مقابلة مع بروس كاسمان، كبير الاقتصاديين والعضو المنتدب لشركة الأبحاث العالمية التابعة لبنك جيه بي مورجان تشيس. كان الوضع بائسا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي خلال الأشهر الثلاثة الماضية. هل سنبدأ برؤية شعاع من الأمل في بعض هذه البيانات هنا؟ أعتقد أن هذا يعتبر يوما إيجابيا من حيث الأخبار في ظل ما كان قاتما جدا في الأسابيع 4-6 الأخيرة. لذلك أعتقد أنه من السابق لأوانه قليلا أن نفرح ونقول إننا تجاوزنا مرحلة الخطر هنا. ولكن، نعم، تعتبر هذه أرقاما جيدة. وأعتقد أنه من الجيد أن نرى أرقام الاستهلاك وقد انتعشت في آذار (مارس). كذلك أعتقد أنه من الجيد أن نرى أن هناك بعض القوة التفاوضية المقبلة في سوق العمل. بطبيعة الحال، فإن أعداد المطالبات (بالتعويض عن البطالة) تعطيك بعض الراحة، لأنها تشير إلى أنه لا توجد هناك خسارة حادة في الزخم الذي يتمتع به الاقتصاد بمثل ما قد أشارت إليه قراءة الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول. لذلك فمن غير الواضح بالضبط الموقع الذي نحن فيه الآن، من حيث ما هو المعدل الرئيسي الكامن وراء نمو هذا الاقتصاد في الوقت الحالي. هناك الكثير من الضوضاء في البيانات والأرقام. ولكن من المؤكد أن ذلك لا يعد إشارة على وجود حالات ضعف جدية في أي شيء هنا. يبدو أننا سنكون في وضع جيد، على الأقل، وربما حتى أفضل من جيد. يبدو أن الأمر حتى كما لو أنك تستطيع أن تتخيل مستوى ثنائيا من الأرقام بالنسبة للاقتصاد، حيث أن الجذور في الأسفل -الأجور والرواتب والتعويضات والوظائف المتاحة- يبدو أنها تزداد قوة، ما يعني أن هناك نموا أفضل على الطريق. هل الأمر كذلك؟ أعتقد أن هذا صحيح. ينبغي عليك أيضا أن تدرك أن الحركة في مقاييس سوق العمل المذكورة تميل إلى أن تكون مصابة بالقصور الذاتي إلى حد ما، على الأقل من حيث تكاليف العمالة. لذلك لدينا هذا الانخفاض الكبير في الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول، وهو انخفاض يمكننا أن نعزو جزءا منه إلى عوامل مؤقتة. والسؤال الآن هو ما إذا كانت هناك نتائج غير مباشرة على اثر ذلك، من حيث القرارات ذات الحركة البطيئة من قبل الشركات في مجال التوظيف والإنفاق، وهذا قد يحد من الانتعاش والتحسن أثناء الفترة التي ننتقل فيها ونتحرك خلال الجزء الأوسط من العام. ماذا تتوقع في الوقت الراهن أن يبرز من تلك القوة ذات القصور الذاتي في الاقتصاد الأمريكي؟ ما هي الأمور التي يمكن أن تبقى متحركة ونشطة الآن؟ يمكنني القول إن هناك نوعين من الأشياء التي تعتبر إيجابية والتي أود أن أسلط الضوء بقوة عليها. أحدها يعتبر مؤشرا على أن أسواق العمل، التي كانت متشددة في السابق، أخذت الآن تعطينا وضعا أفضل من حيث القدرة على المساومة في العمل. لا يزال هذا في المراحل الأولى من هذه الخطوة، لكننا أعلى من حيث رقم العام الماضي حول الرقم القياسي لتكلفة العمالة وإلى مستويات لم نرها منذ عام 2008. وهذه إشارة إيجابية للغاية. هناك بعض التساؤلات حول ما إذا كانت الإنتاجية ستواصل مواكبتها. ولكن الآن، أعتبر أن ذلك هو أمر إيجابي. الشيء الآخر الذي أعتقد أنه مهم جدا وأنت تنظر في رقم الناتج المحلي الإجمالي الذي كان مخيبا للآمال جدا في معظم النواحي، أنت ترى اقتصاد قطاع الخدمات وقد بدأ يظهر علامات انتعاش. وكانت الصناعات المنتجة للسلع مصدر ضعف في الأسبوع الماضي. ولكن في الربع الأول والربع الرابع من العام الماضي، والمسار خلال العام الماضي، بدأنا نرى انتعاشا في النشاط في الخدمات التجارية والخدمات الاستهلاكية. وهذا هو الحدث المهم الذي نحتاجه حقا إذا كنا سنحقق نموا جيدا خلال العامين المقبلين. هل تؤمن حقا بفكرة الدولار الأمريكي القوي هيكليا؟ هناك أسباب وجيهة جدا للتفكير في أن منحنى الدولار لديه ذيل هيكلي. الاقتصاد متين. نحن في عالم حيث بدأنا نرى فيه منطقا واضحا يفيد بأن البنك المركزي الأوروبي والبنك المركزي الياباني ملتزمان بسياسة التيسير على المدى الطويل هنا. ولكن أود أن أؤكد على أن الدولار انتقل إلى رقم ضخم بين يونيو من العام الماضي وفبراير من هذا العام. ونعتقد أنه نوع من التحرك بطريقة توحي قليلا أنه ربما كان سريعا أكثر من اللازم. لذلك بالنسبة لفترة ستة أشهر وتسعة أشهر المقبلة، إذا كنا محقين في أن الاقتصاد العالمي بدأ يكتسب الزخم، وإذا كنا على حق بأن هناك بنك الاحتياطي الفيدرالي يعتبر تدريجيا جدا هنا من حيث قراراته في رفع أسعار الفائدة في المرحلة المقبلة، فإننا نبحث عن الدولار جانبيا على نطاق واسع في عالم فيه الاتجاهات طويلة الأمد لا تزال قوية جدا بالنسبة إلى الدولار.