في كل إنجاز، هناك أمور خفية وقرارات مهمة لا تكون ظاهرة للمتابع العادي، بل حتى والقريب من النادي لا يعيها. والآن وبعد نجاح نادي القادسية في تحقيق درع دوري الدرجة الأولى، والصعود لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، نقلب في (الميدان) صفحات مهمة ساهمت في الإنجاز الكبير الذي حققه أبناء الخبر، والذي عاد من خلاله فريقهم إلى مصاف دوري «الكبار» ليعيد مدينتي الدماموالخبر إلى أجواء كرة القدم، والتي غابت عنهما بعد هبوط أندية النهضة والاتفاق الموسم الماضي وقبلهما القادسية بعد مواسم، فنترككم مع العديد من العوامل المؤثرة لدى القدساويين والتي ستؤثر بلا شك على عملهم في الموسم القادم. 1 روح العائلة سر التتويج أكثر ما ميّز القادسية في هذا الموسم، هو روح الفريق الواحد التي تمتع بها النادي، ليس فقط على صعيد اللاعبين، بل حتى على صعيد الإدارة وأعضاء الشرف. فقد شهد هذا الموسم التفافا قدساويا كبيرا حول مجلس إدارة معدي الهاجري، وهو ما غاب عن الفريق طوال السنوات الماضية، وساهم هذا كثيرا في هبوط الفريق وبقائه في دوري الدرجة الأولى، فبات القادسية بعيدا عن الصراعات الداخلية التي تمر على الفريق فلم تحدث طوال الموسم أي أمور تلفت الأنظار للنادي من خلال اعتراضات على إدارة النادي أو تواجد جماهيري للمطالبة باستقالتها كما حدث سابقاً مع إدارة عبدالله الهزاع. 2 ترسانة دفاعية أرعبت الخصوم من أكثر الأمور التي تميز بها الفريق القدساوي في هذا الموسم قوته الدفاعية، فقد ساهمت هذه القوة على الصعيد الدفاعي في تمكن الفريق من تحقيق درع الدرجة الأولى والصعود لدوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، فالفريق القدساوي تلقت شباكه طوال ثلاثين جولة في دوري الدرجة الأولى عشرين هدفاً فقط، ويعد بذلك أقوى خط دفاعي في المسابقة، حيث بلغ معدل الأهداف التي دخلت في الشباك القدساوية في كل مباراة (0.66) هدف في كل مباراة، وهو معدل يؤكد القدرات الكبيرة التي ظهر بها الفريق القدساوي في الجانب الدفاعي، وهو ما ساهم في كون الفريق القدساوي الأقل خسارة في الدوري، فأصبح عدد خسائره في الدوري هو خمس خسائر فقط، وهو ذات عدد خسائر نادي النهضة صاحب المركز الثالث. وفي الوقت نفسه فإن الدور الثاني لم يتلق خلاله الفريق غير ستة أهداف في الوقت الذي تلقت شباكه في الدور الأول أربعة عشر هدفاً. 3 «المدرسة التونسية» تكسب الرهان يعد المدرب التونسي جميل القاسم أحد أنجح المدربين في دوري الدرجة الأولى، فبعد أن تعاقد مع الفريق في العشرين من شهر أكتوبر الماضي تمكن الفريق القدساوي من تحقيق الفوز في أربع عشرة مباراة، في حين تعادل في خمس مباريات، وخسر اثنتين فقط كانتا في بداية مشوار المدرب التونسي مع الفريق، ليتمكن بذلك من حصد أربع وأربعين نقطة، كان لها الأثر الأهم في تحقيق الفريق المركز الأول في ترتيب الدوري، في الوقت الذي يعد هذا الأمر نجاحاً لإدارة معدي الهاجري، والتي اتخذت قرارها بإبعاد المدرب السابق للفريق المقدوني جوكيكا هادزيفسكي بعد نهاية الجولة الثامنة من الدوري، للتعاقد مع المدرب التونسي في وقت لاحق من الدوري. ويعد نجاح القاسم امتداداً لما حققه في السابق عندما تمكن من الصعود بناديي الأنصار والعروبة إلى الدوري الممتاز في مواسم سابقة شهدت قيادته لهما، وهو ما يؤكد أن القرار القدساوي بإحضاره كان مدروساً بعناية قبل إعلان التعاقد معه. 4 التفوق على النهضة والوحدة مرتين مما ساهم في تحقيق الفريق القدساوي للقب الدوري هو تفوقه على منافسيه في بطاقة الصعود ولقب الدوري ناديي الوحدة والنهضة في المواجهات المباشرة فهذا الأمر كان دافعاً معنوياً له في ترتيب الدوري، ففوزه على المنافسين يعد أمراً مهماً فبالإضافة لتحقيقه لثلاث نقاط تضاف إلى رصيده