طلب اليمن من أمين عام الأممالمتحدة الضغط على الحوثيين، مشترطا التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن قبل اجراء محادثات سلام دعا اليها أواخر الشهر الجاري، وفيما واصل الطيران العربي غاراته على مخازن أسلحة مليشيا التمرد، أذعنت ايران بقبول تفتيش سفنها من قبل مركز عمليات دولي للمراقبة في جيبوتي. في حين وصلت عدة قاطرات أرسلتها السفارة اليمنية بالرياض حاملة مشتقات نفطية وأدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية إلى منفذ الوديعة بالمملكة لدخول اليمن وتبلغ زنتها 630 طنًا. فقد أعلن وزير خارجية اليمن رياض ياسين عبدالله أن الحكومة في الخارج قد لا تشارك في محادثات السلام التي تعتزم الأممالمتحدة عقدها في 28 مايو لأنها لم تخطر بها رسميا وتريد مزيدا من الوقت للتحضير. وقال: إن الحكومة لم تتلق دعوة رسمية واذا تلقت دعوة فإن المحادثات لا يجب أن تكون في 28 مايو ، مضيفا أن أي محادثات يشارك فيها الحوثيون ستتوقف على التزامهم بقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يطلب منهم ترك السلاح ومغادرة المدن. وأكد لصفحيين أمس: "لن نذهب (الى جنيف) ما لم يحصل شيء على الارض"، واستدرك قائلا: "لن نشارك اذا لم يطبق (القرار الأممي) أو على الاقل جزء منه، اذا لم يكن هناك انسحاب من عدن على الاقل أو تعز". وأعلن أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أن محادثات السلام حول اليمن ستبدأ في 28 مايو في جنيف من أجل «إرساء الدينامية اللازمة لعملية الانتقال السياسي تحت اشراف اليمنيين». وأوضح في بيان: «يعلن الأمين العام انطلاق مشاورات شاملة بداية من 28 مايو في جنيف لاعادة الزخم تجاه عملية انتقال سياسي بقيادة يمنية». ومساء أمس، عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مغلقة استمع فيها الأعضاء إلى أول تقرير يرفعه المبعوث الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، منذ تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمين العام، في 25 أبريل الماضي. وبعد الجلسة، قالت مندوبة قطر في مجلس الأمن، الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني: "قدمنا معلومات تفصيلية لمجلس الأمن بشأن انتهاكات الحوثيين"، مضيفة: "طالبنا مجلس الأمن بالضغط لتنفيذ القرار 2216". أما مندوب اليمن، خالد اليماني، فرحب بمساعي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في اليمن، إلا أنه أكد أنه "يجب أن يمارس الأمين العام المزيد من الضغط على الانقلابيين"، وشدد على أن "الانقلابيين يدافعون عن المشروع الإيراني التوسعي في اليمن". من جهته، قال السفير السعودي لدى الأممالمتحدة، عبدالله المعلمي: إن الحوثيين استغلوا الهدنة الإنسانية لتحقيق أهدافهم، متحدثاً عن "74 هجوماً للحوثيين على السعودية أثناء الهدنة الإنسانية". وأضاف: "نأمل أن تقوم مباحثات جنيف على أساس مقررات مؤتمر الرياض"، كما أوضح أن "إيران أشعلت فتيل الفتنة والاقتتال في اليمن عبر الدعم"، مضيفا: "نرحب بأي دور إيجابي لإيران ونعارض مواقفها السلبية". وتابع المعلمي: "الحوثيون واصلوا هجومهم الوحشي على المدن اليمنية أثناء الهدنة .. نحن مستعدون لتجديد الهدنة الإنسانية إذا التزمت بها كل الأطراف"، إلا أنه أوضح أن "قرار تنفيذ الهدنة يعود للقادة العسكريين لدول التحالف". كما أعرب عن اعتقاده أن "الأمين العام سيعقد مشاورات جنيف تحت كل الظروف"، كاشفاً أن "الحوار في جنيف سيكون بين الأطراف اليمنية فقط .. لا أرى صفة لإيران لحضور مؤتمر جنيف". وعاد وشدد أمام الصحفيين قائلاً: "يمكنني أن أضمن لكم عدم دعوة إيران لمؤتمر جنيف". ميدانيا، كشفت مصادر