أظهر تقرير أسبوعي حديث أن مؤشر بلومبيرج للسلع (المعروف سابقاً بمؤشر داو جونز-يو اس بي) عاد إلى أدائه الثابت خلال السنة بعد أسبوع آخر من الخسائر التي اجتاحت معظم القطاعات، وذلك بعد الانتعاش الذي بلغ 10.5% حتى 29 أبريل الماضي. وأوضح التقرير الصادر عن «ساكسو بنك» أن الانخفاض الدراماتيكي في السلع الغذائية يتحمل الوزر الرئيسي في تغير حظ مستثمري السلع، فبعد الانتعاش لأكثر من 20% لغاية شهر أبريل، فقد هبط مؤشر الزراعة إلى أدنى مستوياته في 4 سنوات في حين أدت التوريدات الوفيرة للسلع الغذائية كحبوب الصويا والقمح والسكر في السنة القادمة إلى الجولة الأخيرة من الضعف. وتلقت توقعات الاقتصاد الكلي حول النمو العالمي والطلب اللاحق على السلع ضربة من التباطؤ المستمر في أوروبا، حيث توقف النمو خلال الربع الثاني لا سيما ألمانيا بوصفها محرك الاقتصاد في منطقة اليورو، والتي شهدت تقلص الناتج الاجمالي المحلي فيها بنسبة 0.2% خلال الربع في الوقت الذي استمر فيه الركود في فرنسا. ونتيجة لذلك، وصلت عائدات السندات الالمانية ذات العشر سنوات إلى نسبة 1% لأول مرة في تاريخها، في حين استمر تباين التوقعات المستقبلية بخصوص النمو بين الولاياتالمتحدة وأوروبا في إضافة الدعم إلى الدولار في الوقت الذي ارتفع فيه ميل السلع إلى المقاومة. وأضافت التوقعات الاقتصادية بعداً سلبياً على السلع التي تعتمد على النمو كالطاقة والمعادن الصناعية وبالأخص الطاقة، حيث بيعت معظم العقود المستقبلية من النفط الخام إلى الغاز الطبيعي، بينما تدنت المعادن الصناعية بسبب النحاس الذي هبط إلى أدنى مستوياته في سبعة أسابيع بعد توقف النشاط الاقتصادي الالماني وتراجع الناتح الصناعي الصيني دون التوقعات. وانخفض النفط الخام لا سيما خام برنت إلى أدنى مستوياته في 13 شهرا، بينما وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى مستويات لم نشهدها منذ فبراير، حيث تضرر الزخم بسبب توقف نمو الطلب في وقت ارتفاع العرض لا سيما من ليبيا التي شهدت افتتاح محطات التصدير الكبرى فيها أخيراً، ما نتج عنه أن شهد سوق النفط مبيعات شرهة خلال الشهر الماضي مع التركيز على التحول من المخاوف حول الاحداث الجيوسياسية واضطرابات العرض إلى العرض المتزايد والطلب المستقر. وخففت وكالة الطاقة الذرية من توقعاتها الخاصة بنمو الطلب لعام 2014، في وقت تستمر فيه الارتفاعات الكبيرة في الانتاج في أمريكا الشمالية في الحفاظ على العرض في السوق العالمي في مستويات جيدة، وعند هذه الدرجة يجب على المصدرين السابقين إلى الولاياتالمتحدة، خصوصاً الدول الأفريقية منها، إيجاد مشترين جيدين لجزء من انتاجهم النفطي. ورفع هذا من مستوى المنافسة للعملاء ونتج عنه تقلص الفجوة بين خام برنت على خام الشرق الاوسط إلى أدنى مستوياتها خلال ما يقارب أربع سنوات. وفي حال استمرت هذه الحالة يمكن أن نرى قريبا ردة فعل من منطمة الأوبك بخصوص تقليص العرض، لا سيما مع الأخذ بالاعتبار وصول خام برنت إلى مستوى 100 دولار للبرميل، ما يعتبر مستوى لن ترغب السعودية في أن ترى النفط فيه لفترة طويلة من الزمن. ومن جهتها، حافظت صناديق التحوط على انكشاف طويل لكنه الآن طويل مخفض بالنسبة لكل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت، بينما انتقل المتداولون التكتيكيون إلى جانب البيع، حيث بدأت اسواق عقودهما المسقبلية في إظهار علامات على تعرضها لضغط فوق طاقتها باتجاه هبوطي مما قد يستدعي بعض الاندماج خلال الميل السلبي الشامل. وقد تم تداول الذهب والفضة دون تغيير تقريباً للأسبوع الثاني مع بحث المتداولين حالياً على موضوع تحريك للاستعانة به، حيث ترك هذا الذهب الآن حبيس المجال بين 1295 دولارا للأونصة و1320 دولارا للأونصة لأكثر من أسبوع واحد، وبشكل عام كان أداء المعدنين أفضل من معظم القطاعات الأخرى والذي يعتبر إنجازاً بحد ذاته إذا أخذنا بعين الاعتبار التأثيرات السلبية المحتملة والمتمثلة بقوة الدولار وارتفاع اسواق الاسهم وانخفاض التركيز الجيوسياسي واستمرار الطلب الضعيف من آسيا.