مع بداية مرحلة الاستعداد للاستحقاقات القادمة، يحدونا الأمل بأن تسترد الكرة السعودية مكانتها على هرم القارة الآسيوية، بقيادة مدرب سعودي مجتهد سبقه من سبقه من المدربين الوطنيين الذين كانت لهم بصمات واضحة على جل الإنجازات الكبيرة والقوية التي حققتها الكرة السعودية. لقد كانت البداية الحقيقية للكرة السعودية تحت قيادة وطنية، وكلنا نتذكر العام الميلادي 1984م وهو العام الذي بدأت فيه شخصية الأخضر البطل تظهر على الساحة الآسيوية مع المدرب السعودي خليل الزياني، لتبدأ سلسلة الإنجازات مع أبناء الوطن على مستوى الفئات السنية مع الثلاثي التاريخي محمد الخراشي وحمد السلوة وحمد الخاتم. ولن ينسى التاريخ بصمات مدربين آخرين وأبرزهم ناصر الجوهر وخالد القرني وبندر الجعيثن، حتى جاء الدور الآن على المدرب السعودي فيصل البدين، والذي يحتاج لكي يضع بصمته مع المنتخب لعدة عوامل، لكي ينجح البدين عليه التصدي للإعلام الرياضي الذي ينجرف كالسيل، كل على هواه، ليأخذ البدين منه ما يفيد ويضرب بعرض الحائط ما لا يفيد.. لكي ينجح البدين عليه أن يقف على مسافة واحدة مع جميع معاونيه في الجهازين الفني والإداري واللاعبين والمسئولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، عليه أن يقف على مسافة واحدة من جميع الأندية في كل شيء إلا في عملية الاختيارات، فهذه تحكمها الجدارة والفائدة والجاهزية الفنية. لكي ينجح البدين علىه أن ينفذ مخططاته الفنية بقناعاته الشخصية ولا بأس من أخذ المشورة من أعضاء الجهازين الفني والإداري العاملين معه.. لكي ينجح البدين عليه إغلاق أذنيه تماما عما يطرح في بعض البرامج الرياضية، وخاصة ما يتداوله الكثير من المحتقنين الذين لا تهمهم مصلحة وطن ولا نجاح مواطن لا يواكب أهواءهم ورغباتهم ومصالحهم الشخصية.. لكي ينجح البدين يجب أن يلاقي الدعم والمساعدة من أهم محاور العملية التدريبية، وهم اللاعبون، فهم الأصل في نجاح أي مدرب.. لكي ينجح البدين يجب أن يتلقى الدعم من جماهير الكرة السعودية، وخاصة فيما يتعلق بالحضور المكثف والفاعلية على المدرجات.. لكي ينجح البدين لا بد أن نقف جميعا معه - كل فيما يخصه - فالإعلامي ينقل أخبار المنتخب والمشجع يجاهد في المدرجات والإداري عمله خارج المنظومة الفنية والمسئول يوفر سبل النجاح ثم يتابع ويوجه أخيرا يقيّم ويحاسب.. البدين لكي ينجح وهذا هو الأهم يجب أن يعطى الثقة والوقت الكافي لكي تظهر بصماته الفنية على أداء المنتخب. قبل الوداع.. من الظلم الجائر أن تصدر الأحكام على فيصل البدين وعلى المنتخب بعد مواجهة الأردن، التي يتوقع أن تصاحبها أخطاء فنية، فهي التجربة الأولى للمدرب واللاعبين في المرحلة الجديدة، ويجب التريث وإعطاء الفرصة الكافية والوقت الكافي للمدرب والمنتخب لنرى حصيلة العمل. خاطرة الوداع.. اللهم احمِ قادتنا وجنودنا وطننا وشعبنا من كل مكروه يا أرحم الراحمين.