وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هجوما على قصره في مدينة عدن أمس بأنه محاولة انقلاب يدعمها النظام السابق. وشنت طائرة حربية الخميس غارة على مجمع القصر الرئاسي في عدن، حيث يقيم الرئيس هادي من دون إصابة مبنى القصر، فيما تم نقل الرئيس إلى مكان آمن، وردت المضادات الأرضية مجبرة الطائرة على الانسحاب، حسبما أفادت مصادر أمنية. وقال الرئيس هادي في بيان: إن "محاولة الانقلابيين المدعومين من أركان النظام السابق الذي كان أحد المتسببين في إبادة وقتل وتشريد وتهجير الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية باءت بالفشل". وحلقت الطائرة فوق القصر الرئاسي في المعاشيق، حيث كان يتواجد الرئيس هادي، إلا أن الضربة أصابت تلة قريبة بحسب المصادر الأمنية. وذكر مصدر أمني أن "الطائرة أطلقت طلقتين من دون أن تصيب القصر الرئاسي ولم يسفر ذلك عن أي ضحايا". ولم تتضح خلفية الغارة إلا أن المصدر قال: إنها "رسالة للرئيس هادي"، يأتي هذا فيما سيطر الجيش اليمني بقيادة وزير الدفاع الصبيحي على مطار عدن، عقب اشتباكات دامية قرب المطار، مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية، وخلفت خمسة قتلى، وتجدّدت المواجهات المسلحة بين القوات الخاصة بقيادة عبدالحفيظ السقّاف المقرب من جماعة الحوثي، ومن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبين قوات الجيش بقيادة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، ومعهم اللجان الشعبية الموالية للجيش. وكان الرئيس هادي قد أكد رفضه للحرب وحرصه على تجنيب البلاد الانزلاق إلى حرب أهلية، وتبنت القاعدة في اليمن اغتيال القيادي البارز في جماعة أنصار الله عبدالكريم الخيواني. رسالة التظاهرات وجدد هادي خلال استقباله ممثلي أحزاب التحالف الوطني، تمسكه بالشرعية الدستورية، والاستمرار بتولي مهامه كرئيس للبلاد. وأوضح هادي أن المظاهرات التي تشهدها العديد من عواصمالمحافظات بما فيها العاصمة صنعاء، رسالة واضحة لرفض الانقلاب الحوثي، وتمسك الشعب بالشرعية الدستورية التي يدعمها العالم. وقال: "للأسف لا يزال هناك من يريد الاستحواذ على السلطة والثروة ولا يريد الشراكة العادلة، وهو ما تسبب في تفجير الوضع والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور، والانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن. وفي سياق متصل، صرح السفير الفرنسي لدى اليمن بعد لقائه بالرئيس هادي في عدن بأن فرنسا تدعم السلطة الشرعية، وتبذل جهوداً لإيجاد حل سياسي واسع بين كل الأطراف اليمنية. وأضاف: "إننا نريد أن نجنب اليمن الدخول في الفوضى والحروب الأهلية"، وقال: "إن فرنسا لا تزال تدعم الوحدة اليمنية والمؤسسات الدستورية والسيادة الوطنية، وتدعم المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني". وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أعلنت قبل يومين عدم سماحها بأن يصبح اليمن مقراً للتنظيمات الإرهابية. وجدد سفير دولة قطر لدى الأممالمتحدة في جنيف، فيصل عبدالله آل حنزاب، في بيان مشترك ألقاه، الثلاثاء، أمام مجلس حقوق الإنسان خلال مناقشة الأوضاع في الجمهورية اليمنية، التزام مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأمن واستقرار اليمن، ودعمه للشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وضرورة استكمال العملية السياسية، وفق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. اشتباكات عدن وقال مسؤولون: إن مقاتلين موالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقوات أمن مقربة من الرئيس المعزول والحوثيين استخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة في القتال، قرب قاعدة تستخدمها قوات خاصة موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وهو حليف لجماعة الحوثي التي تسيطر على شمال البلاد. وامتدت الاشتباكات حول القاعدة في منطقة خور مكسر بعدن إلى الأحياء السكنية، وأدت إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى المطار. ويحاول هادي إحكام قبضته على عدن منذ أن فر إليها، فأمر بإقالة العميد عبدالحافظ السقاف قائد القوات الخاصة في المدينة وعيّن مكانه أحد ضباطه. لكن السقاف رفض تسليم قيادة القوات التي يتراوح عدد أفرادها بين 1500 و2000 جندي، مما فجر مواجهة. اغتيال الخيواني وقد تبنت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة للقاعدة في اليمن اغتيال قيادي بارز في جماعة أنصار الله الحوثية في العاصمة صنعاء. وقالت الجماعة في بيان على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "توتير": إن "مجاهدين" اثنين أطلقا الرصاص على القيادي في جماعة الحوثي عبدالكريم الخيواني، الأربعاء، في شارع الرقاص بصنعاء في تمام الساعة الواحدة ظهرا، ما أدى إلى مقتله على الفور. وأشارت الجماعة إلى أن مسلحيها الاثنين انسحبا بسلام بعد تنفيذهما عملية الاغتيال. ويعتبر الخيواني من أبرز قادة الحوثيين، ومن الصحفيين اليمنيين البارزين، وكان ممثلا لحركة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني. الجدير بالذكر أن تنظيم القاعدة نفذ عدة عمليات مشابهة في الفترة الماضية، استهدفت قيادات وجماعات منتمية لأنصار الله الحوثية في عدة مناطق في اليمن.