فإن في ذلك تعطيلاً للخصم المنافس لخسارته ثلاث نقاط قد تكون سبباً رئيساً في منافسته على المراكز المتقدمة خاصة في ظل الفارق الضئيل بين القادسية وناديي الوحدة والنهضة. ففي الدور الأول تمكن نادي القادسية من كسب لقائه أمام نادي النهضة بهدفين نظيفين سجلهما متعب النجراني وسيدو باولو وعلى نادي الوحدة بهدف دون مقابل سجله سيدو بالو، في حين تعادل مع نادي النهضة بالدور الثاني بهدف لمثله سجل للقادسية طلال الشمالي وكسب لقاء الوحدة في مكةالمكرمة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها محمد خبراني ونايف البلوي. 5 تعاقدات نارية صنعت الفارق قامت إدارة النادي في بداية الموسم بالتعاقد مع عدد من اللاعبين الذين كانوا سنداً مهماً في مشوار الفريق نحو الصعود حيث جاءت أبرز هذه التعاقدات بتعاقد الإدارة مع نايف البلوي وفواز المقاطي ومتعب النجراني ومازن أبو شرارة وعبدالعزيز المطير، فجاءت مستوياتهم ملفتة مع الفريق لدرجة أن بعضهم تواجد بشكل قوي في الفريق من خلال ما قدمه في مبارياته الثلاثين طوال مشواره بالدوري. 6 نادٍ ولاد للنجوم من يتذكر نادي القادسية يتذكر العديد من الأسماء الكبيرة التي قدمها الفريق طوال السنوات الماضية فنجد العديد من الأسماء التي مثلت مختلف الأندية السعودية قد بدأت في هذا النادي، بدءًا من حسين الصادق وعبدالله الشريدة في التسعينات الميلادية، ووصولًا إلى ياسر القحطاني وسعود كريري ومحمد السهلاوي وياسر الشهراني وغيرهم في السنوات الأخيرة. وفي هذا الموسم يلاحظ تواجد العديد من الأسماء التي برزت بشكل ملفت وينتظر أن تكون مطلبًا للأندية الكبيرة والمقتدرة ماديًا، ويأتي في مقدمة هذه الأسماء ماجد النجراني في خط المنتصف وعبدالرحمن العبيد في مركز الظهير الأيسر. 7 دماء شابة سحبت البساط الملاحظ لمشوار الفريق القدساوي يجد تواجد العديد من اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن أربع وعشرين سنة، والذين برزوا مع الفريق في هذا الموسم، وكانت لهم مساهمة كبيرة في صعوده إلى دوري عبداللطيف جميل، ومنهم عبدالرحمن المطير وماجد النجراني وفيصل مسرحي ومازن أبو شرارة ومتعب النجراني، وهو ما يؤكد استمرار نادي القادسية في الاعتماد على الأسماء الشابة، والتي يقدمها الفريق كل موسم، وذلك بالرغم من تغير إدارات النادي المختلفة، فهو أحد الأندية التي عرف عنها تقديم العديد من الأسماء الكبيرة والمؤثرة في الكرة السعودية. 8 أجانب قدر التطلعات جاءت بداية الفريق في الدور الأول من خلال التعاقد مع لاعب أجنبي ولاعبين من مواليد المملكة العربية السعودي، حيث تواجد مع الفريق في البداية الكنغولي سيدو باولو كلاعب أجنبي، والسوداني عباس آدم والأردني أحمد سريوه كلاعبين مولودين في السعودية، إلا أن إدارة النادي في الدور الثاني وبقرار من المدرب التونسي جميل القاسم قامت بالاستغناء عن الكنغولي سيدو باولو والأردني أحمد سريوه، واكتفت باستمرار السوداني عباس آدم، في الوقت الذي قامت فيه الإدارة بالتعاقد مع لاعب واحد فقط هو الكونغولي ليس مويتيس، وكان الخيار ناجحاً من المدرب، حيث اكتفى بلاعبين من أصل ثلاثة ليقوم بالاعتماد على العناصر المحلية والتي كان لها الدور الأكبر فيما تحقق من إنجاز. 9 استمرار عقود اللاعبين أراح الإدارة من الأمور التي أعطت الكثير من الراحة للقدساويين أن غالبية لاعبي الفريق عقودهم مع الفريق مستمرة حتى نهاية الموسم المقبل على أقل تقدير، باستثناء اللاعبين عبدالله كنو وطلال الشمالي واللذين ينتظر أن يتم الإعلان عن تجديد عقودهما خلال الفترة، وهذا الأمر ينتظر أن يسهم في جلب الكثير من الاستقرار لإدارة النادي خاصة في فترة بداية الموسم؛ كون مختلف الأندية لا تستطيع مفاوضة لاعبي الفريق إلا بموافقة إدارة النادي.