كشفت نائب رئيس مجلس ادارة جمعية البيئة السعودية، الدكتورة ماجدة ابو راس ل "اليوم"، ان الجمعية بصدد وضع برامج بيئية لزراعة المانجروف وخلافه من الانشطة البيئية في المنطقة الشرقية، لافتة إلى ان البرامج البيئية بحاجة لدعم ومساندة من القطاع الخاص، خصوصاً ان المنطقة بحاجة الى العديد من البرامج البيئية. وقالت الدكتورة ماجدة ابو راس: إن شاطئ جدة في منطقة خليج سلمان يشهد اليوم الاربعاء اول عملية استزراع للمرجان بطرق علمية، بمشاركة طاقات شبابية متطوعة من الغواصين المحترفين، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي تحتفل به جمعية البيئة السعودية والبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة (بيئتي علم اخضر وطن اخضر)، بدعم مجموعة "هوتا المتخصصة" في العمل البيئي وعدد من الجهات في القطاع الخاص. وأضافت "ابو راس": إن البحر الأحمر يعد من أغنى بحار العالم بالشعاب المرجانية المتنوعة والكثيفة، والتي تضفي جمالا خاصا على شواطئ المملكة، حيث يوجد نحو (200) نوع من المرجان متنوعة الأشكال والأنماط والألوان، بسبب توفر الظروف الملائمة لنمو تلك الشعاب، ومنها اتساع الجرف القاري الضحل، وارتفاع درجة حرارة المياه، واعتدال نسبة ملوحتها، وصفائها، وتمتعها بضوء الشمس الساطع. وقالت "ابو راس": ان الشعاب المرجانية في مياه المملكة وما تكونه من جزر مرجانية ذات أهمية بيئية وأحيائية كبيرة تمثل وجهة مثيرة للسياحة البحرية بألوانها وتصميمها، حيث يقصدها هواة الغوص. لافتة الى أن أعمال إعادة استزراع الشعب المرجانية ونباتات الشورى البحرية تتضمن استزراع الشعب المرجانية ببعض المناطق المتضررة بالصرف الصحي، واستزراع نبات الشورى (المانجروف)، أما أعمال التوعية البيئية فتشمل مشاريع تتمثل في تنفيذ البرامج الإعلامية للمحافظة على الكورنيش في وسائل الإعلام ولوحات في الطرق والميادين، وتنفيذ البرامج التوعوية بالاشتراك مع طلاب وطالبات المدارس ومؤسسات المجتمع المدني. يذكر أنه يتم استزراع "المانجروف" لتجميل الشاطئ وإضافة لمسة التنوع البيولوجى للمكان، ومنع الشواطئ من التآكل نتيجة للأمواج، ويتكاثر في بيئة هذا النبات عدد كبير من الطيور المهاجرة، كما ينمو في بيئات نبات المانجروف 35 نوعاً من الأسماك والقشريات التي لبعضها أهمية غذائية مثل الجمبرى والكابوريا والجندوفلي والبوري والشعري وغيرها، وتستخدم الأفرع الصغيرة والبادرات والبذور كغذاء للجمال وقت الجفاف، استغلال الكائنات الدقيقة المصاحبة للمانجروف مثل البكتيريا المثبتة للنيتروجين. وهناك فوائد مباشرة وغير مباشرة لأشجار القرم، وذلك في الحفاظ على البيئة البحرية والشاطئية وكافة أشكال الحياة، ولكن بسبب تنوع الأنشطة البشرية غير المسؤولة، والتي أدت إلى تدهور واختلال العديد من الأنظمة البيئية، وفي مقدمتها تدهور الغطاء النباتي الطبيعي، والتي تعتبر أشجار القرم جزءا هاما فيه، وذلك في العديد من دول العالم ومنها الدول الخليجية. ونظراً للأخطار العديدة التي تولدت عن هذا التدهور، فقد اهتم العالم ومنظماته الدولية والإقليمية بتلك المشاكل البيئة، ووضعت البرامج المختلفة لحصر ودراسة الموارد الطبيعية وخاصة المتجددة منها، وحددت السياسات الهادفة إلى صيانة هذه الموارد وتنميتها.