أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن المحادثات النووية مع إيران أحرزت تقدما حقيقيا وأنه قد حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة من أجل التوصل لاتفاق يكبح برنامجها النووي، بينما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "لا شيء لا يمكن حله" بين الأطراف التي تسعى إلى التوصل لاتفاق نهائي بحلول نهاية يونيو حزيران. وقال: "ظهرت في هذه الجولة وجهات نظر مشتركة في بعض المجالات التي كانت هناك خلافات في الرأي بشأنها ومن ثم يمكن أن يكون ذلك أساس اتفاق نهائي". وبعد مفاوضات استمرت أسبوعا مع إيران في مدينة لوزان السويسرية قال كيري إنه سيلتقي بنظرائه الأوروبيين في لندن لبحث كيفية حل النقاط العالقة الباقية. وقال: "لا نتعجل الأمور .. لكننا ندرك أن قرارات مهمة يجب أن تتخذ الآن ولا تصبح أكثر سهولة مع مرور الوقت .. لم نصل بعد لخط النهاية لكن لدينا الفرصة لمحاولة انجاز المهمة. إنها مسألة إرادة سياسية واتخاذ قرار صعب حان وقته". وأضاف : إن مجموعة 5 + 1 (الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) ستنسق معا للتوصل إلى تفاهم بشأن القضايا الأساسية. وخاض كيري ونظيره الإيراني أسبوعا من المفاوضات وبدا أنها تعثرت بشأن الأبحاث النووية الحساسة ورفع العقوبات. وقال كيري: "المخاطر كبيرة والقضايا معقدة وهي تقنية بشكل كبير وكلها متداخلة". من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: إن بلاده تريد اتفاقا يكون قويا بما يكفي لضمان ألا يكون بمقدور طهران امتلاك قنبلة ذرية. وقال مسؤولون : إن فرنسا تطالب أكثر من المبعوثين الغربيين الآخرين في المفاوضات بمزيد من القيود على إيران في أي اتفاق وانه في احدى المراحل اثناء المحادثات اتصل فابيوس بفريقه لضمان عدم تقديم المزيد من التنازلات. وقال فابيوس لراديو أوروبا 1 : "تريد فرنسا اتفاقا ولكن اتفاقا راسخا يضمن بحق أن تتمكن إيران من الحصول على طاقة نووية مدنية لكن دون أن تمتلك قنبلة ذرية". ولم يتحقق تقدم جوهري في محادثات الأسبوع الماضي. وظهرت خلافات بين القوى مع اصرار فرنسا على استمرار القيود على برنامج إيران النووي لفترة أطول ومعارضتها فكرة تعليق بعض عقوبات الأممالمتحدة بشكل سريع نسبيا إذا جرى التوصل لاتفاق. وقال فابيوس : "إذا لم يكن الاتفاق راسخا بشكل كاف فإن دول المنطقة ستقول إنه ليس جديا بما يكفي ومن ثم فإننا سنسعى أيضا لامتلاك سلاح نووي وسيؤدي ذلك إلى انتشار نووي خطير للغاية". وفي ايران، اتهم مرشدها علي خامنئي، واشنطن، باستخدام العقوبات الاقتصادية لمحاولة تأليب الشعب الايراني على حكامه. واعتبر مرشد الجمهورية الذي له الكلمة الاخيرة في جميع شؤونها، إن طهران تتفاوض مع القوى الكبرى حول النزاع النووي فقط وليس حول المسائل الاقليمة. وأكد في كلمته التي استمرت اكثر من ساعة في مدينة مشهد، دعمه لفريق التفاوض الايراني ودعا جميع الايرانيين الى "دعم أهداف الحكومة". وأكد ان "تعليق الحظر هو جزء من صلب المفاوضات وليس نتيجة لها" مؤكدا ان تعليق الحظر يجب ان يجري تزامنا مع التوصل الى اتفاق نووي بدون اي تأخير.