يشتبك، منذ أيام، مقاتلون موالون لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع متمردين حوثيين للسيطرة على مطار عدن، فيما يستهدف طيران التحالف العربي مواقع التمرد. وبينما تعد الأممالمتحدة خطة لنقل العاملين في مجال المساعدات الإنسانية إلى اليمن من جيبوتي عبر جسر جوي، يدرس التحالف الدعوة لهدنة في مناطق محددة للسماح لإمدادات الإغاثة الإنسانية بالوصول. ويتبادل مقاتلو الشرعية والتمرد، السيطرة على أراض هنا وهناك في أنحاء شتى من وسط وجنوب اليمن. وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية: إن اشتباكات مسلحة كانت لا تزال مستمرة مساء أمس، في التواهي ومناطق أخرى من محيط عدن. وتشير إلى أن أسلحة القوات الحوثية لا تزال تفوق أسلحة المقاومة الشعبية، فيما تتجنب طائرات التحالف قصف منطقة التواهي، لأنها منطقة سكنية مزدحمة بالمباني، وتنتشر عناصر الحوثي على أسطح البنايات. وقال سكان: إن مديرية التواهي شهدت نزوحا جماعيا لعشرات الأسر نحو البحرية والموانئ وساحل رامبو في انتظار الزوارق لنقلهم عبر البحر إلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات. وتشهد عدن ومحافظات جنوبية أخرى، مواجهات عنيفة بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وعناصر الحوثي المدعومين بقوات عسكرية موالية للرئيس المخلوع علي صالح، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات معظمهم من المدنيين. كما تشهد محافظة مأرب، شرق البلاد، اشتباكات مسلّحة منذ حوالي شهر، ما بين المقاومة الشعبية وقوات الحوثي، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين. وأفادت مصادر قبلية، أن الفرق الهندسية بدأت في إصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية، بعد توقّف إطلاق النار مؤقتا بين المقاومة الشعبية المكونة من القبائل والقوات الموالية للتمرد في مدينة مأرب شرق اليمن. وقالت: إن كلا الطرفين أوقف إطلاق النار بشكل مؤقت إلى حين انتهاء الفرق الهندسية من إصلاح خطوط نقل الكهرباء في المنطقة الواقعة بالقرب من معسكر ماس الواقع تحت سيطرة الحوثيين في الجدعان شمال مأرب. وأضافت إن تلك المنطقة هي منطقة تماس ما بين القبائل والقوات الحوثية، وأن القبائل حوطت تلك المنطقة لحماية الفرق الهندسية من بطش الحوثيين. وقالت المصادر: «لا نعلم ما إن كانت الفرق ستستطيع الانتهاء من إصلاح خطوط نقل الكهرباء، لأن هناك أضرارا كبيرة تعرضت لها أبراج الكهرباء ، فقد تعرضت لأكثر من 25 قطعا في تلك المنطقة ومنطقة هيلان». وتابعت: «هذا، إلى جانب أن القوات الحوثية أطلقت خلال عمل الفرق الهندسية، قذيفة هاون، وقعت بالقرب من منطقة عمل الفرق الهندسية». وتحوي محافظة مأرب خط أنابيب النفط الرئيسي، إلى جانب محطة مأرب الغازية وهي محطة توليد الكهرباء التي تعتمد عليها معظم المحافظات اليمنية. وتعاني معظم المحافظات اليمنية انقطاع الكهرباء بشكل كامل منذ حوالي ثلاثة أسابيع وسط معاناة شديدة للسكان في مختلف المحافظات، بسبب القصف الحوثي. وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، قد أعلن أن التحالف العربي يدرس الدعوة لهدنة في مناطق محددة للسماح لإمدادات الإغاثة الإنسانية بالوصول إلى البلاد. وقال البرنامج العالمي للأغذية الذي يتعامل مع شؤون الإمداد والتموين لوكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة: إنه يعتزم إنشاء خدمة لنقل الركاب جوا، كي يتمكن من إحضار عاملين في مجال الإغاثة الإنسانية في الشهور الثلاثة المقبلة، ولتوصيل مواد إغاثة داخل اليمن، خلال ما تبقى من العام. ويخطط البرنامج أيضا لإنشاء خدمة اتصالات طارئة لتنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، ولاستئجار سفينة لنقل إمدادات بين جيبوتي والحديدة. وقال البرنامج العالمي للأغذية: إن احتياجاته الشهرية من الوقود قفزت إلى 25 مثلا من 40 ألف لتر شهريا إلى مليون لتر. وقد أعلنت السنغال مساء الإثنين أنها سترسل إلى 2100 جندي، للمشاركة في عمليات التحالف العربي لدحر التمرد الحوثي. وأبلغ وزير الخارجية السنغالي مانكور ندياي البرلمان بقرار رئيس الجمهورية ماكي سال. وتلا رسالته معلنا أنه قرر «نشر لواء من 2100 جندي»، خارج الأراضي السنغالية بالتنسيق مع التحالف.