فيما لا تزال الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة تواصل ضرب أوكار الحوثيين والقوات العسكرية الموالية لهم، وقطع طرق الإمدادات إليهم تتواصل الهجمات البربرية التي تشنها قوات التمرد المسنودة بجنود المخلوع علي عبدالله صالح، والخلايا النائمة الموالية لهم، مُستهدفة الأحياء السكنية في مدينة عدنالجنوبية، في محاولات تؤكد تشتت الانقلابيين وإحباطهم، حتى لجأوا إلى استهداف المدنيين جنوب اليمن، حيث تعرضت المباني السكنية في شارع مدرم العريق بالمعلا لعمليات قصف عشوائية بسلاح الدبابات والقذائف الصاروخية المحمولة على الأكتاف، منذ عصر يوم أول من أمس، مُخلفا خمسة شهداء من المدنيين، ونحو 15 جريحا، بينهم أطفال وعدد من المنازل المدمرة والسيارات المحترقة للمواطنين. وفيما تشهد شوارع المدينة حرب عصابات حقيقية بين المقاومة الجنوبية وقوات الحوثيين وصالح، وجه أهالي المعلا نداء استغاثة إنساني إلى المنظمات الحقوقية جراء انقطاع المياه والخدمات. فمنذ يوم السبت الماضي وقوات موالية للرئيس المخلوع صالح والحوثيين تُحاول جاهدة الاستيلاء على مديرية المعلا، وهو ما حصل بشكل جزئي صباح أول من أمس عقب اقتحامها لحي القلوعة ووسط المعلا، ووصولها إلى جولة العقبة، حيث قامت تلك القوات بعمليات قصف طالت مساكن الأهالي بصورة عشوائية. قبل أن تتراجع في المساء إلى أطراف المدينة، تحت وطأة المقاومة الشديدة التي أبداها المئات من أبناء المدينةالجنوبية. حيث تمكنت المقاومة من تدمير نحو ثلاث دبابات. وتُمثل السيطرة على مديرية المعلا نقطة مهمة في طريق السيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي. وأسفرت هذه الأحداث وفقا لبعض المصادر المطلعة عن مقتل نحو 36 حوثيا، و11 من اللجان الشعبية الجنوبية.وفي ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس، قال مسعفون طبيون إن شابا في عقده الثاني يدعى ماهر ثابت، استشهد برصاص قناصة تابعين للقوات الموالية لنظام صالح وميليشيات الحوثي، في الشارع الرئيس بالمعلا، أثناء وقوفه بجوار منزله. وقال المسعفون إنهم وعائلة الشاب يحاولون من دون جدوى سحب جثته من الشارع، إلا أن القناصة يواصلون إطلاق النيران. إلى ذلك أطلق مستشفى باصهيب العسكري بمديرية التواهي بعدن مناشدة إنسانية عاجلة، دعا فيها إلى دعمه بالمستلزمات الطبية اللازمة، وذلك عقب تزايد أعداد الجرحى والشهداء. إضافة إلى تزايد العمليات القتالية، تعاني عدن من انقطاع الكهرباء والمياه، ويقول المدير العام لكهرباء عدن المهندس خليل عبدالملك إن وضع الكهرباء في المدينة أصبح يعاني الكثير من المشكلات والمعوقات والتحديات، وإن الحرب الدائرة في المحافظة أثرت بشكل كبير في قطاع التوليد، بعد توقف محطة خور مكسر عن العمل، بسبب الاشتباكات هناك، وتمركز القوات أمام المحطة حال دون وصول العاملين وإدخال الوقود إليها. والأهم من ذلك بحسب عبدالملك هو انقطاع خط الربط الرئيس القادم من محطة مأرب الغازية، الذي تعرض لضرب في منطقة العند، حيث كان يغذي مدينة عدن بحوالي 60 ميجا وات، تستفيد منها عدن وعدد من المناطق مثل الحبلين ولحج وأبين. كما توقف تلفزيون "عدن الجديد"، عن البث، عقب تعرضه لقصف بقذائف الهاون أطلقتها ميليشيات الحوثيين وحلفائهم. غير أن القصف لم يخلف أي إصابات في صفوف العاملين في القناة. ومحطة "عدن الجديد" هي في الأصل تلفزيون "عدن" الذي كان بمثابة أول محطة تلفزيونية في الجزيرة العربية وافتتح في 11 سبتمبر 1964، قبل أن يتم تحويله إلى محطة أرضية من جانب نظام المخلوع صالح عقب حرب صيف 1994.