أكدت السعودية ضرورة الالتزام بالهدنة الإنسانية التي قررت قوات التحالف بقيادة المملكة تطبيقها في اليمن قبيل منتصف الليل اليوم، على أن تسري لخمسة أيام قابلة للتجديد. في غضون ذلك استُشهد شخصان وجُرِح 8 مدنيين بينهم طفلة، نتيجة مقذوفات أطلقتها الميليشيات الحوثية من داخل الأراضي اليمنية على منطقتي نجرانوجازان (جنوب السعودية)، وردّت مروحيات سعودية من طراز «أباتشي» على مصادر النيران. وأعلن مصدر في قوات التحالف فقدان الاتصال ليل الأحد بمُقاتلة مغربية أثناء عودتها من قصف أهداف حوثية، وقال إن البحث لا يزال جارياً عن الطائرة المفقودة. ووصلت إلى نجران (جنوب المملكة) أمس طلائع قوات الإسناد القتالي التي قال قائدها العميد زايد عسيري إنها مدربة جيداً على القتال في المناطق الوعرة. ودان مجلس الوزراء السعودي الاعتداء الذي تعرّضت له نجرانوجازان من الميليشيات الحوثية بصواريخ «كاتيوشا»، وراجمات استهدفت المساكن والمزارع والمدارس، منوّهاً بالعمليات التي نفّذتها القوات المسلّحة السعودية بمشاركة قوات التحالف، رداً على التهديد الذي تعرّضت له الحدود السعودية. وأكد المجلس ضرورة الالتزام بالهدنة الإنسانية التي ستبدأ اليوم، لضمان استعجال تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني. (للمزيد) وأُفيد مساء أمس، بأن غارة للتحالف استهدفت مخزناً للسلاح في جبل نقم في صنعاء، في حين نقلت «قناة العربية» عن الناطق باسم عملية «إعادة الأمل» مستشار وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري، أن مصير الطيار المغربي غير معروف و «نُحمِّل الحوثيين مسؤولية سلامته». وكرّر أن نجاح الهدنة الإنسانية في اليمن اليوم «يتوقّف على التزام ميليشيات الحوثيين». وأشار إلى أن «قصر المخلوع (علي صالح) في صنعاء كان تحوَّل إلى مركز قيادة يتم فيه التخطيط لعمليات»، لذلك استهدفته غارات التحالف. شبوة ميدانياً، سيطر مسلحو القبائل الموالون للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس على بلدة المصينعة في محافظة شبوة الجنوبية، بعد ثلاثة أيام من المعارك مع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم التي تسيطر على عاصمة المحافظة عتق، في وقت تواصلت الاشتباكات في تعز والضالع ومأرب، والقصف الجوّي لطيران التحالف على مواقع الجماعة ومعسكرات الجيش الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح. في غضون ذلك، أكدت الجماعة أنها أسقطت مقاتلة مغربية من طراز «إف 16» وبثت صوراً لحطامها في منطقة نشور التابعة لمديرية الصفراء في محافظة صعدة، وسط أنباء عن مقتل قائدها والعثور على جثته. ولم يُعرف إن كان سقوط المقاتلة ناجماً عن خلل فني أو نتيجة تعرضها لنيران مضادات أرضية. وبعدما أبدى الحوثيون موافقتهم على الهدنة الإنسانية المشروطة التي عرضتها قوات التحالف بقيادة السعودية، والتي من المقرر أن تبدأ اليوم، اشترطوا التزام المسلحين الموالين لهادي ورجال القبائل بالهدنة، وهدّدوا بالرد على أي خرق لها. كما دانوا قصف طيران التحالف أول من أمس منزل علي صالح وسط صنعاء. وأكد رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد أن جماعته لن تخجل بعد اليوم من إعلان تحالفها مع الرئيس السابق. وطاول قصف طيران التحالف أمس مدرج مطار صنعاء ومعسكرات ألوية الصواريخ في فج عطان غرب العاصمة، وامتد إلى مناطق سنحان في جنوبها حيث مسقط رأس علي صالح. كما استهدف مواقع للحوثيين في تعز وشبوة ومأرب وشمل مناطق الحدود مع صعدة شمالاً حيث يتسلل عناصر الجماعة لإطلاق القذائف باتجاه الأراضي السعودية. وأكدت مصادر المقاومة الموالية لهادي أن مسلحي القبائل في شبوة استعادوا أمس بلدة المصينعة في محافظة شبوة من قوات الحوثيين بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة، ويواصلون تقدمهم باتجاه مدينة عتق لتحريرها من ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح. وأفادت المصادر بأن طيران التحالف شن غارات على مديرية مكيراس في محافظة البيضاء، وأن القصف استهدف موقعاً لشبكة الاتصالات بين منطقتي مشعبة والمآذن في مكيراس وأدى إلى تدميرها بالكامل.