لم يكن أمام النمردة الحوثية ومكر رئيس اليمن السابق والعربدة الإيرانية إلا «الحزم».. فالتمادي في الغي، والتحدي الحوثي السافر، الذي لم تردعه ولم توقفه كل نداءات الخيرين، بالاحتكام إلى العقل، والجلوس إلى طاولة الحوار، لقد بلغت وقاحتهم حدا اعتقدوا فيه بأن شوكتهم هي الغالبة، وأن اليمن بأبنائه الأحرار سيسلم بوجودهم على رأس السلطة اليمنية، وأن الشعب اليمني سيقبل بحكمهم وتصرفهم في مقدراته، لأنه يعلم يقينا أنهم ينفذون أجندة إيرانية ويريدون فرض نظامهم على كامل اليمن الذي يكونون فيه نسبة تقارب 30% من اليمنيين، وقد كانت هذه النسبة تتعايش بسلام وأمان مع النسبة الكبيرة من السكان لولا ظهورهم كمذهب تدعمه إيران وتروج له، وهو ما لا يمكن أن تقبله الغالبية العظمى من أبناء اليمن الأحرار، وحقيقة فإنه ما كان للحوثيين أن يحتلوا العاصمة السياسية لليمن وبقية مدنه المهمة، ويحتجزوا الرئيس الشرعي للبلاد وجميع أعضاء حكومته، ويفرضوا نظامهم وهيمنتهم، لولا الدعم العسكري والمالي والمساندة المفتوحة من إيران التي ظنت بأن اليمن لقمة سائغة، تستطيع ابتلاعها، لتنفذ مشروعها الطائفي في العالم الإسلامي، وتحويل الحوثيين إلى نسخة ثانية من «حزب الله» الذي يعربد في لبنان معتمدا على دعم طهران. لقد فتحت «عاصفة الحزم» باب الأمل للأشقاء في اليمن للتغلب على هذه العصابة التي تريد فرض نفسها بقوة السلاح، وتريد أن تسيطر على دولة تضم مئات الآلاف من النخب السياسية اليمنية المتنورة التي تستطيع أن تنأى باليمن عن الصراعات الطائفية وعن الحرب الأهلية الطاحنة التي يمكن أن يعيشها إذا ما تمكن الحوثيون من الحكم، فلن تقبل الغالبية اليمنية حكم هذه العصابة التي شذت حتى عن مذهبها ضمن الأقلية الزيدية. لقد وجد الأشقاء في اليمن «عاصفة الحزم» المنقذ من هذا الكابوس الحوثي والانتهازية من الرئيس السابق الذي ظل يلعب على المتناقضات كيما يستمر نفوذه لاستنزاف اليمن ومقدرات شعبه المحروم منها، رغم تنوعها وقدرتها على أن تجعل من اليمن «سلة خبز» العالم العربي. أخيرا أتمنى من المتابعين لأخبار العاصفة أن لا يلتفتوا لأصوات العصابة الحوثية وحلفائهم الذين أسقط في أيديهم ولم يجدوا ما يردون به على قوة العاصفة غير الإعلام الذي يملكونه ويبثون من خلاله الأكاذيب وتزييف الحقائق الذي نؤمن بأنه لا ينطلي على أبناء اليمن الأحرار، فبلادنا لا تعتدي ولا يخطر ببالها يوما فرض هيمنتها على الآخرين سواء كانوا جيرانا لنا أو بعيدين عنا، لكننا نهب لنصرة من يطلب عوننا من الأشقاء مستعينين بالله سبحانه وتعالى أولا ثم بحزمة المبررات الإقليمية والدولية ونداء استغاثة الرئيس الشرعي لليمن، وذلك ما لا يلومنا عليه أحد، وهو أيضا ما حظي بتأييد دولي وعربي وإسلامي.