للبشت الحساوي والدانة أكثر من حكاية وحكاية في قاعة (الأولى) تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، باستثناء مواسم قليلة زار فيها هجر أو الخليج دوري الكبار، كل واحد منهما منفصل عن الآخر. واليوم تتجدد هذه الحكاية في مناسبة أكبر، وفي ظرف أصعب، وربما في مواجهة لا تقبل أنصاف الحلول، إذا أراد أحدهما أن يكتب السطر الأهم في كتاب البقاء الذي يحمل عنوان (دوري جميل). وكل العناوين في نزالهما اليوم تختفي، ويبقى العنوان الرقمي الأهم في صراعهما هذا الموسم، وهو أن المواجهة بست نقاط وليس كما هو القانون النقاط الثلاث. ممثلا الساحل الشرقي في دوري الأضواء هجر والخليج، ليس أمامهما سوى الفوز لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، والخسارة ستكون لأحدهما مضاعفة ليس في فقدان النقاط فقط، بل في انخفاض الروح المعنوية في المرحلة الأهم فيما تبقى من مواجهات الدوري. هجر حصد في الدور الأول، وتراجع في الثاني، والخليج سجل حضوره القوي في المراحل الأخيرة من القسم الأول، وبدأ يصارع الكبار مطلع الدور الثاني، فهزم الشباب وتعادل مع الأهلي. ويبدو أن السباحة في الساحل الشرقي هذا الموسم، يسير بها قارب التناقضات في العواطف والمشاعر، خصوصا لأولئك المحايدين، فقد صدموا ببقاء الاتفاق في الأولى، لكنهم فرحوا لبقاء القادسية والنهضة في دائرة الصعود للكبار. والحال لا يختلف في مشاعرهم، وهم يمنون النفس ببقاء هجر والخليج في جميل، إلا أن مواجهة اليوم تجعلهم حيارى في جرد حساباتهم، وترتيب أمانيهم وعواطفهم. ما بين سيهات والهفوف حكايات نخل وبحر وطيبة وتنافس شريف، والمطلوب من جماهير الشيخ والدانة الذين سيحضرون هذه المواجهة بكثافة كونها مباراة تمثل للطرفين منعطفا هاما في الدوري، أن يترجموا طيبتهم في المدرجات، فقد حباهم الله بهدوء الأعصاب ما بين زرقة البحر، وجمالية المزارع والمشاتل. هجر والخليج تاريخ في دوري الأولى، فهل يكتبان تاريخ البقاء لهما في جميل في موسم واحد، ويكرران فرحة الصعود بأخرى اسمها البقاء؟!