قال مسؤول أمريكي إن الولاياتالمتحدة قلقة من كيفية استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق بما في ذلك الهجوم لاستعادة مدينة تكريت العراقية من مقاتلي تنظيم "داعش" بمشاركة قوات مايسمى ب"الحشد الشعبي" المدعومة من إيران. ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق على أسلحة إيرانية محددة ارسلتها إيران إلى داخل العراق تحت ذريعة محاربة "داعش" فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز إنها ربما تشمل صواريخ المدفعية فجر 5 وصواريخ فاتح-110. ورغم ذلك قال المسؤول الأمريكي إن الاستخدام المحتمل لأسلحة إيرانية ثقيلة سيثير تساؤلات عن مخاطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين. وأشار المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلى جهود أمريكية مكثفة لضمان دقة الضربات. وقال مسؤول أمريكي ثان رافضا التعليق على الأسلحة الإيرانية بالتحديد: "قلقنا الأول هو كيفية استخدام أي أسلحة. مدفعية صواريخ أو أنظمة أخرى- وإمكانية وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين أو أضرار غير مباشرة". وحذرت الولاياتالمتحدة من استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين العزل في المحافظات وتحويل القتال ضد المجموعات المسلحة إلى حرب طائفية تحت ذريعة قتال تنظيم "داعش" مما قد ينتج عنه خسائر بين المدنيين أو انتهاكات أخرى ترتكبها الميليشيات المدعومة إيرانياً قد تُفاقم التوتر الطائفي الذي مهد في الاساس الطريق لظهور وتقدم تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا الصيف الماضي. وتتابع الولاياتالمتحدة بقلق هجوم القوات العراقية النظامية وقوات الحشد المدعومة إيرانياً لاستعادة تكريت. فيما أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إلى أن الولاياتالمتحدة على علم بأن إيران تقدم إمدادات مثل السلاح والذخيرة والطائرات لعناصر موالية لها في العراق. وقالت ساكي دون الخوض في تفاصيل الأسلحة الإيرانية: "نواصل التأكيد على أن من المهم ألا تزيد التحركاتُ التوترَ الطائفي". تحذيرات من الميليشيات إلى ذلك، ذكرت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية أمس الاربعاء أن ميليشيات مدعومة إيرانياً نهبت منازل السكان ودمرت قرى بعد تراجع تنظيم "داعش" في معارك دارت فى العام الماضي. ودعت المنظمة حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى "كبح جماح الميليشيات المدعومة من إيران بهدف تفكيكها"، بعد أن باتت تشكل مصدر قلق من توسع نشاطها مشكلة خطراً على أمن العراق. وقالت المنظمة ومقرها نيويورك إن روايات شهود العيان وصور الاقمار الصناعية أكدت أن الميليشيات أحرقت المنازل والشركات التي تخص المدنيين الذين فروا من القتال في مختلف أنحاء بلدة آمرلي. ودُمرتْ قريتان بالكامل بعد أن رفعت الميليشيات إلى جانب قوات عراقية وكردية حصارا استمر ثلاثة أشهر على البلدة طبقا للمنظمة الحقوقية. ويزيد التقرير من المخاوف بشأن الدور الرئيس الذي اضطلعت به الميليشيات في الهجوم ضد تنظيم "داعش" في مختلف أنحاء مدينة تكريت. وتتكون القوة التي تهاجم تكريت من 20 ألفا من رجال الميليشيات المدعومة من إيران وثلاثة آلاف فقط من القوات النظامية طبقا لقائد الجيش الامريكي مارتن ديمبسي. وتعهدت هذه الميليشيات بالانتقام بسبب عملية الاعدام الجماعية على ما يبدو ل1200 من مجندي الجيش الموالين لإيران من قبل تنظيم "داعش" خلال هجوم خاطف يونيو الماضي شهد سيطرة التنظيم على تكريت والموصل ومدن أخرى. تحرير نينوى أفادت وزارة الدفاع العراقية أمس الاربعاء ان وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عقد مؤتمرا أمنيا لكبار القادة العسكريين لمناقشة التحضيرات وجاهزية القوات العراقية لتحرير محافظة نينوى من سيطرة تنظيم "داعش". وذكر بيان للوزارة أمس أن وزير الدفاع خالد العبيدي استعرض الليلة الماضية في اجتماع أمني موسع ضم كبار القادة الأمنيين والعسكريين الميدانيين التحضيرات التفصيلية التي تتعلق بجاهزية القطعات العسكرية لعمليات تحرير محافظة نينوى. وأوضح البيان أنه تم مناقشة احتياجات ومتطلبات المعركة القادمة التي ستثبت أن الجيش العراقي هو الحامي والدرع الحصينة للوطن والقادر على حفظ الأمن وتحقيق الاستقرار بعد طرد عصابات داعش الإجرامية من كافة الأراضي العراقية. وذكر البيان أن الاجتماع حضره "أمين السر العام للوزارة ومعاونو رئيس أركان الجيش للعمليات والميرة والإدارة والتدريب وقادة الأسلحة الخمسة البرية والجوية وطيران الجيش والدفاع الجوي والبحرية وقادة العمليات والفرق والصنوف والخدمات الساندة". تعزيزات لتحرير تكريت اعلن الجيش العراقي أمس الاربعاء وصول تعزيزات عسكرية جديدة الى محافظة صلاح الدين بما فيها وصول اعداد كبيرة من متطوعي الحشد المدعومة من إيران في اطار الاستعداد لاقتحام قضاء تكريت من سيطرة تنظيم "داعش" في اطار عملية "لبيك يارسول الله" التي انطلقت في الثاني من الشهر الجاري في محافظة صلاح الدين. وقال مصدر عسكري رفيع المستوى فضل عدم ذكر اسمه: إن التعزيزات الجديدة شملت وصول عناصر من متطوعي الحشد من منظمة بدر وسرايا السلام وعصائب اهل الحق وعدد من التنظيمات المنضوية تحت لواء متطوعي الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا استعداداً لتنفيذ عملية الاقتحام. وأضاف ان فرقا هندسة عسكرية واخرى مختصة برفع الالغام والمتفجرات والعبوات الناسفة قد وصلت بالفعل وشرعت برفع العبوات المتناثرة في ارجاء المدينة والتي زرعها مسلحو "داعش" في أماكن مبعثرة لمنع تقدم قوات الجيش نحو وسط تكريت. وذكر أن طائرات القوة الجوية العراقية من طراز سوخوي والمروحيات الروسية الصنع قصفت أمس اهدافا يعتقد ان عناصر "داعش" يتحصنون بها في تكريت مع استمرار القصف المدفعي والصاروخي المكثف. وقال إن القوات العراقية تفرض سيطرة محكمة على اطراف مدينة تكريت من جميع الجهات وتغلق أبواب المدينة ومداخلها وتمنع وصول اي تعزيزات لعناصر داعش الذين يقاتلون باستماتة داخل المدينة. وأضاف ان طائرات من القوة الجوية العراقية ألقت منشورات داخل مدينة تكريت تدعو عناصر «داعش» الى تسليم انفسهم او مواجهة الموت متعهداً بتقديمهم لمحاكمة عادلة فيما لو سلموا انفسهم في اسرع وقت.