كان يمكن لأي يمني مخلص أن يبادر إلى مراجعة الأخطاء في اليمن وتعزيز الخطوة الجديدة المتمثلة بوقف «عاصمة الحزم» وبدء عملية «إعادة الأمل» كي يمضي اليمن إلى مرحلة جديدة، وينعم بالأمن والأمان والنظر إلى المستقبل بدلاً من الاستمرار في ظلاميات الكره والفوضى التي أحدثها الحوثيون، والسلوكية الانتقامية العمياء للرئيس السابق علي عبدالله صالح. لكن وكما المتوقع، لم تمض ساعات على وقف عمليات «عاصفة الحزم» حتى شن الحوثيون هجوماً على لواء عسكري قرب تعز وأماكن أخرى، وخرقوا، بلا أي شعور بالمسؤولية وبلا أي حنكة سياسية، المبادئ التي تأسس عليها وقف العاصفة. ويبدو أن الحلف الشيطاني ل «الخلايا» فهم وقف «العاصفة» وبدء «الأمل» خطأ، بل إن كثيراً من أطروحات الخلايا في تويتر، تتحدث عن «نصر مؤزر للحوثيين»..!، وهزيمة للمملكة والتحالف العربي. وكانت طهران أكثر المحتفلين شعوذة ب«النصر الحوثي»..! ولا يمكن عزل تصرف الحوثيين وخرقهم مبادرة وقف العاصفة، عن حقيقة الحوثيين وثقافة «الخلايا». فهم جماعة فوضوية مشعوذة، تربت، عقدياً، مثل «داعش»، على إشاعة الموت والحروب والدمار، ولا تفهم أي سبيل لإنتاج السلام. ووظيفة الحوثيين، مثلما بدا واضحاً طوال السنوات الماضية، هي الالتزام بتعليمات الحرس الثوري الإيراني وتوجيهاته، وأن يكونوا ذراعاً إيرانية لتنفيذ رغبات طهران، ولا يهمهم لا وطن ولا تنمية ولا مستقبل ولا سلام. وكانت اليمن في سبيلها، إلى أن تكون مرجلاً طائفياً، يعم فيه الشر وتحضر الشياطين، ويغترب فيه الخير والسلام. وبالتجربة والبرهان، لا توجد عاصمة عربية نمت فيها خلايا طهران قد رأت خيراً أو سلاماً، فهذه بيروت البهية العظيمة تتقزم إلى حالة طائفية مقيتة ومؤسفة، وتهاجم كوابيس الشر اللبنانيين حتى في اليقظة وسطوع الشمس. وهذه بغداد لم تر أي أمان منذ أن أصبحت الخلايا هي المتصرف في عاصمة الرشيد، وتتحول دمشق إلى كتلة من الخوف والنار. وكلما زاد نفوذ «الخلايا» في بلد تشتعل فيها الحروب وثقافة الكره. وكانت صنعاء تنتظر مصيراً مماثلاً، بل أكثر ظلاماً، على يد الحوثيين. وبأي معيار فإن الحوثيين لا يطمحون إلى أي مستقبل سوى أن يكونوا أدوات، ينفذون الملهاة الإيرانية على المسرح الجنوبي لجزيرة العرب، بخناجر يمنية. وواضح أن عاصفة الحزم، وإن توقفت فهي تراقب تصرفات الحوثيين وقوات صالح، ويمكنها، في «إعادة الأمل» أن تنهض وتردع المتطاولين المعتدين وقد فعلت. حينما هاجم الحوثيون، في تصرف أخرق، مقر اللواء 35 في تعز، بعد ساعات من إعلان وقف العاصفة، لم يتمكنوا حتى من إعلان النصر، فهاجمتهم مقاتلات التحالف العربي كي تعطي درساً عملياً جديداً للحوثيين وأضرابهم في حزم «العاصفة والأمل». وما علمت «الخلايا» أن «إعادة الأمل»، ليست بيانات تلفزيونية كما توهموا، وإنما هي مزيج من الدبلوماسية والعمل الإغاثي والمراقبة والقوة العسكرية، وإعطاء دروس جديدة لقليلي الفهم والخداعين، والذين في قلوب مرض، وتلاميذ «الخلايا» ومروجيها. وتر الحوثي في خاصرة صنعاء.. والجميلة في وادي بنا تستيقظ مهلوعة، إذ يصب الأوباش رصاصهم في المهجة اليمنية.. يأخذونها سبيا.. يشعلون النار في خصل شعرها، وخمائل الرمش.. ويحضرون الرماد إلى «المقيال».. قرباناً لآية الله السيد عبدالملك.. حيث تغرس الخناجر في أفئدة اليمنيين.. وحور العين..