الفرس أعداء العرب منذ بداية التاريخ، وهذا الحقد والكره الفارسي على كل ما هو عربي ليس لشيء سوى لأننا أشجع وأكرم وأصدق وأنبل وأقدم منهم. الفرس لا هم لهم سوى استهدافنا ومهما كان الثمن، حتى ولو كان على حساب تنميتهم وازدهار شعوبهم وبلادهم. والكره الفارسي أخذ أشكالا متعددة على مر التاريخ، بدأ بالشكل الاستعماري لدولة كسرى التي عبدت النار ومجدت الأوثان والخرافات، وانتهاء بالشكل الطائفي الذي اتخذه الخميني وخامنئي وملاليهم والذي من خلاله استطاعوا غرس عملاء لهم في البلدان العربية تحت غطاء نصرة الدين الإسلامي، الذي أبعد ما يكون عنهم، والذي تم تشويهه وتحريفه والإساءة له والباسه لباسا إرهابيا. والمشروع الفارسي بتدمير العرب لا ينافسه ويضاهيه سوى المشروع الصهيوني. ومهما حاول الاثنان اخفاء تحالفهما، فالحقيقة انهما ليسا سوى مشروع غربي واحد بشقين، هدفه تدمير العرب والإسلام وتشويهه واضعافه ومن ثم محوه. وهذا المشروع سيفشل ومن ثم سيرتد عليهم مهما حاولوا ومكروا وتآمروا. فالعرب أعظم من أن يتم تدميرهم، ولو اجتمعت قوى الشر والعدوان التي على وجه الأرض عليهم، وهذا ما يثبته التاريخ الذي يشهد لنا بتحرير العالم قاطبة. «العوامية» مدينة مسالمة وهادئة ومطمئنة، تنعم بالتنمية والأمان مثلها مثل بقية مدن بلادنا. إلا أنها ابتليت بخونه إرهابيين تمكن الشر من أنفسهم حتى أفقدهم كرامتهم وضمائرهم، وآخر ذرة عقل في أدمغتهم، ابتليت بخونة رفعوا السلاح في وجه بلادهم ومواطنيها وارهبوا الآمنين المطمئنين، وهذا لعمري أبشع صور الرذيلة والانحطاط الذي قد يصل إليه أي بشر. هم بذلك ألحقوا العار بأنفسهم، عار يلحقهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وعلى الرغم من تسامح بلادنا واعطائهم الفرصة في العودة إلى الصواب والعقل، إلا أن هؤلاء الخونة أصروا على رذائلهم التي استمرؤوها وأبوا إلا الاستمرار عليها. ما حدث يوم الأحد من مداهمة لأحد أوكار الخيانة في العوامية، يمثل ضربة لمن يخون الوطن. التفاف المواطنين في العوامية مع رجال الأمن، هو الآخر مضرب للأمثال على استعداد مواطنينا للتضحية بأنفسهم فداء للوطن. لن ننسى شهداءنا الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الله، إن تضحيتهم في معاركنا ضد الإرهاب الفارسي بمختلف أشكاله وصوره ليس بمستغرب عليهم. أجداد شهدائنا استشهدوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سبيل تحرير العالم من عبودية البشر والشرك والخرافات والشعوذة، وها هم أحفادهم يقدمون أرواحهم في الدفاع عن الإسلام والأوطان ممن يسعى لأحياء حضارات قامت على الشرك والعبودية والتخريف. «العوامية» مدينة آمنة مطمئنة، وهي جزء لا يتجزأ من الكيان السعودي العربي الحر، ومن يحاول أو حتى يفكر في تعكير صفو هذا الكيان سيقطع دابره من أساس منشأه. فبلادنا عربية، يحتمي بها كل مستضعف فينصر، ويستغيث بها كل مظلوم فينصف، ونحن إذ نقوم بذلك نقوم به بمعزل عن كافة المصالح السياسية والاقتصادية، فالحق عندنا يحمى وينصر مهما كانت العواقب. * متخصص مصرفي ومالي