أسكن في بلاد أجنبية مشكلتي هي أن زوجي لا يعطيني اهتماماً ولا كلاماً جميلاً، وكنت أتمنى بعد زواجي أن يغمرني زوجي بالحب والحنان، ففي فترة الخطوبة كان رائعاً والآن تغير كثيراً، وقد أحسست بفراغ كبير، فأنا أريد الدردشة معه، فما العمل؟، وكيف أخرج من هذا الحزن وهذه الكآبة؟ -حتى تخرجي من كآبتك وحزنك –بإذن الله- أنصحك بما يلي: أولاً: اشغلي نفسك بالأمور النافعة، واملئي فراغك بالمفيد، فالنفس إن لم تشغليها بالخير شغلتكِ بالشر. ثقي أنه لا أحد أرحم بك وأرأف وألطف من ربك، فتقربي إليه، وابكي بين يديه، وألحي عليه بالدعاء، خاصّة في أوقات الإجابة، سليه أن يهدي زوجك، ويهديه لك، وأن يشرح صدرك، ويملأ قلبك بحبه سبحانه، ويؤنسك بقربه، ويعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، ويبدد وحشتك، ويجعل لك من كل ضيق مخرجاً ومن كل همٍ فرجًا. وعليك بترتيب وقتك وحسن تقسيمه بين تلاوة القرآن وحفظه، وأداء النوافل، وقراءة الكتب النافعة والاستماع إلى الأشرطة الدينية والتربوية، والاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم..إلخ. وحاولي أن تخرجي من عزلتك بالانضمام إلى صحبة طيبة، تطمئنين لدينهن وخلقهن.. وتواصلي معهن. ولا تنسي الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كلَّ همٍّ فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب . أما ما يخص علاقتك بزوجك، فالذي يبدو أنه رجل ودود، ولديه استعداد لأن يمنحك الحب والاهتمام. ولكنك لم توضحي ما الذي غيَّر زوجك وجعله جافًا في تعامله؟! ربما هو الإنهاك في العمل، وقلة وعيه بأهمية قربه منك؟ أو هو الانشغال بأمور أخرى كالجلوس في وقت فراغه أمام بعض المواقع غير الهادفة في الإنترنت، أو مع الأصحاب في المقاهي وغير ذلك؟ أو أن السبب هو تقصيرك في إظهار مشاعرك نحوه، وجفافك في التعامل معه؟ فكثير من النساء يردن أن يأخذن دون أن يعطين.. فهي تطالب زوجها –على سبيل المثال- أن يسمعها كلمات الثناء والحب.. بينما لا تسمعه بدورها مثل هذه الكلمات.. وقد لا تتلطف معه عندما لا تجد منه لطفاً ولا تبادر!. إنك بحاجة إلى أن تحاوري زوجك، وتصارحيه بما تشعرين به، بكل هدوء.. ابدئي بإظهار تقديرك لظروف عمله، وشعورك بحرصه على مصلحتك، وتعبه من أجلك.. وأثني على الجوانب الإيجابية فيه، وأظهري له بالغ حبك ومودتك، ثم صارحيه بحاجتك إليه وإلى قربه ولطفه. ولتكن كلمتك لينة، ونظرتك حانية معبِّرة، وابتعدي عن اللوم بمختلف صوره. فلغة الحوار الهادئة في الوقت المناسب لها دور كبير في تقريب وجهات النظر والتفاهم بين المتحاورين. وقد يكون زوجك يعاني من ضغوط في العمل، فاقتربي منه، وحاولي مشاركتك بهمومه واهتماماته، أعرضي عليه المساعدة بما تستطيعين، وكوني إيجابية فاعلة. بيني له أن الحياة الزوجية تحتاج إلى ما يقوّيها من مشاعر حيّة وعواطف جيّاشة.. وأخيراً تأكدي أن خروجك من أسر الكآبة مرهون باعتمادك على الله أولاً، ثم ببذلك الأسباب وإصرارك على تغيير وضعك للأحسن ثانياً.