إعلامية يمنية أن مقاتلي القبائل في محافظة الجوف (نفطية) شمال شرق العاصمة صنعاء، سيطروا بشكل كامل على موقع اليتمة المحاذي لحدود المملكة. ونقلت عنها وكالة الأنباء الألمانية أن اشتباكات عنيفة شهدتها المنطقة بين مسلحي القبائل ومتمردين حوثيين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. وأوضحت أن القبائل استطاعت السيطرة على منطقة الحريرة والقرون الواقعة في منطقة اليتمة التابعة لمديرية خب والشعف في محافظة الجوف التي كانت تحت سيطرة ميليشيا التمرد، ما يعني أن اليتمة باتت تحت سيطرة القبائل بشكل كامل. وتعتبر مديرية خب والشعف أكبر مديريات محافظة الجوف من حيث المساحة، وتقع على الحدود مع منطقة نجران في المملكة ومنطقة البُقع التابعة لمحافظة صعدة. وأكدت المصادر أن الاشتباكات المسلحة كانت لا تزال مستمرة أمس بشكل عنيف بين الطرفين، مشيرين إلى أن مسلحي القبائل يحاولون التقدم نحو المنطقة الشرقية لمحافظة صعدة المعقل الرئيس لميليشيا التمرد الحوثي شمال اليمن. وكثف طيران التحالف العربي - الذي تقوده المملكة - أمس، غاراته على مواقع المتمردين الحوثيين في محيط صنعاء، وكانت تتالت مساء الثلاثاء. وقال ل "فرانس برس" شاهد العيان محمد الجحيفي (35 عاما) الذي يسكن بالقرب من جبل نقم الذي يضم مقار عسكرية ومخازن اسلحة وتعرض لعدد من الغارات : "لم نكن نعلم بأننا في وسط حقل من الذخائر والمتفجرات .. كانت أصوات الانفجارات تسمع من جميع أطراف صنعاء". وكان طيران التحالف استهدف فجر الاربعاء مخازن أسلحة في جبل نقم الواقع شرق صنعاء وفي جبل النهدين (جنوب) وفي جبل فج عطان (جنوب غرب) الذي تعرض لعدة غارات في السابق استهدفت مخازن الاسلحة فيه. وقصف الطيران أيضا معسكرا لقوات المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة حجة شمال البلاد، وقال سكان: إن انفجارات هائلة سمعت في المعسكر في علامة على أن الضربة ربما أصابت مخزنا للصواريخ. وقد وصلت أمس عدة قاطرات تحمل مشتقات نفطية وأدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية وتمور ومواد إغاثية أخرى إلى منفذ الوديعة بالمملكة متوجهة إلى اليمن، وتبلغ زنتها 630 طنًا، حسبما أوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ. مشيرًا الى أنها مقدمة من السفارة اليمنية في المملكة ورابطة العالم الإسلامي، بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بمساعدة من خلية الإجلاء والعمليات الإنسانية في وزارة الدفاع. وفي ايران، وبعد تشدق ولوثة من التصريحات الرافضة لخضوع سفنها للتفتيش الدولي، أعلن نائب وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان ان سفينة ايرانية للمساعدة الانسانية كان يفترض ان ترسو في مرفأ الحديدة، ستتوجه الى جيبوتي أولا ليتم تفتيشها. وقال: إن "المساعدات التي تنقلها السفينة التي أصبح اسمها +نجاة+ سترسل بتنسيق كامل مع الاممالمتحدة وسيتم تفتيشها في جيبوتي. سترسو السفينة في جيبوتي وسيطبق البروتوكول الذي اقرته الاممالمتحدة". وتنقل السفينة 2500 طن من الحاجات الاولية مثل الطحين والارز والادوية والمياه التي يفتقر اليها اليمن بسبب المعارك. وطلبت الولاياتالمتحدة من ايران تسليم الحمولة "بما يتوافق مع قواعد الاممالمتحدة عبر مركز التوزيع الذي اقيم في جيبوتي" قبالة سواحل اليمن، لكن طهران أكدت أولا انها نسقت مع الاممالمتحدة لتفرغ السفينة حمولتها في ميناء الحديدة اليمني على البحر الاحمر. وقال عبد اللهيان: إن إيران سترسل طائرة مساعدات إلى جيبوتي يوم الخميس في طريقها إلى اليمن في إشارة أخرى إلى أن طهران ستبدأ في توجيه كافة مساعداتها من خلال مركز التفتيش التابع للأمم المتحدة.