بدأ البريطانيون التصويت اليوم الخميس في انتخابات تشهد منافسة شديدة ويمكن أن تؤدي إلى تشكيل حكومة ضعيفة وتقرب خامس أكبر اقتصاد في العالم من ترك الاتحاد الأوروبي وتؤجج رغبة الاسكتلنديين في الانفصال. وأظهرت آخر استطلاعات للرأي أن حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وحزب العمال المعارض بزعامة إد ميليباند يسيران كتفا بكتف تقريبا مما يشير إلى أن أيا منهما لن يتمكن من الفوز بما يكفي من المقاعد لتحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 650 مقعدا. وقال ميليباند لأنصاره في بيندل بشمال انجلترا عشية الانتخابات "هذا السباق سيكون أحمى سباق نشهده على الإطلاق..لن يحسم إلا في اللحظة الاخيرة." في حين قال كاميرون إن حزبه وحده هو الذي يستطيع أن يقدم حكومة قوية ومستقرة. وأضاف "كل الخيارات الأخرى ستؤدي إلى الفوضى." وأظهر آخر استطلاع للرأي يجريه اللورد أشكروفت أثناء إجراء التصويت اليوم الخميس أن حزبا المحافظين والعمال سيحصلان على 33 في المئة لكل منهما. وكان استطلاعان سابقان للرأي أجراهما أشكروفت أشارا إلى أن المحافظين كانوا يتقدمون بنقطتين في وقت سابق هذا الأسبوع وبست نقاط في أواخر ابريل نيسان. وبلغت نسبة تأييد حزب الديمقراطيين الأحرار -وهو شريك صغير في ائتلاف مع المحافظين- عشرة في المئة فيما حصل حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي على 11 في المئة والخضر على ستة في المئة. وشمل أحدث استطلاع رأي لأشكروفت عينة تضم أكثر من ثلاثة آلاف شخص أجريت مقابلات معهم في الخامس والسادس من مايو أيار. ويصور حزب المحافظين نفسه على أنه حزب فرص العمل والانتعاش الاقتصادي ووعد بخفض الضرائب على الدخل لثلاثين مليون شخص وخفض الإنفاق على نحو أكبر للتغلب على العجز الحالي في الموازنة وهو خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. ويقول حزب العمال إنه سيخفض العجز سنويا ويزيد ضريبة الدخل المفروضة على شريحة الواحد في المئة الأعلى دخلا في البلاد وسيدافع عن مصالح الأسر العاملة والخدمات الصحية العامة. وإذا لم يفز أي حزب بأغلبية مطلقة فسوف تبدأ محادثات غدا الجمعة مع الأحزاب الأصغر في سباق لإبرام صفقات. وقد يؤدي ذلك إلى تحالف رسمي مثل التحالف الذي قاده كاميرون على مدى السنوات الخمس الماضية مع حزب الديمقراطيين الأحرار المنتمي لتيار الوسط أو قد يفضي إلى حكومة أقلية هشة تقدم تنازلات لضمان الحصول على تأييد الأصوات الرئيسية. ومن بين سبعة استطلاعات للرأي نشرت في اليوم الأخير قبل الانتخابات أظهرت ثلاثة تعادل الحزبين الرئيسيين. وأشارت ثلاثة استطلاعات أخرى إلى تقدم المحافظين بنقطة مئوية واحدة وأظهر استطلاع واحد تقدم العمال بفارق نقطتين. وتوقع بيتر كيلنر خبير استطلاعات الرأي البارز من مركز يوجوف أن يحصل حزب المحافظين على 284 مقعدا مقابل 263 للعمال و48 للقوميين الاسكتلنديين و31 للديمقراطيين الأحرار ومقعدين لحزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي ومقعد للخضر و21 مقعدا لأحزاب ويلز وأيرلندا الشمالية. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 0600 بتوقيت جرينتش أمام 48 مليون ناخب في المملكة المتحدة للإدلاء بأصواتهم وتغلقها في الساعة 2100 بتوقيت جرينتش. وستنشر نتائج استطلاع للرأي أجري لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع وذلك بمجرد إغلاق مراكز التصويت ومن المتوقع أن تعلن معظم النتائج في الساعات الأولى من صباح غد.