كثف نظام الرئيس بشار الأسد مجازره ضد المدنيين في إدلب وريفها بعد فقدانه السيطرة على المحافظة الشهر الماضي، فقد استهدفت قوات النظام المدينة ومراكزها الحيوية، كالأسواق والمساجد على نحو خاص، وبعض مدن ريف إدلب كسراقب وسرمين ومعرة النعمان بإمطار تلك المناطق بالقنابل البرميلية والصواريخ، كما سجلت حادثة استخدام غازات سامة، واندلع امس قتال عنيف في مخيم «اليرموك» للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق، وقال خالد عبدالمجيد أمير سر تحالف القوى الفلسطينية التي تقاتل المتشددين: إن القتال اندلع منذ الساعات الأولى من فجر امس على حافة المخيم القريب من منطقة الحجر الاسود حيث توجد بالفعل قواعد لتنظيم داعش، فيما قصفت القوات الحكومية المخيم بالمدفعية، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إنه طلب من الوسيط الدولي في سوريا ستيفان دي ميستورا التركيز أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية في محاولة لإنهاء الأزمة في البلاد، بعد أن اختتم لقاء موسكو بين وفد من المعارضة وممثلي النظام الخميس من دون اتفاق، ورفضت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون طرفًا في صراعٍ مسلح على أرضِ مخيم اليرموك بحجة إنقاذ المخيم، مجددة موقفها برفض زج الشعب الفلسطيني ومخيماته في أتون الصراع. عملية سياسية وقال بان للصحفيين: «طلبت من دي ميستورا التركيز الآن أكثر على إعادة إطلاق عملية سياسية، أريد التأييد الكامل. لا حل عسكريا. الحل السياسي فقط. الحوار هو الذي يمكن أن يكون الإجابة عن ذلك». ويعكف الوسيط دي ميستورا منذ أكتوبر على العمل من أجل التوصل إلى هدنة محلية في مدينة حلب الشمالية، وأعلن يوم 17 من فبراير أن الحكومة السورية ترغب في وقف الغارات الجوية والقصف المدفعي لستة أسابيع لاختبار الخطة. لكن الهدنة المحلية لم تتحقق، وطردت الحكومة السورية ثلاثة عمال إغاثة تابعين للأمم المتحدة نهاية فبراير، وبعد ذلك بأيام رفضت المعارضة المسلحة خطة دي ميستورا وقالت: إنها لا تفيد إلا الحكومة السورية. البحث عن حل ومن المقرر أن يطلع دي ميستورا الذي حل مكان الوسيط السابق الأخضر الإبراهيمي العام الماضي مجلس الأمن على آخر تطورات القضية في وقت لاحق من الشهر الحالي. فشل لقاء موسكو وكانت وفود من المعارضة والنظام أنهت اجتماعًا تشاوريًا في موسكو الخميس دون التوصل إلى اتفاق حول ورقة واحدة. وأعلن المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني بسوريا حسن عبدالعظيم لوسائل الإعلام أن اللقاء فشل بسبب سلوك وفد النظام، وعدم موافقته على مناقشة وإقرار إجراءات بناء الثقة المطلوبة لاختبار جدية النظام. وكان الوفدان قد اتفقا على ورقة مشتركة من عشرة نقاط تجمع بين الورقة التي قدمها وفد المعارضة وتلك التي قدمها وفد النظام، وتتحدث الورقة عن «الحل السياسي للأزمة السورية على أساس بيان جنيف-1، وعن السيادة الوطنية، ووحدة سوريا أرضًا وشعبًا، ومكافحة الإرهاب إلى جانب المطالبة بوقف الدعم العربي والإقليمي والدولي للإرهاب، وبرفع العقوبات والإجراءات الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري». وقد اشترط وفد المعارضة أن التوقيع عليها مرهون بوضع إجراءات بناء الثقة؛ لذلك أعلن عبدالعظيم أن الورقة تعتبر لاغية، طالما رفض وفد النظام حتى مناقشة إجراءات الثقة. وبالتالي اعتبر عدد من أعضاء وفد المعارضة أن لقاء موسكو2 التشاوري السوري قد فشل. الموقف الفلسطيني الى ذلك، رفضت منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون طرفاً في صراعٍ مسلح على أرضِ مخيم اليرموك بحجة إنقاذ المخيم. وجددت المنظمة موقفها برفض زج الشعب الفلسطيني ومخيماته في أتون الصراع، وقالت المنظمة في بيانٍ رسمي: إنها ستعمل من أجلِ وقفِ كلِ أشكال العدوان والأعمال المسلحة، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، خاصة وكالة الغوث الدولية وكل الأطراف التي لها مصلحة في عدم جر المخيم إلى مزيد من الخراب والويلات. من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون في مخيم اليرموك اللاجئين الفلسطينيين في دمشق، معتبرًا ما يحصل جرائم حرب. وناشد بان كي مون جميع الدول التي لها تأثير على نظام دمشق والفصائل المسلحة الموجودة على الأرض بتحييد المدنيين وضمان إيصال المساعدات الإنسانية لهم. ويبعد تنظيم داعش الآن بضعة كيلو مترات عن قصر الرئيس الأسد.