في الأيام القليلة الماضية كانت هناك زيارة تفقدية تحمل طابعا كبيرا من الأهمية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين للمنطقة الشمالية. ومع أن الزيارة كانت زيارة تفتيشية شاملة للقطاعات والآليات العسكرية هناك، إلا أنها لم تخل من إتخاذ قرارات تهم العسكري السعودي والذي هو في نهاية الأمر مواطن يحمي حدود وتراب وطننا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. وأثناء الزيارة تم الإعلان عن البدء في تنفيذ دراسات لمشاريع إسكانية إضافية في كل من طريف ورفحاء وعرعر، وذلك في إشارة لاهتمام الدولة بكافة منسوبيها العسكريين. وبنظرة شاملة على ما يحدث في الساحة المحيطة بمنطقتنا من تهديدات تحاول النيل من تراب هذا الوطن، فالكل أجمع أن كل من يحاول المساس بسيادة المملكة سيكون مدحورا مثلما حدث في سنوات ماضية عندما كانت قواتنا العسكرية سدا منيعا ضد أي محاولة للمساس بحدود دولتنا. وفي الوقت الحالي فقواتنا العسكرية تعتبر من أكثر القوات العسكرية المجهزة في العالم وتتمتع بوجود أنظمة دفاعية متكاملة وليست معتمدة على نظام دفاعي واحد من السلاح. فلدى قواتنا العسكرية سواء أكانت برية أو جوية أو بحرية أو دفاع جوي جميع أنواع الأسلحة. فقواتنا الجوية بها طائرات هجومية ودفاعية وطائرات استطلاع وطائرات تزود بالوقود ورادارات محمولة جوا تعتبر الأفضل في العالم وطائرات بحث وإنقاذ. ولدى قواتنا البرية كل أنواع السلاح من دبابات وطائرات هيلوكبتر هجومية و كاسحات ألغام أرضية وغيرها من الآليات. وقواتنا البحرية لديها أحدث السفن المسلحة بمختلف الأسلحة سواء أكانت صواريخ مضادة للسفن أو أسلحة مضادة للغواصات وطائرات هيلوكبتر مجهزة بأحدث أنظمة الصواريخ الهجومية. وقوات دفاعنا الجوي لديها أحدث رادارات المراقبة الجوية ورادارات التتبع والرصد، إضافة لمدافع وصواريخ متطورة تتمتع بدقة إصابة الأهداف الجوية. وأهم من ذلك فكل أفرع قواتنا العسكرية تتمتع بامتلاك أفضل وأعقد أنظمة الإمداد والتموين وكذلك يوجد لدى قواتنا العسكرية أهم عناصر الحروب الحديثة وهو مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات التي تعتبر عصب المعارك الحديثة. إن المملكة العربية السعودية من أكثر الدول المحبة للسلام ولكن لديها قوات عسكرية مدربة ومجهزة للتصدي لأي محاولة من أي طرف سواء أكانت دولا أو منظمات تحاول تعطيل نهضة هذا البلد. فالكل رأى وقرأ عن محاولات دول ومنظمات منذ عشرات السنين حاولت المساس بتراب هذا الوطن ولكنه تم التعامل معها بإحترافية كبيرة. وأمثلة بسيطة على ذلك هو التصدي وإسقاط طائراتنا الحربية لطائرات إيرانية عام 1984م كانت تقترب من حدودنا. وكذلك الكل يتذكر رصد وإسقاط طائراتنا الحربية لطائرات عراقية حاولت اختراق حدودنا عام 1991م. وآخرها دحرنا للهجوم الحوثي الذي اعتدى على حدودنا الجنوبية وغيرها من الأحداث التي أثبتت فيها قواتنا العسكرية قدرتها على التصدي لأي معتد. كاتب ومحلل سياسي