بقي التحالف العربي الذي تقوده المملكة على التزامه بالهدنة الخميس بالرغم من إعلانه عن خروقات من قبل المتمردين الحوثيين؛ وذلك للسماح بوصول المساعدات الى سكان اليمن الذين يعانون من وضع إنساني "كارثي" بحسب الأممالمتحدة. وعاشت صنعاء أكثر الليالي هدوءا منذ بدء العمليات العسكرية في 26 مارس. وعموما صمدت الهدنة بشكل عام بالرغم من مواجهات ومناوشات في مدن جنوبية. وأعلن التحالف أن الحوثيين خرقوا الهدنة الإنسانية السارية منذ ليل الثلاثاء، مؤكدا في الوقت نفسه "التزامه التام بالهدنة الإنسانية وضبط النفس". وقال التحالف ليل الاربعاء - الخميس: إن المليشيات الحوثية أقدمت على خرق تلك الهدنة من خلال 12 عملا عسكريا توزعت بين عمليات قصف واطلاق نار ومحاولات تسلل وزحف عسكري سواء في داخل اليمن او على حدوده مع المملكة العربية السعودية. وأضاف البيان: إن قيادة التحالف "تعلن ذلك لتؤكد على رغبتها في اطلاع الرأي العام والمجتمع الدولي على ما أقدمت عليه تلك المليشيات، وتؤكد التزامها التام بالهدنة الإنسانية وضبط النفس؛ مراعاةً للأهداف السامية لعملية إعادة الأمل لليمن ورغبتها في رفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق". وعدد البيان "الخروقات الحوثية" للهدنة، وبينها سبع كان مسرحها الحدود السعودية - اليمنية حيث جرت -بحسب التحالف- محاولتا تسلل وخمس عمليات قصف وإطلاق نار. وأضاف: إن الخروقات الخمس المتبقية جرت داخل اليمن في محافظات الضالع وعدن وتعز وشبوة ومديرية لودر. وسمحت الهدنة بإيصال شحنة من المحروقات عبر ناقلة أرسلها برنامج الاغذية العالمي. وقالت ناديا السقاف وزيرة الاعلام الموالية للرئيس الشرعي والمعترف به دوليا عبدربه منصور هادي مساء الاربعاء: إن سبع سفن محملة بالمساعدات الانسانية وصلت الى اليمن "هذا الاسبوع". كما تم إرسال 18 شاحنة محملة بالوقود من السعودية الى محافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد. وغداة وصول 150 يمنيا كانوا عالقين في الاردن الى مطار صنعاء، قال مسؤول في المطار: إن هناك "عودة تدريجية للرحلات" بعد ان تم اصلاح الاضرار الناتجة عن قصف التحالف للمطار. وأفادت مصادر يمنية محلية بتجدد الاشتباكات المسلحة الخميس بين المقاومة الشعبية وجماعة أنصار الله الحوثية في مدينة تعز وسط البلاد. وقالت المصادر: إن اشتباكات اندلعت بين الطرفين في حي المرور وحي الحصب، وشارع الستين في مدينة تعز عاصمة المحافظة الأكثر سكانا في اليمن والمشرفة على الممر البحري الدولي "باب المندب". وأضافت المصادر: إن الجانبين استخدما الأسلحة الرشاشة والقذائف في هذه الاشتباكات، من دون معرفة الخسائر الناجمة عن ذلك. وأشارت إلى أن الاشتباكات اندلعت بعد مهاجمة الحوثيين في عدة مواقع للمقاومة في المدينة؛ محاولة منهم للسيطرة عليها. خطف كما أفادت مصادر قبلية يمنية امس أن مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية اختطفوا شيخا قبليا شمالي العاصمة صنعاء. وقالت المصادر: إن مسلحين حوثيين جاؤوا على متن عربة عسكرية اختطفوا الشيخ القبلي المناهض لهم عدنان الحباري من أمام منزله في قرية حبار بمديرية أرحب شمالي صنعاء. وأضافت المصادر: إن المسلحين نقلوا الشيخ القبلي على متن العربة العسكرية إلى جهة غير معلومة، من دون أن يعرف أسباب الاختطاف. وأكدت المصادر أن أسرة المختطف حملت الحوثيين مسؤولية اختطاف الشيخ القبلي وحذرت من تعرضه لأي خطر. وكان مسلحون حوثيون قد قاموا خلال الأشهر القليلة الماضية باختطاف المئات من شيوخ وأفراد قبيلة أرحب المعروفة بمناهضتها الكبيرة للتوسع الحوثي في صنعاءوالمحافظات الأخرى، قبل أن يتم الإفراج عن معظمهم. وغيرت موازين القوة في المعادلة العسكرية جبهات القتال بالمحافظات الجنوبية والشمالية، لصالح المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والتي تخوض قتالاً ضارياً ضد مليشيا الحوثي المسنودة بقوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، في مناطق متعدد من اليمن. وخلال الاسابيع الماضية، دفعت المقاومة الشعبية الجنوبية بضع مئات من الشباب الى جبهات القتال بعد خضوعهم لتدريبات عسكرية مكثفة تحت اشراف خبراء عسكريين في الجيش اليمني، في مراكز للتدريب بمناطق جنوبية مختلفة فتحتها المقاومة الشعبية لمد الصفوف الأمامية لقوات المقاومة بجنود ذوي تدريب عالٍ في القتال واستخدام الاسلحة المتعددة والمتطورة. وطوال الأسابيع الماضية تخرجت ست دفعات من كتائب المقاومة الجنوبية التي ترى ان افق "الدولة الجنوبية" بات في متناول اليد، وفق تعبير قادة مدانيين في المقاومة الجنوبية، وتشهد تلك المراكز إقبالاً كبيراً متزايداً، وبحسب مصادر فإن أعداد من تدربوا في مراكز المقاومة وصل الى ثلاثة آلاف مقاوم.