يكتب وينشر البعض آراءهم ووجهات نظرهم بطرائق مختلفة، فيها الانفتاح على المستجد، وعلى المحاولات التجريبية وفيها المتحيز، وفيها المتشنج والمنفعل، ولكل من أولئك مؤيدوه والمعجبون بكتابته أو آرائه أو المختلفون معه. بين فترة وأخرى ينشر بعض مواقع التواصل الاجتماعي آراء استفزازية لا أعرف ما الذي يبتغيه كتابها من طريقة استعراضهم المفردات أو المصطلحات، حتى الشتيمة. بعض ما يُكتب عنه لا يحتمل جانبا نقديا إما لبساطته أو لبداياته كمحاولات أولية، هي كتابات متطرفة ومتشنجة لم أجد في بعضها فائدة أو توجيها بقدر امتلائها بالحالة الشخصية. الصحافة المحلية تنشر آراء، ووجهات نظر في الفنون التشكيلية من خلال مقالات أو زوايا يكتبها بعض الزملاء المحررين أو الفنانين أو حتى من الادباء الذين تستهويهم الكتابة في فكرة أو موضوع فني معين. قد لا نجد لبعض الكتاب شخصية واضحة أو موقفا معينا بقدر ملاءمة المناسبة مع موقف الكاتب ومدى علاقته بها أو حتى بالشخص المعني بالكتابة. في حين تتضح رؤية وموقف كاتب آخر وهو يتوجه الى العمل الفني أكثر من أي شي آخر، وبعيدا عن منتجه - بكسر التاء والجيم - ومدى علاقته الشخصية به. عدد من الكتاب تتضح انحيازاتهم أو مواقفهم من الاشخاص منذ الوهلة الاولى للقراءة، الكتابة الحيادية تبتعد بشكل أو بآخر عن الشخصانية الى ما نكتب عنه سواء (العمل الفني). تعبر الكتابات المتطرفة عن ضيق أفق وعدم القدرة على استيعاب المحاولات والافكار القديمة أو الجديدة والقدرة على مناقشتها، أو طرحها للحوار والنقاش. كما أنها تعبر عن خواء، فتحال الكتابة مباشرة الى المنتجين وبأسلوب استفزازي أحيانا، لا يضيف بقدر ما يسيء للكاتب قبل الفنان، وتفضح ضحالته وضيق أفقه وعدم قدرته على التفاعل مع أي مستحدث أو جديد على المستوى المحلي على الأقل. قليل من الصحف المحلية قد تحد من مثل تلك الكتابات الشخصية من خلال مشرف الصفحة أو رقيب الجريدة، لكن مواقع التواصل أتاحت لنا جميعا كتابة ما نريده حتى لو تضمنت الإساءة الشخصية. يستغل البعض هذه المواقع لكتابة عدائية أو شخصية، هي كتابة ليست ذات قيمة أو أهمية ولا تضيف الى المنتج، هي تعرية لمفاهيم الكاتب ولثقافته ولقدرته المحدودة على استيعاب نتاج الآخرين. هناك من يشكل آراءه سلفا فهو يأتي الى معرض أو كتاب أو عمل فني؛ جاهز الرأي والموقف وهذا التجهيز الكلي يعني ردة فعل عكسية لما يمكن ان يراه حتى لو كان جيدا. هناك من يكتب بعيدا عن علاقة مباشرة أو معرفة بما أنتج، كأن يكتب من خلال السمع أو القراءة في صحيفة أو موقع الكتروني، يحمل مثل هذه الكتابات اساءات للكاتب ايضا قبل المنتج وقبل الانتاج. كما يرسم صورة مشوهة للساحة، ربما تحمل مثل تلك التوجهات رغبة في تأكيد الذات وعلو الأنا والسعي للفت الانظار، على حساب أي شيء يمكن طرحه، الفن في عمومه ليس أمرا مسلما بنتيجته. كما ان التسرع في قراءته والحكم القاطع عليه يعني اننا لن نقبل جديدا وسنبقى على آراء ربما عفى عليها الزمن واستهلكتها وسائل الإعلام. فالكلمات والمترادفات والمصطلحات لا تتغير كما لم يتغير الكاتب وهو يجتر ما كتبه قبل عقود مثلا، أو يعبر عن موقف شخصي سيكون مفضوحا.