لا يزال مستخدمو الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية العاملة بنظام أندرويد هم الفئة الأقل حرصا على تأمين أجهزتهم، رغم ارتفاع وتيرة المخاطر التي تحيط بهم كون أن نظام أندرويد يعد أكثر الأنظمة المستهدفة من قبل قراصنة المعلومات والمخترقين. حيث إنه خلال عامين لم ترتفع نسبة مستخدمي أندرويد الذين يحمون أجهزتهم إلا بنسبة 21 بالمائة، حيث كانت في عام 2013 لم تتجاوز حاجز 30 بالمائة، ووصلت خلال العام الجاري إلى 51 بالمائة بحسب "كاسبر سكاي". ويشير خبراء إلى أن هذه المخاطر تتزايد طرديا مع عدد مستخدمي الهواتف الذكية في أعمالهم، كون أن الكثير من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة اتجهت إلى تقديم خدماتها عبر تطبيقات مخصصة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية نظراً لتعدد جوانب وأوجه هذه التطبيقات، فالبعض يؤمنون أنهم يمثلون التوجه المستقبلي للإنترنت، من خلال الانتقال من تقديم الخدمات عبر المواقع الإلكترونية والتوجه إلى تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إلا أنه بالمقابل يعتبر هذا التوجه خطرا خاصة على مستخدمي أنظمة أندرويد كونها الأكثر عرضة للاختراق. وكشف استطلاع أجرته شركة كاسبرسكي لاب بالتعاون مع "B2B International"، أن الأجهزة المتنقلة أصبحت أكثر انتشاراً من أي وقت مضى، ولكن مستخدميها لا يزالون غير مكترثين بحجم المخاطر التي قد يتعرضون لها، حيث إن 29 بالمائة من المستخدمين ليس لديهم علم بالبرمجيات الخبيثة التي تستهدف الأجهزة المتنقلة، وهذا بحد ذاته يخدم أغراض مجرمي الإنترنت. وأظهر الاستطلاع أن 51 بالمائة من الهواتف الذكية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، و56 بالمائة فقط من الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد مزودة ببرامج مكافحة الفيروسات، في حين أن 25 بالمائة من الهواتف الذكية و31 بالمائة من الأجهزة اللوحية تفتقر إلى أدنى مستويات الحماية مثل استخدام كلمة المرور، وقد يكون سلوك مستخدمي تلك الأجهزة ناجماً عن حقيقة مفادها أن 29 بالمائة منهم لا يدركون أساساً أن هناك تهديدات إلكترونية تستهدف الأجهزة المتنقلة. وتحتوي 18 بالمائة من الهواتف الذكية بنظام التشغيل أندرويد على معلومات قيمة، يستميت المهاجمون للحصول عليها، مثل رموز التعريف الشخصية للبطاقات المصرفية وكلمات المرور الخاصة، بتسجيل الدخول إلى الأنظمة المصرفية عبر الإنترنت والبيانات المالية الأخرى، وتقوم 24 بالمائة من تلك الأجهزة بتخزين كلمات المرور على شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني الشخصي والخاص بالعمل والشبكات الخاصة الافتراضية وغيرها من المصادر المهمة، ومع ذلك فإن غالبية المستخدمين لا يتخذون أي خطوة وقائية لحماية أجهزتهم المتنقلة، كأن يقومون بإعداد كلمة مرور لإيقاف الاستخدام غير المصرح به لأجهزتهم، ويواصلون استخدام هواتفهم الذكية لتخزين رسائل البريد الإلكتروني الشخصية دون حمايتها والتي تبلغ نسبتهم 49 بالمائة، كما أن 18 بالمائة منهم يعتمدون على هواتفهم غير المحمية في استخدام رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، 10 بالمائة يحملون في هواتفهم البيانات التي لا يرغبون باطلاع أحد عليها إلا أنها لا تزال غير محمية. وأكد الاستطلاع أن مستخدمي الأجهزة بنظام التشغيل «أندرويد» يتعرضون لتهديدات عبر الانترنت أكثر من نظرائهم من مستخدمي الأجهزة بنظام ويندوز فون، حيث إن مستخدمي الأجهزة العاملة بنظام ويندوز فون لديهم دراية أوسع حول هذا النوع من المخاطر ويقومون بحماية أجهزتهم بمعدل 9 من أصل 10 حالات اختراق. وبعد دراسة الهجمات التي تستهدف نظام أندرويد لأكثر من 12 شهراً، أشارت النتائج إلى إصابة 41 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية و36 بالمائة من مستخدمي الاجهزة اللوحية بالتطبيقات الخبيثة. في حين تم اختراق حسابات الخدمة عبر الإنترنت بنسبة 18 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية و24بالمائة من مستخدمي الأجهزة اللوحية، بينما أثّرت الهجمات المالية الإلكترونية على 43 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية و50 بالمائة من مستخدمي الأجهزة اللوحية. وكشفت الدراسة أن متوسط النتائج لجميع الأجهزة القائمة على أنظمة تشغيل مختلفة قد أصيبت بنسبة 31 بالمائة من جراء التطبيقات الخبيثة، و14بالمائة تعرضت لاختراق حسابات الخدمة عبر الإنترنت وتم استهداف 43 بالمائة منها من قبل الهجمات المالية الإلكترونية وهي أقل بكثير من أرقام الأجهزة بنظام أندرويد فقط. وليس من المستغرب أن يتعرض مستخدمو الهواتف في الوقت الحالي إلى هجمات عبر الإنترنت بوتيرة أكبر، وذلك نظراً لقدرة الأجهزة المتنقلة على إنجاز المزيد من المهام بشكل غير مسبوق، وتزايد أعداد الأفراد المستخدمين لها، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون محط جذب للمحتالين، وحتى لا يقع المستخدمون ضحية لعمليات الاحتيال، يجب عليهم توفير الحماية اللازمة لأجهزتهم ضد الهجمات الإلكترونية والانتباه بشكل خاص إلى أي بيانات مهمة.