سؤال سبق أن تم طرحه عن ما هي الدول التي كانت مشتركة في حرب فيتنام. ودائما يأتي الجواب بأن الحرب كانت بين أمريكاوفيتنام الجنوبية من جهة ضد قوات الفيتكونغ من فيتنام الجنوبية من جهة أخرى. ولكن الواقع غير ذلك. فعدد الدول التي كانت مشاركة أو تدعم بصورة مباشرة تلك الحرب يزيد على عشرين دولة. وشيء آخر يتداوله من لا يعرف دهاليز السياسة والحروب، وهو لماذا دولة بقوة الولاياتالمتحدة عندما تدخل في حرب شاملة مثل غزوها للعراق أو أفغانستان ترى من الضرورة وجود جنود حتى لو كانوا بالمئات فقط من دول حتى لو كانت صغيرة لا توجد لديها قوة مسلحة بالمعنى الحقيقي. بالطبع هناك أسباب متعددة ولكن ومنذ القدم لا تدخل الدول حروبا بمفردها. ولا يرجع السبب إلى عدم قدرة هذه الدول على القيام بالمهام بمفردها، ولكن توجد أهداف سياسية وتاريخية وقانونية يتم حسابها للمستقبل. وكذلك كلما زاد عدد الدول المشاركة يتم تحييد إعلامها حيال تلك الحرب. ولكن وحتى قبل ظهور الإعلام والقوانين الدولية حيال الحروب فالكثير من الدول والأمبراطوريات القديمة والحديثة كانت تعتمد كثيرا على جنود ليسوا منها. ومثال على ذلك كانت فرنسا بقيادة نابليون بونابرت تعتمد على فصائل أجنبية في حروبها وحتى وقتنا الحالي، ففي فرنسا فيلق متكامل يسمى بالفيلق الأجنبي يحاربون تحت مظلة فرنسا ولكنهم أتوا من الخارج. ولهذا ففي الوقت الحاضر انتشر مسمى قوات تحالف (كوالوشن) في كل أوقات النزاعات. وقد تشترك دولة في تحالف في فترة ما ولكنها قد لا تشترك في فترة أخرى مع نفس الدول. ويحدث هذا أثناء تقاطع مصالح أو تحالفات سابقة وقد تختلط الأوراق بشكل قد يحير المتابع. فمثلا عندما قامت الحرب بين تركيا واليونان في العام 1974م اختلطت الأوراق لأن كلا من تركيا واليونان عضو في حلف شمال الاطلسي. وكذلك حدث ذلك في الثمانينيات أثناء حرب الفوكلاند بين بريطانياوالأرجنتين لأن الدولتين عضو في تحالفات مشتركة. فبريطانيا جزء من المنظومة الغربية وحلف شمال الاطلسي والأرجنتين في تحالفاتها مع دول الأمريكتين. ووصل تقاطع المصالح لدرجة كادت الأمور تنفلت بين بريطانيا وفرنسا وذلك بعد إغراق المدمرة شيفيلد بصاروخ أكسوست الفرنسي الصنع واضطرار فرنسا لإعطاء بريطانيا ترددات رادار الصاروخ وطرق تفاديه. ولعلم القارئ فالولاياتالمتحدةالأمريكية هي من قامت بتركيب صواريخ جو- جو في طائرات الهارير البريطانية قبل وصولها لموقع التصادم بالقرب من جزر الفوكلاند وتم اعطاؤهم معلومات الأقمار الصناعية الاستخباراتية في وقت كانت الأرجنتين هي حليف إستراتيجي لأمريكا. وكذلك لا ننسى أن أمريكا في بداية الحرب العالمية الثانية وقبل اشتراكها في الحرب كانت هي من يمد الصناعة الحربية اليابانية بالمواد الخام رغم اعتراض بريطانيا ليتغير الوضع بعد أن قامت اليابان بقصف ميناء بيرل هاربر.. وللحديث بقية.