من تأليف إيمان بنت سلامة الطويرش ومها بنت علي المانع، ويتكون الكتاب من 134 صفحة، ونشرته تكوين للدراسات والأبحاث. وجاء في التعريف بالكتاب أن مِن نِعَمِ اللهِ تعالى العظيمةِ على أمَّةِ الإسلام أنْ جَعَلَ عُلماءَها خِيارَها؛ فبهم حُفِظَتِ الشَّريعةُ، وكَوَّنَتْ جُهودُهم بناءً تراكميًّا تشكَّلَ منه التراثُ الإسلاميُّ، ومنه التراثُ الفِقْهيُّ الذي جاءَ بناءً متكامِلًا، على تفاوُتِ الاجتهاداتِ في المسألة الواحِدَة بين فَقِيه وآخَرَ، أو بين مذهَبٍ وآخَر، وامتاز الفِقْه بخاصِّيَّة التنقِيَة؛ إذ لا يُقبَلُ قَوْلٌ ليس له مُسْتَمْسَكٌ من حُجَّة، راجحًا كان أو مرجوحًا، وما وُجِدَ من بعضِ الآراء الضعيفة والشاذَّة حولَ المرأة في التراثِ الفِقْهي لا ينْقصُ من قِيمة الفِقْه، ولا يَقدَحُ في نيَّة الفقهاء ومقاصدِهم؛ فلم تُتْرَكْ هذه الآراءُ بلا تَعقيبٍ واستدراك؛ إذ الاجتهادُ قد تَعترِيه عوارِضُ تؤثِّرُ فيه، فتقَرِّبه أو تُبْعِدُه من موافقة الشَّرع. وهذا الكتاب عبارةٌ عن عرْض مُوجَزٍ للأصول والمعاني التي اعتَنَى بها الفقهاءُ في معالجَتِهم للمَسائل الفقهيَّة المتعلِّقَة بالمرأةِ، وبيانِهم للحُكم الشرعيِّ فيها، وتَلَمُّس المقاصِدِ والظروف المؤثِّرَة في اختياراتِ الفقهاء؛ لبيانِ الجهودِ العِلميَّة الرَّصينَة للفقهاءِ السَّابقين، وعِنايتِهم بقَضايا المرأة؛ هذا الموضوع الذي كثُر الطَّعنُ فيه والحديثُ عنه من زاويا ناقصةٍ، وبيانِ العَلاقة بين النَّصِّ الشرعي ونصِّ الفقيه، بنظرةِ عَدْلٍ وإنصافٍ دون تقديسٍ أو تبخيسٍ، ومناقشةِ بعضِ الدَّعاوى كذكوريَّة الفِقْه. جاء ذلك في زاوية موقع مؤسسة الدرر السنية. تحدَّثتَا عن المساحة التي شَغَلَتْها مسائِلُ المرأة في التراث الفقهيِّ، وأنَّ الكُتُب الفقهيَّة تناوَلَتِ الكثيرَ من مسائلِ المرأة على سَبيلِ التفصيل، وذكَرتَا مؤلَّفاتٍ عديدةً خُصِّصَت للحديثِ عن مسائِلِ المرأة فقط؛ كأحكامِ النِّساءِ لابن الجوزي، وفتاوى النِّساءِ لشيخ الإسلام ابن تيمية، والمفصَّل في أحكامِ المرأة للدكتور عبد الكريم زيدان، وغيرها كثير. كما تَكلَّمَتَا عن دَورِ المرأة في بناءِ الفقه وتدوينه، مبَيِّنَتَين أنَّ المرأةَ كانتْ حاضرةً وفاعلة بدءًا من عهد التشريع، ومُسهِمَةً في بنائه نقلًا ونقدًا وسؤالًا وتعليمًا وإفتاءً، وأنَّ رائدةَ هذا الباب الصِّدِّيقةُ أمُّ المؤمنين عائِشَةُ رضي الله عنها. ثمَّ ذَكَرَتَا مِن النساء مَنْ كان لها دورٌ في تأسيس المذاهب؛ كميمونةَ بنتِ الأقرعِ التي كتبتِ الفِقْه عن الإمام أحمد، وأخت المُزَنِيِّ في المذهب الشافعي... إلخ، وفصَّلَتَا الحديث عن ذلك. وفي خاتمةِ الكتاب: أكَّدَتِ المؤلِّفَتانِ على عِدَّة أمور؛ منها: * تكامُلُ البِناء الفِقهيِّ، وحُسْن مَقاصِد الفقهاء، وأنَّ اجتهاداتِهم تَتْبَع الدَّليلَ وتُؤسَّس عليه، وتتفاوتُ قوَّةً وضعفًا وقُربًا وبعدًا عنه. * العنايةُ بالدِّراسات الموضوعيَّة المتعلِّقة بالفقه الإسلاميِّ، وردُّ العادِيَات عنه، وبيانُ الجهودِ العلميَّة الرَّصينة للفقهاءِ السابقين بنظرةٍ كُليَّة، خصوصًا تناوُلَهم للموضوعاتِ التي يَكثُر الطَّعْن فيها والحديثُ عنها من زوايا ناقصةٍ. * كما أكَّدَتَا على أنَّ ممَّا يُسِيء للخِطابِ الفقهي اجتزاءَ بعضِ النصوص والفتاوى الفقهيَّة، وتجريدَها عن الظروفِ والحيثيَّات التي أحاطتْ بها، ثمَّ تعميمها وتسويقها على أنَّها الفقهُ الإسلامي.