ايام ساخنة جدا عاشها نادي القادسية مطلع الاسبوع الجاري، وهي السخونة التي جلبت لنا الحيرة حول حاضر هذا النادي ومستقبله، حتى اصبحنا لا نعلم الى اين يريد اصحاب القرار ان يصلوا بناديهم، وماهي نقطة النهاية التي يتمنون ملامستها، فتعالي الاصوات لا يزال مستمرا، وفرد العضلات هو من يتسيد واجهة النادي المليئة بتجاعيد الزمان، ولعل الامر الاكثر مرارة وقسوة هو تغليب استمرار سياسة اللجوء للاعلام حتى في اتفه القضايا واقلها وقعها. المتابع الجيد لاوضاع القادسية بامكانه ان يجزم بان لهذا النادي ادارتين مختلفتين وذلك في اطار ادارة واحدة، اي ان على الاوراق هنالك ادارة واحدة فقط، بينما الواقع يقول ان النادي يدار بادارتين مختلفتين، فهنالك الرئيس عبدالله الهزاع ومعه نائبه داود القصيبي ومجموعة من اعضاء الادارة في جبهة، بينما في الجبهة الاخرى يتواجد عبدالعزيز الموسى ومحمد الضلعان ومعهم مجموعة من انصارهم الاخرين، وكل من هاتين الادارتين تقرر كيفما تشاء، وتتخذ الاجراءت على حسب ما تراه مناسبا لرؤيتها دون الرجوع للاخرين والدليل هو تضارب القرارات في اجتماع الادارة الاخير. لم أبن كلامي من بنات افكاري، ولم اتجن على (الرئيسين) الهزاع والموسى، وانما اتحدث بما اراه واقعا، فرئيس النادي يتخذ قرارات في المساء، بينما تلغى في الصباح من قبل الموسى الذي يتخذ قرارات بدلا عنها، وهكذا تسير الامور داخل القادسية، ويبدو ان توفر السيولة المالية لدى الموسى جعل صوته هو الاقوى بالنادي وهو الذي (يأمر وينهي) حتى وان رفض الرئيس ذلك، ولعل اكبر مثال على هذه الحقيقة ما تعرض له نجما الفريق علي الشهري ومنصور النجعي بعد ان وقعا في الوسط بين الهزاع والموسى فكان القرار الاول والاخير للمشرف على الفريق. أسهل امر ممكن تطبيقه في مجالس ادارات الاندية الرياضية في الوقت الحالي هو توفير السيولة المالية عن طريق (تسليف) النادي ومن ثم خروج هؤلاء (الديانة) عبر الاعلام كداعمين ومتبرعين ليجدوا من يطبل لهم ويبارك خطواتهم ويصفهم بالمعجزات وبالرجال الافذاذ، وهذا ما يحدث لبعض اندية الدوري السعودي والقادسية من ضمنهم، فاذا كان التسليف يعتبر دعما، فبماذا نصف اذا من يدفع من حر ماله بلا مقابل؟ قد يصاب الانسان بنوبة من الاحباط بسبب ان حديثي العهد بالاعلام والرياضة هم من يقيمون عمله وهذا ما جرى مع الزميل الاخ طلال الغامدي قبل ان يتقدم باستقالته من العمل في نادي القادسيةفي العمل التجاري هنالك خطط يرسمها مجلس الادارة لكل شركة منذ انعقاد الجمعية العمومية ويتم السير على تنفيذها من خلال توزيع الصلاحيات والمهام وتحديد الميزانيات المتوقعة، وهذا الامر المفترض ان يطبق في الاندية المحترفة حتى وان كانت محدودة المداخيل، اما في القادسية فقد اختلط الحابل بالنابل، ومن يدفع اكثر اصبح هو من يحق له اتخاذ القرارات وممارسة الامر والنهي (والجذب والطرد) وقطع ارزاق الناس بسبب مواقف شخصية حتى وان كانت نوعية الدعم (دينا مستردا). أعود لسخونة الاوضاع الداخلية في نادي القادسية واكرر ان ما يعيشه النادي من صراع اداري داخلي جعل الكثير من ابناء القادسية الحقيقيين يبتعدون عن العمل فيه حفاظا على سمعتهم وكرامتهم، وعدم الاختلاط بكل (من هب ودب)، ولعل الاستداعاءات المتكررة لمنسوبي هذا النادي في مراكز الشرطة والمحاكم الشرعية اكبر دليل على ما تعيشه قادسية الخبر. طلال الغامدي.. نجاح متكرر قد يصاب الانسان بنوبة من الاحباط بسبب ان حديثي العهد بالاعلام والرياضة هم من يقيمون عمله وهذا ما جرى مع الزميل الاخ طلال الغامدي قبل ان يتقدم باستقالته من العمل في نادي القادسية ولذلك اهنئ طلال الغامدي على قراره الشجاع على الرغم من كونه نجح في الارتقاء بخطاب القادسية الاعلامي قبل ان يستقيل حتى وان لم يقتنع (من لا ناقة لهم ولا جمل في القادسية). وعلى المحبة نلتقي [email protected]