تمتع آلاف على جزر نائية بالمنطقة القطبية الشمالية اليوم الجمعة بمشاهدة كسوف الشمس إلا ان الغيوم حرمت البعض من مراقبة هذه الظاهرة الكونية الفريدة والتي شاهدها جزئيا ملايين في قارات أوروبا وافريقيا وآسيا ، وهتف الناس وصفقوا فيما كان القمر يعترض مسار أشعة الشمس التي تصل الى الارض لمدة 2.5 دقيقة وكانت السماء صافية على جزر سفالبارد القطبية في النرويج حيث طلب من الزائرين ان يبقوا في القرية الرئيسية حتى يتسنى حمايتهم من الدببة -بعد هجوم وقع أمس- والجو قارس البرودة. وتوقعت جزر فارو نحو ثمانية آلاف زائر علاوة على سكان الجزيرة البالغ عددهم 50 ألفا في أول كسوف من نوعه تشهده المنطقة في 60 عاما فيما توجه نحو ألفي زائر الى سفالبارد ليتضاعف عدد الناس هناك. وقال فريد اسبيناك وهو عالم متقاعد من إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) متخصص في الفيزياء الفلكية "سبق ان شاهدت الشفق القطبي وشاهدت بعض البراكين وهل تلقي بالحمم لكن الكسوف الكلي المبهر لا يزال من أكثر الامور اثارة التي شهدتها ، وكل منها فريد في حد ذاته". وفي حالة الجو الصحو والسماء الصافية يمكن ان تشاهد حول الشمس بعض النجوم والكواكب فجأة نهارا علاوة على حلقة من النار تمثل اكليل الشمس. وفي واحدة من أشهر التجارب قدم كسوف للشمس عام 1919 شواهد تعضد نظرية النسبية لاينشتاين إذ أدت كتلة الشمس الهائلة الى انحناء الضوء المنبعث من نجوم في الفضاء السحيق. ويتناقض العدد المحدود الذي راقب الظاهرة اليوم مع عشرات الملايين من الناس ممن شاهدوا أحدث كسوف في اوروبا عام 1999. ويشاهد كسوف جزئي اليوم في اوروبا وروسيا وبعض مناطق شمال افريقيا والشرق الاوسط وآسيا. و أعلنت شبكات القوى الكهربية في قارة أوروبا نجاحها اليوم الجمعة في التعامل مع حالة التشوش التي لم يسبقها مثيل والتي طرأت على امدادات الكهرباء المستمدة من الطاقة الشمسية لمدة ساعتين ونصف الساعة بسبب كسوف الشمس الذي تسبب في تذبذب الطاقة الكهربية صعودا وهبوطا في بداية الحدث وانتهائه. واستمدت ألمانيا في العام الماضي 6 % من اجمالي القدرة الكهربية للشبكات من الطاقة الشمسية ، والانخفاض المبدئي الذي بلغ 13 جيجاوات في ألمانيا أقل مما توقعته شركات الطاقة التي بادرت الى الاستعانة بمصادر بديلة ضخت طاقة الى شبكات الكهرباء منها الفحم والغاز والغاز الحيوي ومحطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة المائية.