قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الأحد: إن مسلحًا ثالثًا شارك في الهجوم على متحف باردو الأسبوع الماضي لا يزال مطلق السراح، وأسفر الهجوم عن سقوط 23 قتيلًا معظمهم سياح أجانب. وقال السبسي -مؤكدًا تقارير عن مشاركة مسلح ثالث مع المهاجمين اللذين قتلتهما قوات الأمن- للتلفزيون الفرنسي: إنه سيتم بناء نصب لتخليد ذكرى الضحايا. وأكد السبسي في مقابلة تلفزيونية مع ردايو أوروبا1 وصحيفة لوموند وتلفزيون آي تيلي أن المهاجمين كانوا ثلاثة إذ صورتهم كاميرات المراقبة. وأضاف إن المهاجم الثالث فر من مكان الهجوم لكنه لن يذهب بعيدًا. وقام السبسي صباح الأحد بزيارة متحف باردو ووضح إكليلًا من الزهر في ذكرى الضحايا. ووصل الرئيس التونسي ظهرًا إلى المتحف ووضع إكليلًا من الزهور في ذكرى ضحايا هذا الهجوم غير المسبوق في تونس منذ ثورة 2011 والذي تبناه تنظيم داعش. ولم يدل قائد السبسي بأي تصريح ثم دخل إلى المتحف حيث سيتحدث لوسائل إعلام فرنسية. والأربعاء بعد وقوع الهجوم قام بزيارة الجرحى في مستشفى المدينة. وطالبت الصحافة الأحد الحكومة باتخاذ إجراءات لمنع وقوع اعتداءات جديدة. وكتبت صحيفة لوكوتيديان «المهم الآن هو الانتقال فعليًا إلى العمل» مشيرة خصوصًا إلى ضرورة «سيطرة الدولة على بقية المساجد التي لا تزال تحت قبضة متعصبين متدينين غير مضبوطين» و«محاربة التهريب الذي أصبح ممرًا فعليًا لأسلحة من كل الأنواع موجهة إلى الإرهابيين». وأكدت صحيفة لوتان الناطقة بالفرنسية «ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة» مثل «تجريد الإرهابيين الذين يبايعون العدو من جنسيتهم التونسية». وقالت صحيفة لابرس: «إن تونس ستبقى واقفة سواء أزعج ذلك الإرهابيين أو القوات الرجعية الذين لا يريدون أن يصدقوا أن البلاد مضت بدون رجعة إلى طريق الديموقراطية والحداثة والتسامح». هويات الضحايا من جهة أخرى كشفت وزارة الصحة التونسية عن هويات جميع الضحايا الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي على متحف باردو بعد أن تم التعرف على الجثث. وكان مصدر طبي صرح السبت بأن ثلاث جثث يجري تحديد هوياتها عبر اختبار الحمض النووي. وجاء في بيان للوزارة نشر الأحد أن هويات الضحايا توزعت إلى أربعة إيطاليين وثلاثة يابانيين وثلاثة فرنسيين وثلاثة بولنديين وإسبانيين اثنين وكولومبيين اثنين وروسية وإنجليزي وبلجيكي. كما ذكرت الوزارة أن 10 جرحى لا يزالون في المستشفيات، وهم بولونيان وثلاثة يابانيين وبلجيكي وفرنسي وروسية وإيطالية وسائحة من جنوب أفريقيا. تقدم التحقيق والسبت أعلن تقدم التحقيق القضائي في الهجوم، ولكن دون أن تكشف أي تفاصيل. وقال سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم النيابة العامة بمحكمة تونس الابتدائية المختصة في القضايا المتعلقة بالإرهاب: «الملف تعهده قاضي التحقيق، هناك تطورات لكننا نفضل عدم إعطاء تفاصيل لسرية ونجاعة التحقيق». وصرح محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية بأن الشرطة «أوقفت أكثر من عشرة أشخاص بينهم من هو على صلة مباشرة بالعملية الإرهابية أو من قدم دعمًا لوجستيًا للإرهابيين». ورفض الناطق الرسمي كشف هوية الموقوفين. كما رفض توضيح ما إذا كان من بينهم التسعة الذين أعلنت السلطات توقيفهم الخميس. ولاحقًا أعلنت وزارة الداخلية أنها أصدرت مذكرة بحث بحق التونسي ماهر بن المولدي القايدي للاشتباه بضلوعه في الهجوم. وعرضت الوزارة مساء السبت على صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك شريط فيديو مستقى في جزء منه من كاميرات المراقبة يظهر منفذي الهجوم يتنقلان في متحف باردو وهما يحملان بندقيتي كلاشنيكوف قبيل الهجوم. والأربعاء أطلق مسلحان تونسيان النار من رشاشي كلاشنيكوف على سياح عند نزولهم من حافلتين أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف. وقتلت الشرطة خلال اقتحامها المتحف منفذي الهجوم جابر الخشناوي وياسين العبيدي اللذين قالت السلطات: إنهما شابان تونسيان تدربا على حمل السلاح في ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى. وهذه أكبر حصيلة لقتلى غربيين يسفر عنها هجوم لتنظيم داعش منذ ظهوره. وهي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف أجانب في تونس منذ أن أطاحت الثورة مطلع 2011 بنظام زين العابدين بن علي. كما أن هذا أول هجوم يستهدف سياحًا أجانب في تونس منذ 13 عامًا. المصدر ليبيا في المقابل قال راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي: إن تنظيم داعش لا مكان له في تونس. وأوضح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.): «التنظيم موجود في ليبيا المجاورة وطالما الأوضاع ليست مستقرة فيها فسوف يهدد تونس». وقال الغنوشي في المقابلة: «رسوخ الحريات في تونس لن يسمح بوجود لتنظيم داعش، لكن عناصره يتسللون من ليبيا المجاورة». وأضاف إن العملية الأخيرة على متحف باردو «كشفت نقاط الضعف في النظام الأمني في تونس»، لكنه أكد أن بلاده سترد على الهجوم. وشدد الغنوشي أن الجهود التي بذلها حزبه عندما كان يقود السلطة «احتوت تهديد التطرف، وقال: إنه يشارك في الجهود الرامية لإيجاد حل للأزمة في ليبيا.