يرى الفنان التشكيلي اللبناني ياسر خطار أن المشهد التشكيلي في المملكة تقدم وأعلن حضوره بشكل لافت وفاعل، خصوصاً خلال الأعوام العشرة الأخيرة. ياسر خطار يشتغل على رسم إحدى لوحاته جاء ذلك في رده على سؤال ل(اليوم) عن رؤيته للمشهد السعودي المعاصر. ويقول إن الحراك التشكيلي بالمملكة أصبح معنيا أكثر من غيره كوجهة تعبيرية متفاعلة بمحيطها ومتغلغلة بتفاصيل الحياة اليومية ومفرداتها المغتنية. ويضيف: «أصبح الفنان التشكيلي السعودي معنيا أكثر من غيره بالكشف عن مكامن الجمال وتسخير المواد المختلفة في ابتكار الأدوات والمكونات التي يطوعها في خدمة الفكرة والنص التشكيلي كوجهة تعبيرية متفاعلة بمحيطها ومتغلغلة بتفاصيل الحياة اليومية ومفرداتها المغتنية بهذا الاختلاط والتنوع المتبادل بالمداورة والمباشرة». ويؤكد خطار أن الحركة الفنية تحتاج إلى أدوات تساعدها على الانتشار والحضور، وإلى أخذ دورها الفاعل والمساهمة بالارتقاء، «وهنا تأتي أهمية وجود المتاحف والصالات الخاصة والحكومية توثق وتحمي وتحفظ وتقتني وتضع أصحاب الاختصاص على رأس عملهم، وتجعل من الكوادر الفنية منارات مشعة على مساحة الوطن والساحة التشكيلية». المشاهد لدينا اعتاد الاتكاء على عبارات تساعده في قراءة تعبيرية معينة عبر فضاء اللغة، ويبدأ بفهم المعنى اللفظي أولاً غير مكترث إلى ما عدا ذلك في أحيان كثيرة. ياسر خطار فنان لبناني مقيم في جدة منذ سنوات، شارك في العديد من المعارض الجماعية وأقام معارض شخصية في جدة، له اهتمامات إبداعية أخرى غير الفن التشكيلي مثل الشعر والنحت، التي يقول عنها: «كثيرة هي الاهتمامات، ولكن يبقى حبي للنحت على رأس تلك القائمة... وكأن ضربات الأزميل تناديني من مكمنها... الظروف لم تكن مواتية للمباشرة بهكذا رغبة تمتلكني لأسباب كثيرة.. المكان.. طبيعة المواد الخام التي يتطلبها مشروع النحت.. حجر البازلت أو خشب الزيتون». وحول علاقته بالشعر، يضيف: «لا أستطيع إلا أن أتكلم عنه ولو من باب التباهي والتمني بأن يكون حقيقة في عالمي المشتهى.. الشعر بشقيه، قراءة أو كتابة، والاصطفاف إلى جانب من ولج مغامرة الغوص والتنقيب في مكنونه وما خفي منه من صورة وكلمة وموسيقى وبناء وإيقاع، إلى كل ما هنالك من قواسم مشتركة تربطها خيوط خفية ليست في وهم بعالم اللوحة والألوان وما تضمره من نصوص بصرية هي ليست إلا نظماً شعرياً بشكل تعبيري مختلف عن أدوات الشعر المعهودة». وبما أنه مهتم بجانب أدبي وممارس للفن التشكيلي، يختار خطار لمعارضه ولوحاته أسماء تخدم مكنونات النص البصرية، ويقول إنه «بشكل عام تسمية المعارض أو اللوحات تكون مدخلاً تساعد المشاهد في العبور إلى عالم فسيح يمتد خلف ذلك الاسم المعنون، الذي يشكل مدخلاً أو مفتاحا للعبور إلى ما وراء الاسم»، موضحاً أن «المشاهد لدينا اعتاد الاتكاء على عبارات تساعده في قراءة تعبيرية معينة عبر فضاء اللغة، ويبدأ بفهم المعنى اللفظي أولاً غير مكترث إلى ما عدا ذلك في أحيان كثيرة». ويضيف: «العنوان يبقى شيئا مساعدا في قراءة النص البصري بعيداً عن التفسير والتأويل الذي يأتي بمرحلة ثانية بمنهجية مختصة أكثر كالنقد والسرد الأدبي وغيره من صياغات لغوية تحوم فوق عالم قائم اسمه اللوحة وفضاءه اللون»، مؤكداً أن هذا الأمر ليس محدثاً بل إنه موجود منذ القدم.