للعرب خاصة الدول الخليجية المسالمة والملاصقة لها ومع ذلك تكرههم بدافع عنصري وتستعرض عضلاتها التي تتوهم أنها سوف تفزعهم بها أمام الرأي العالمي! ولم تكتف إيران بذلك الاستعراض العدائي الممجوج، بل برهنت على هذه العداوة بإثارة الفتن في البلاد العربية من المحيط إلى الخليج، ومع أن عداوتها للعرب قديمة ولا تحتاج إلى دليل ولا برهان فالواقع المؤلم لهذه الجيرة السيئة يتكلم بألم، وهل هناك أكبر من نهبها للجزر الإماراتية، وكرهها للعرب السنة في الأحواز (عربستان) وتضييقها عليهم، وهل هناك أوضح من احتلالها للعراق وهل هناك أشد ألما من مأساة سوريا؟ وفي لبنان تحاول إيران التنطع والتطاول بلغة التهجم المستمر على كل ما هو عربي، وثالثة الأثافي بل رابعتها تدخلها في اليمن لاستفزاز جيران اليمن (دول الخليج)، ماذا تريد إيران من العرب؟ هل تتوهم أنهم لا يدركون مقاصدها ؟ وهل تتوهم أنهم سوف يصمتون على عدوانها عليهم بالدس وتحريك وتر الطائفية المقيت في أنحاء الوطن العربي؟ إيران أصبحت جارا لدودا للعرب عامة وبخاصة الخليجيون فهم جيرانها الأكثر معرفة بمقاصدها لأنهم أقرب من بقية الدول العربية التي توهمها بخلاف حقيقة مخططها الفارسي الصفوي الذي يرتدي عباءة الدين لإخفاء عورتها العنصرية المستترة بنية مبيتة لاستعادة قيام الإمبراطورية الكسروية التي تهاوت أمام شروق شمس الإسلام ونور هدي النبوة. وللحقيقة فإنني كنت من المخدوعين بنوايا إيران وتظاهرها العدائي لإسرائيل وقولها إن أمريكا الشيطان الأكبر وهي التي سعت لتفتيت الوطن العربي بالتعاون مع الصهيونية وأمريكا واليوم تتفاوض مع هذا الشيطان الأكبر الذي تحول إلى ملاك أكبر. إيران لم يهاجمها أحد من جيرانها الخليجيين رغم محاولاتها زعزعة أمنهم، ورغم احتلالها للأحواز العربية التي كانت إمارة (عرب ستان) وكان يحكمها الشيخ خزعل الكعبي ورغم أنه يعتنق المذهب الشيعي إلا أن مذهبه لم يشفع له، حيث سجن أحد عشر عاما ثم اغتيل وبعد اغتياله لم يسمح لأسرته بنقل رفاته إلا بعد تسعة عشر عاما. إيران تتكون من عدة قوميات إيرانية وكردية وتركمانية وقوقازية وعربية، وفي إيران عدة ديانات ومذاهب تهيمن عليها فئة صفوية تتخذ من الدين والمذهب ستارا تخفي تحته نوايا مشبوهة، ولو استثيرت تلك القوميات وتلك المذاهب والديانات لتفتت إيران، لذلك عليها ألا تتدخل ببلاد العرب فهم أمة دينها واحد ولغتها واحدة ووطنهم واحد.