أكد عضو كتلة المستقبل اللبنانية، النائب أحمد فتفت، أن حزب الله يزج لبنان في حروب إيران التوسعية، وفي خدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي. واعتبر أن تقاطع المصالح الإسرائيلية - الإيرانية في المنطقة يتلاقى ومصالح موجات التطرف. وأشار فتفت في ندوة سياسية، نظمها حزب الكتائب تحت عنوان «دور لبنان إزاء تحديات وتطورات المنطقة» الى أن عاصفة الحزم شكلت منعطفا جديدا، وأعادت بعض التوازن الى الدور العربي في المنطقة، وهو ما أثار ثائرة إيران وأتباع المشروع الفارسي في لبنان. وتطرق فتفت الى أحداث المنطقة «بدءاً بحرب الخليج الثانية وسقوط العراق، مروراً باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في محاولة لوقف المد السيادي، الى محاولة الميليشيات الداخلية السيطرة على السلطة من خلال إقفال الوسط التجاري ومحاصرة السرايا وإقفال المجلس النيابي واجتياح بيروت وإسقاط حكومة الوحدة الوطنية بالقمصان السود، الى إعلان هذه الميليشيات عن دورها كقوة عسكرية مرتبطة جذريا بالمشروع الإيراني التوسعي، شبيه الإمبراطورية الفارسية المتمددة من طهران الى بغداد ودمشق وبيروت حتى صنعاء. وقال: السؤال الحقيقي ببعده الإستراتيجي هو: كيف يمكن حماية لبنان من أن يكون الصدى الدائم لكل ما يحدث في المنطقة؟ وذكر فتفت أن اتفاق الطائف رسخ مفهوم العيش المشترك، والمناصفة، كمدخل لبناء دولة تليق بهذا المسمى في لبنان، معتبراً أن الحوارات اللبنانية تطورت الى أن وصلت الى إعلان بعبدا في حزيران 2012، الذي كرّس تفاهما وطنيا عاما وافق عليه الجميع، وتلاه في حينه رئيس مجلس النواب نبيه بري شخصيا، ومع أسفنا حزب الله كعادته تراجع عنه سريعا، وصولا الى وصفه بالكذبة الكبيرة، ليسمح لنفسه بزج ميليشياته، وتاليا لبنان، في حروب إيران التوسعية وخدمة المشروع الإمبراطوري الفارسي. وتابع: إن تقاطع المصالح الإسرائيلية - الإيرانية في المنطقة يتلاقى ومصالح موجات التطرف الإسلامي، فأضحينا أمام مثلث خطر في مشاريع ثلاثة متداخلة متكاملة متنازعة متقاطعة، صهيوني ذات طابع يهودي في فلسطين، دولة إسلامية إيرانية تتلطى خلف المذهب الشيعي في مشروع إمبراطوري فارسي واضح، تنظيم داعش في الرقة، الذي يغطي بجرائمه كل جرائم الديكتاتوريات، وتحديدا جرائم بشار الأسد التي تفوقها بشاعة. وقال فتفت: بالتأكيد إن عاصفة الحزم شكلت منعطفا جديدا، وأعادت بعض التوازن الى الدور العربي، على الرغم من أنه أثار ثائرة إيران، وأتباع المشروع الفارسي تحديدا في لبنان، إننا نعيش اليوم، في لبنان والمنطقة، هواجس ومخاوف كبيرة من صدام شامل، قد تكون انعكاساته اللبنانية خطيرة جدا، في وقت تشتعل براكين المنطقة دون هوادة في سورياوالعراق، مشيرا الى أنه لم يكن الكثيرون، حتى لا أقول أحدا، يتوقع الانتفاضة العربية الجامعة، والعودة السريعة لمصر الى حضن التنسيق العربي مع دول الخليج، بعد المصالحة السعودية القطرية وعملية عاصفة الحزم العسكرية في اليمن، والسياسية في مجلس الأمن (القرار رقم 2216). وسأل: أما آن الأوان لطرح الأمور بجذرية تمنع تكرار المعاناة اللبنانية المزمنة؟ وهل يمكن لوطن يدعى لبنان أن يكون دولة ذات سيادة، في خضم كل الصراعات التاريخية في المنطقة؟ وهل آن الأوان لطرح حياد لبنان؟ مضيفا: أنا لا أطرح هذا السؤال من باب التمني أو التبني أو التعجيز أو الاستفزاز، بل من باب أن تكون لنا الجرأة لمناقشة أي أفكار إنقاذية، من دون خلفيات مسبقة، وحياد لبنان إحداها، متسائلا: كيف يمكن حماية لبنان من هذا الأتون المشتعل أو على الأقل تأخير قدومه الى لبنان؟ وهل الطائف بعيشه المشترك وتأكيد عروبة لبنان كاف؟ هل اتفاق بعبدا والنأي بالنفس وتحييد لبنان عن النزاعات الحالية كاف؟ مشددا على أن «الطائف واستكمال تطبيقه، واتفاق بعبدا إن طبق، والقرارات الدولية وتحديدا ال1701 ومندرجاته، إن طبقوا، لهم القدرة على تجنيب البلد انزلاقات خطيرة. إرهاب قمعي من جهته، أشار عضو كتلة القوات النائب فادي كرم الى أننا لن نرتضي كمسيحيين لأنفسنا أدوارا صغيرة ومذلة، فلسنا بحاجة لحماية من إرهاب قمعي ضد إرهاب غبي ومجنون، فتاريخنا مليء بصفحات من البطولات والإنجازات والمبادرات، وكما كان دورنا أساسيا في النهضة العربية الأولى، سيكون أساسياً في النهضة العربية الثانية الآتية لا محالة، كما في النهضة الإنسانية التعايشية، وأكبر عدو للمسيحية هو الغرائزية والتراجع والخوف والاستسلام.