فيما دعت ممثلات لمجموعات نسائية ليبية في ختام اجتماع في تونس في إطار الحوار السياسي الذي ترعاه الاممالمتحدة بهدف إنهاء الصراع في البلاد، الى تشكيل «حكومة توافق وطني» وتمثيل افضل للمرأة الليبية في الحكم، قتل 15 مقاتلا من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي في منطقتي «فينيسيا» و«قار يونس» شمال المدينة، بينما تواصل قوات فجر ليبيا معاركها ضد تنظيم داعش في سرت. ونقل المراسل عن مصادر طبية أن القتلى لقُوا مصرعهم إثر استهداف مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي ثلاثَ دبابات وسيارة عسكرية كانوا فيها. وفي سرت قتل خمسة جنود وأصيب أكثر من 15 آخرين من أفراد الكتيبة 166 المكلفة من المؤتمر الوطني العام بتأمين مدينة سرت وسط ليبيا، إثر اشتباكات وقعت بين أفراد الكتيبة وقوات تابعة لتنظيم داعش في الطريق الساحلي للمدينة. وفي طرابلس، أجبرت قوات فجر ليبيا ما يعرف بجيش القبائل الموالي لحفتر على التراجع في منطقة العزيزية إلى جنوب غرب العاصمة، وفق مصادر من هذه القوات. واتهمت تلك القوات جيش القبائل بخرق هدنة بينهما كان مقررا أن تستمر ثلاثة أيام بعدما تم التوصل إليها بين زعماء في الجيش وكتيبة الحلبوص التابعة لمدينة مصراتة. وكانت الهدنة تنص على وقف مؤقت لإطلاق النار بين ممثلين عن منطقة ورشفانة وكتيبة الحلبوص، على أن ترجع الأسر إلى منازلها في منطقة العزيزية والزهراء بشرط تمركز قوات كتيبة الحلبوص في المدينة. من جهة أخرى قال مسؤول عسكري من قوات حفتر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الجيش والوحدات المساندة أحرزت تقدما في محور بلدة العزيزية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات فجر ليبيا تقدمت من خلاله من محور بلدة الناصرية نحو بلدة الزهراء وسيطرت عليها بالكامل». كما تجددت الاشتباكات في محيط قاعدة الوطية غرب طرابلس بين قوات تابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس وأخرى موالية لمجلس النواب المنحل بطبرق. وقال قائد محور قاعدة «الوطية» بقوات المؤتمر الوطني الطاهر الغرابلي إن قواته أحرزت تقدما باتجاه القاعدة، وأوضح أن المعارك مستمرة ضد قوات الزنتان الموالية لمجلس النواب المنحل التي تسيطر على القاعدة. من جهته، دان مجلس النواب الليبي، الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها مليشيات «فجر ليبيا» من قصف لمدينتي الزنتان والرجبان والتي استهدفت المناطق السكنية وأدت إلى تدمير منازل وتدمير مطار الزنتان المدني. وحذر المجلس، في بيان، قادة المليشيات والطيارين التابعين لهم والسياسيين الذين تربطهم صلة بهذه المليشيات، من مغبة تلك الأفعال الإجرامية. وأشار البيان إلى أن مرتكبي هذه الجرائم لا يمكن السكوت عليهم ولا تسقط التهم بالتقادم وستتم ملاحقة مرتكبيها ولن يتم التنازل عنها، مبيناً أن ما حدث في الزنتان والرجبان يعد جرائم دولية تعاقب عليها كافة القوانين المحلية والدولية وتدينها كافة الأعراف والمواثيق الدولية ومواثيق حقوق الإنسان والأعراف المحلية والدولية. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان والقانون الدولي والإنساني، بإدانة الجرائم التي تقوم بها المليشيات المسلحة في جميع المدن الليبية وتوثيقها ، ومتابعة وملاحقة مرتكبي تلك الجرائم قانونياً أينما وجدوا وبكافة الطرق المتاحة. سياسيا، أعلنت الأممالمتحدة أن ممثلات عن مجموعات نسائية من مختلف مناطق ليبيا طالبن في ختام اجتماع جرى في تونس في إطار الحوار السياسي الذي ترعاه بهدف إنهاء الصراع في البلاد، بتشكيل «حكومة توافق وطني» وتمثيل افضل للمرأة الليبية في الحكم. وقالت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن المشاركات في «اجتماع مسار حوار النساء الليبيات، في العاصمة التونسية، بتيسير من البعثة ودعم الاتحاد الأوروبي (...) أكدن دعمهن للحوار من أجل إحلال السلام والاستقرار في ليبيا ودعون إلى تمثيل المرأة في كافة مؤسسات الدولة». وأضاف البيان ان المشاركات في جلسات الحوار اكدن في بيان ختامي «تمسكهن بعدة ثوابت أهمها حتمية الحوار بمساره الأساسي في الصخيرات وكافة المسارات الأخرى الرافدة». ويستضيف منتجع الصخيرات قرب العاصمة المغربية حوارا سياسيا لاطراف النزاع الليبي ترعاه الاممالمتحدة ويهدف للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وايجاد حل لهذا لنزاع الذي يمزق البلاد. وأضافت المشاركات في اجتماع تونس في بيانهن الختامي «نحن بإجماع نقول نعم لحكومة توافق وطني وكل المسارات اللازمة لها من أجل إنهاء الصراع»، وأكدت المشاركات في حوار تونس على «ضرورة محاربة الفساد لتحقيق دولة الرفاهية وتكافؤ الفرص، وفي مسار الحوار التوافقي الذي يسعى لتأسيس دولة ليبيا نتمسك بالخيار الديمقراطي ونؤكد على انتهاج سبيل القانون ونبذ العنف والإرهاب». وتقود بعثة الأممالمتحدة منذ نهاية العام الماضي حوارا شاملا بين الأطراف الليبية المتنازعة لتقريب وجهات النظر وإنهاء الصراع المسلح في البلد للوصول إلى حكومة وفاق وطني تضم مختلف الوان الطيف الليبي.