعلين يسهمون في تنمية وطنهم.