في وقت أكد فيه مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا برناردينو ليون أن البعثة حققت تقدما كبيرا في جولة الحوار الليبي الذي تستضيفه مدينة الصخيرات المغربية، تجدد القصف بالأسلحة الثقيلة صباح أمس، على منطقة ورشفانة غربي العاصمة طرابلس من ميليشيات فجر ليبيا. وقال شهود عيان إن أحد المنازل بالمنطقة أصيب جراء القصف الكثيف من الميليشيات التي بدأت منذ مساء أول من أمس تتجمع جنوب مدينة الزاوية في محاولة منها لتعويض خسائرها خلال الأيام الماضية. في غضون ذلك، أكدت غرفة عمليات الجيش الوطني الليبي بالمنطقة الوسطى انسحاب ميليشيات مصراتة من منطقة بن جواد منذ أول من أمس. وقالت الغرفة في بيان لها إن الجيش تقدم ليسيطر على منطقة بن جواد بعد اكتمال انسحاب الميليشيات باتجاه سرت. ونفى البيان وجود حوار أو اتفاق مع الميليشيات في شأن انسحابها. ووفقا لمراقبين فإن ميليشيات مصراتة اضطرت للتعمية على هزيمتها في منطقة الهلال النفطي، بالإعلان عن وجود اتفاق مع الجيش الليبي يقضي بانسحابها لانشغالها بقتال تنظيم داعش في سرت. في السياق نفسه، دان مجلس النواب الليبي "البرلمان" هجوم ميليشيات فجر ليبيا على منطقة ورشفانة، جنوب العاصمة طرابلس، وما لحق بأهلها من تهجير. وحمل مجلس النواب في بيان له أمس الميليشيات والشخصيات السياسية المرتبطة بها المسؤولية الكاملة عن القصف العشوائي والاختفاء القصري وكذلك الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة. وأكد البيان أن هذه الأفعال هي أفعال إجرامية وفق القانون المحلي والدولي ومخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية والمتعلقة بحقوق الإنسان وأن مرتكبيها سيلاحقون دوليا، عملا بقرارات مجلس الأمن الخاص بليبيا، داعيا الميليشيات المسلحة إلى الخروج الفوري من المناطق الآهلة بالسكان وإيقاف كل الأعمال التي من شأنها الأضرار بأمن وسلامة تلك المناطق. من جهته، يستعد الجيش الليبي بحسب مصادر عسكرية، للمعركة الأخيرة لتحرير العاصمة خلال الأيام المقبلة، خصوصا أن وفدا رفيعا من القيادة العامة للجيش الليبي زار غرفة قيادة الجيش بالمنقطة الغربية وقاعدة الوطية الجوية تمهيدا للإعلان عن ساعة الصفر لبدء معركة طرابلس. يذكر أن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري الذي يترأس وفد بلاده بالقمة العربية بشرم الشيخ كان دعا إلى ضرورة العمل على إيجاد موقف موحد من أجل تسليح الجيش الليبي ورفع الحظر الدولي لمكافحة الإرهاب في بلاده. وكان مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا أكد على تحقيق تقدم كبير بين الأطراف المتنازعة في ليبيا في جولة الحوار الليبي الذي تستضيفه مدينة الصخيرات المغربية. وقال برناردينو ليون في مؤتمر صحفي: إن جميع الأطراف رحبت بالوثائق والأفكار الجديدة التي قدمناها، وأن هناك أجواء إيجابية، والكل الآن مقتنع بأن لا حل إلا الحل السياسي، مؤكدا أن الأطراف اتفقت على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع ترتيبات أمنية.