رفضت منظمة التحرير الفلسطينية فكرة المشاركة في المعارك في مخيم اليرموك جنوبدمشق، متنصلة مما أعلنه أمس مسؤول فيها التقى مسؤولين في النظام السوري. وأصدرت منظمة التحرير أمس بياناً أوضحت فيه موقفها الرافض لدعم أي عمل عسكري سوري في مخيم اليرموك، ذلك بعد إعلان مبعوثها الخاص أحمد مجدلاني عن اتفاقه مع الحكومة السورية على تشكيل غرفة عمليات مشتركة سورية- فلسطينية للقيام بحملة عسكرية في مخيم اليرموك بهدف طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من المخيم. وقالت منظمة التحرير في بيانها إنها «ترفض الزج بشعبنا ومخيماته في أتون الصراع الدائر في سورية الشقيقة»، وأنها «ترفض تماماً أن تكون طرفاً في صراع مسلح على أرض مخيم اليرموك، بحجة إنقاذ المخيم الجريح». وأضافت إنها «ستعمل من أجل وقف كل أشكال العدوان والأعمال المسلحة، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، خاصة وكالة الغوث الدولية وكل الأطراف التي لها مصلحة في عدم جر المخيم إلى مزيد من الخراب والويلات». وأضاف البيان: إن منظمة التحرير الفلسطينية في الوقت الذي تحرص فيه على علاقاتها مع كل الأطراف، تؤكد رفضها الانجرار إلى أي عمل عسكري، مهما كان نوعه أو غطاؤه، وتدعو إلى اللجوء إلى وسائل أُخرى حقناً لدماء شعبنا، ومنعاً للمزيد من الخراب والتهجير لأبناء مخيم اليرموك». وعلق آلاف اللاجئين الفلسطينيين في هذا المخيم الواقع عند أبواب دمشق منذ الهجوم الذي شنه في الأول من نيسان (أبريل) تنظيم «الدولة الإسلامية». وأعلن مجدلاني توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لإخراج «داعش». وأثار هذا الإعلان قلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي قال انه يخشى من وقوع «جريمة حرب جديدة». واندلعت المعارك في مخيم اليرموك في أيلول (سبتمبر) 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة مع النظام وضده. وبعد أشهر من المعارك، أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني من أزمة إنسانية قاسية في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية، ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صدر عنها الخميس إلى إدخال المساعدات الإنسانية في شكل فوري إلى مخيم اليرموك، منبهة إلى المأزق الذي يعيشه آلاف المدنيين جراء الاشتباكات التي تعرض حياتهم للخطر الشديد.