شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاع حاد في درجة التوتر البريطاني الأرجنتيني مع اقتراب حلول الذكرى الثلاثين لحرب جزر الفوكلاند في الثاني من ابريل عام 1982 بين البلدين. الجزر هي عبارة عن منطقة حكم ذاتي برعاية المملكة المتحدة، كما أنها المسؤولة عن الدفاع والشؤون الخارجية، ولكن الارجنتين تعتبر الجزر جزءا من أراضيها وتطالب بنقلها الى سيادتها. بدأ التصعيد في المواجهة بعدما أغلقت الأرجنتين موانئها في وجه السفن التي تحمل علم الفوكلاند، وفرض حظرالاستيراد من بريطانيا بالدعم من جيران الأرجنتين في امريكا الجنوبية، واستمر التصعيد بعد إتهام الأرجنتين لبريطانيا بعسكرة هذه الجزر بعد وصول الأمير وليام إليها في اطار عمله. تصعيد إرجنتيني ذكرت المعلومات أن وزيرة الصناعة في الأرجنتين دعت الشركات المحلية لتستبدل المستوردات من المملكة المتحدة ببضائع منتجة من مكان آخر يحترم وحدة الأرجنتين الاقليمية. بيونس آيرس تدعو الشركات الى الامتناع عن استيراد البضائع من لندن.. والحكومة البريطانية تتهمها باتباع «سياسة المواجهة » وقد تقدمت الأرجنتين في وقت سابق بشكوى للأمم المتحدة تتهم فيها بريطانيا ب "عسكرة" جنوب المحيط الاطلسي، في أعقاب إرسال سفينة حربية ملكية جديدة الى جزر الفوكلاند. وخلال الأسبوع الماضي، تم منع دخول سفن سياحية بريطانية الى ميناء أوشوايا في الارجنتين بعد زيارة الفوكلاند. تبع ذلك زيادة التوتر بين البلدين بعدما قررت المملكة المتحدة إرسال إحدى سفنها الحربية الأحدث والأكثر تطوراً الى جنوب المحيط الاطلسي في عملية نشر روتينية. فيما طالبت كرستينا فرناندز برحلات مباشرة من بوينس آيرس بدلاً عن خط تشيلي المحايد. رد فعل الحكومة البريطانية إتهمت الحكومة البريطانية الأرجنتين باتباع "سياسة المواجهة" بشأن جزر الفوكلاند بعدما أشارت التقارير الى أن حكومة الأرجنتين تدعو الشركات الى الإمتناع عن إستيراد البضائع من المملكة المتحدة. وأفاد المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون يوم الاربعاء الماضي أن هذه الخطوة تأتي بنتائج عكسية مضيفاً أن الأرجنتين تواصل سياسة المواجهة بدلاً من التعاون ووصف ذلك بالأمر المؤسف. وأكد أن المملكة المتحدة هي أحد أهم المستثمرين في الأرجنتين وأيضاً تستورد البضائع من الارجنتين. وبالتالي وضع حواجز من هذا النوع ليست من مصلحة الإقتصاد الأرجنتيني. ومن جهة أخرى طالبت عضو في البرلمان البريطاني بإيقاف برنامج مساعدات الإتحاد الأوروبي للأرجنتين حتى تتوقف عن تهديد بريطانيا بشأن جزر الفوكلاند. سكان الجزيرة يفضلون الوصاية البريطانية يفضل سكان الجزر النائية بالبقاء تحت الحكم البريطاني. فقد أكد مواطنو الجزر بأن ليس لديهم أي رغبة في العودة الى فترة ما قبل 1982، حيث اعتمدوا كلياً على الأرجنتين بالسفر الجوي. ومن جانبه رفض نايجل هايوود، حاكم جزر الفوكلاند فكرة الاستعاضة عن الخط التشيلي برحلة مباشرة الى العاصمة الأرجنتينية. مواجهة عسكرية شرح بعض الخبراء العسكريين أن المواجهة الحربية شبه مستحيلة. مقارنة بحرب 1982، فقد تقدمت القوات البريطانية عبر الستين عاماً في التطور، ولكن القوات الأرجنتينية بالكاد تحسنت وما زالت تستخدم معدات عسكرية من عام 1970. وما يحصل في الوقت الراهن ليس الا حربا دبلوماسية من الكلمات. وأضاف الخبراء أنه لا يوجد أي مؤشر عند الحكومة الأرجنتينية أو الدوائر العسكرية لحرب جديدة مع بريطانيا. اللغة الخطابية البريطانية تأتي أكثر صرامة، والمعدات العسكرية الخاصة بها في الجزر تشكل أكثر بكثير من مجرد آلية ردع. علاوة على ذلك، وهذا أدى الى تفاقم المشكلة، ذكرت إدارة أوباما في واشنطن بانها ترغب بأن تكون الاممالمتحدة وسيطا في المفاوضات لتقرر ما هو أفضل لسكان الجزر. وقد قرأها البعض كسياسة تسخر من العلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.