قال العلماء، أمس: إنهم اكتشفوا آلاف الأنهار الجليدية على كوكب المريخ تغطيها طبقات كثيفة من الأتربة، وهي كميات من المياه المتجمدة، قالوا إنها تكفي لتغطية سطح الكوكب بطبقة من الجليد سمكها 1.1 متر. واكتشفت هذه الأنهار الجليدية على حزامين بالقطاعين الأوسط الجنوبي والأوسط الشمالي، فيما أظهرت بيانات الرادار التي جمعتها أقمار صناعية تدور حول الكوكب، علاوة على نماذج كمبيوتر للجليد، أن على الكوكب 150 مليار متر من المياه في صورة جليد. وردت هذه البيانات ضمن دراسة نشرت، هذا الأسبوع، في دورية الأبحاث الجيوفيزيقية. وقالت نانا بيورنهولت الباحثة في معهد نيلس بور بجامعة كونبهاجن في بيان: "لذا فإن الجليد على خطوط العرض المتوسطة جزء مهم من الخزان المائي للمريخ". ويسعى العلماء جاهدين كي يضعوا أيديهم على كيفية تحول المريخ من كوكب دافئ رطب، وربما كان شبيها بكوكب الأرض منذ الأزل، إلى كوكب صحراوي بارد جاف في وقتنا الحالي. ومنذ ملايين السنين، فقد المريخ -الذي يفتقر إلى مجال مغناطيسي واق- القدر الأكبر من غلافه الجوي. وطرحت عدة دراسات لتحديد كم المياه التي فقدها الكوكب وكم الموجود حاليا من هذه المياه في صورة جليد في خزانات جوفية. وقال معهد نيلس بور في بيان صحفي: "الضغط الجوى على المريخ منخفض للغاية لدرجة تؤدي إلى تبخر الجليد ببساطة ليصبح بخار ماء". ويشك العلماء في أن الأنهار الجليدية ظلت على حالها نظرا لأنها محمية بطبقة واقية كثيفة من الأتربة. وعلاوة على شواهد تؤكد وجود قيعان أنهار وقنوات ومعادن رطبة عكف العلماء الشهر الماضي، على دراسة جزيئات دلالية في الغلاف الجوي للمريخ واستنتجوا أنه ربما يكون بالمريخ محيط عمقه يتجاوز الميل، ويغطي تقريبا النصف الشمالي للكوكب. وقال العلماء: إن المريخ فقد نحو 87 في المائة من المياه على سطحه. والمعروف حاليا، أن أكبر مستودع للمياه على المريخ يكمن عند القمم القطبية للكوكب.