وحّدت القوى السياسية المعارضة لجماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على العاصمة صنعاء، جهودها لتعلن صباح أمس السبت في أفخم فنادق العاصمة صنعاء عن أكبر تكتل سياسي رافض لجماعة الحوثي، ويدعو الى استعادة الدولة، ويؤكد على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في صفعة جديدة يتلقاها الحوثي من معارضيه. التكتل الجديد يضم سبعة أحزاب يمنية تُعد أقوى الأحزاب السياسية على الساحة اليمنية، بين تلك الاحزاب: حزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية و(12) تحالفاً مدنياً و(11) حركة شبابية وثورية و(16) منظمة ونقابة بينها نقابات المعلمين والأطباء والصيادلة، و(5) كيانات من قوى الحراك الجنوبي السلمي. وتعهّد التكتل الذي أطلق عليه «التكتل الوطني للإنقاذ» في أول بيان له عقب الاشهار ب(توحيد الجهود والمواقف) للتصدي للتداعيات المدمرة لحاضر وطننا ومستقبل أجياله. وفي إشارة الى جماعة الحوثي التي قال البيان: إنها «تحاول التفرد والاستحواذ وإرهاب الشعب اليمني وقمع حرياته وانتهاك حقوق الإنسان والاعتداء على مؤسسات الدولة ورموزها وتهديد الأحزاب والمنظمات والحركات الشبابية وقياداتها والاعتداء على الصحفيين». وأشار البيان إلى أن وجود هذا التكتل يأتي «لاستكمال التغيير والتحول الديمقراطي وتنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني وحماية الدولة والوطن من الانهيار والتفكك». ويقود هذا التكتل أمين حزب العدالة والبناء البرلماني عبدالعزيز جباري، ويشغل الشيخ القبلي غسان أبو لحوم، أمينا عاما للتكتل، وبحسب مصادر سياسية فإن المشارورات لإشهار هذا التكتل الوليد، استمرت ثلاثة أشهر تمخضت عن انضمام عشرات الكيانات والاحزاب والمنظمات النقابية المناهضة لجماعة الحوثي. وقالت تلك المصادر: إن اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر الفائت من قبل مليشيات الحوثي، كانت بداية التحضير للإعلان عن التكتل السياسي الجديد، خاصة بعد تذمر بعض أحزاب «اللقاء المشترك» من الحوثي، ووقوف بعض أحزاب «اللقاء المشترك» في صف الحوثي مثل حزبي «الحق واتحاد القوى الشعبية». على الأرض، تواصل القوى المناهضة لجماعة الحوثي خروجها اليومي للمطالبة بخروج مليشيات الحوثي من المدن وتأكيد شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رغم القمع الذي تتعرض لها تلك المسيرات والمظاهرات اليومية. وفي صنعاء، فرّق مسلحو الحوثي مسيرة سلمية في شارع الزبيري- وسط صنعاء- بالرصاص الحي واعتدوا على عشرات المشاركين واختطفوا بعض الشباب إلى جهة غير معلومة. وقال صلاح الجندي- وهو شاب مشارك في المسيرة-: إن مسلحي الحوثي أطلقوا الرصاص الحي في الهواء لتفريق المسيرات التي كانت تطالب بإطلاق صراح المعتقلين وإنهاء سيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة. وتابع في حديث ل(اليوم): استخدموا الهراوات وأعقاب البنادق في الاعتداء على المحتجين وصادروا ثلاث كاميرات لصحفيين كانوا يمارسون عملهم في تغطية تلك المسيرة، واختطفوا أربعة شباب من المشاركين واقتادوهم الى مكان مجهول. وتحاول جماعة الحوثي خنق أي احتجاج يخرج ضدها بالقوة، رغم ذلك تشهد أغلب المدن- الواقعة تحت سيطرة الحوثي- مسيرات شبه يومية ترفض «حوثنة الدولة»، وتؤكد شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وشهدت محافظة إب- وسط اليمن- صباح أمس السبت، مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء المحافظة رفضاً للانقلاب وللمطالبة بالافراج عن المعتقلين لدى مسلحي الحوثي من انصار حركة «رفض» المناهضة للحوثي في المحافظة. المسيرة التي جابت شوارع مدنية إب، جددت تأكيدها على الشرعية الدستورية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. اتفاقية حوثية إيرانية إلى ذلك، ذكر تقرير إخباري أن جماعة (الحوثيون) اليمنية ومؤسسة المستضعفين الإيرانية، وقعتا مذكرة تفاهم للتعاون في مختلف المجالات التجارية والصناعية والطاقة والنفط والسياحة. وقال موقع «نيوزيمن» الإخباري اليمني أمس السبت: إن رئيس الدائرة الاقتصادية للحوثيين، محمد الهاشمي، والمدير التنفيذي لمؤسسة المستضعفين الإيرانية وقّعا على الإتفاقية أول أمس في إيران، وكان وفد الجماعة قد وصل يوم الأربعاء الماضي إلى طهران. يأتي ذلك، عقب عودة صالح الصماد، رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثيين من زيارة لإيران استغرقت نحو أسبوعين.