الشائعات هي طرق خبيثة ملتوية ومتلونة بكل زمان ومكان وأصحابها المطلقون لها والتي تعتبر افتراءات يستخدمونها لكي تخدم مصالحهم أو تُلحق الضرر بالطرف الآخر سواء فرد أو مؤسسة أو دولة، وهي أخبار يختفي مُطلقوها خلف الكواليس وفي الظلمات وتكون غير معروفة المصدر وليست محل ثقة. نستطيع القول إنها عمل جبان يستخدمه الجبناء الذين لا يستطيعون مواجهة الخصم فيحيكون له الشائعات التي تجلب له كراهية المجتمع ومنها ما يكثر بين الزملاء في العمل أو بين الخصوم، والشائعات في عصرنا الحاضر سريعة أسرع من اشتعال النار في الهشيم اليابس في ظل توافر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال السريع، فالشائعة التي كانت تأخذ لها أياما وربما أشهرا في الزمن الماضي، الآن في وقتنا الحاضر تأخذ ساعات أو ربما دقائق فمن الأسلم للإنسان الواعي ذي العقل السليم ألا يكون أمعة "معهم معهم عليهم عليهم" أو على قول "مع الخيل يا شقرا" فمن الأسلم للفرد أن يقرأ الرسالة ولا يستعجل إرسالها حتى لا يكون حلقة وصل للأعمال الدنيئة التي تصيب الناس أو الجهات بالضرر بمجرد ضغطة زر، وربما فقد "ضحية الشائعة" أهله أو حياته أو مستقبله بسبب شائعة ليس لها أساس أو أصابته حالة هستيرية جراء شائعة لا يعلم عنها شيئا، وتتضح الرؤية لتكون مجرد اتهام تسبب في تعطيل مصالحه فترة من الزمن مع أزمة أثرت على نفسيته وعمله، ومن الضرر الذي تحدثه الشائعات زعزعة الأمن بالبلاد وبث الرعب مثل شائعات مرض كورونا والتي تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أن المستشفيات امتلأت من مصابي هذا المرض وبعض المستشفيات تم إغلاقها، ومن الشائعات ما تزعزع صورة الحكومة عند الشعب وهذا أعظم وأكبر وبالاً وبها تتكون كرة الثلج من الكراهية وتتدحرج وتكبر وتتسع الهوة بين المواطن وحكومته؛ لينجح مطلقو هذه الشائعات في هدفهم الدنيء ليخدم أعداء ربما لا يستطيعون فعل ما فعلته هذه الشائعات ومطلقوها، فالأجدر بالشخص السوي والإنسان الواعي أن يعرف ويميّز ما يسمع ليتحدث به أو يمرر نشرة "الواتساب" أو "الريتويت" لأن ليس كل ما يُسمع يُقال، وكذك ليس كل ما يصلك عبر وسائل التواصل والاتصال يُنشر بالقروبات أو حتى التحدث به في المجالس، والكل يعلم أن بلادنا وولاة أمرنا وأيضا نحن كشعب محاربون من الجهات الأربع. وكثير مما نقرأ أو نسمع أو نشاهد ما تتناقله عنا وسائل الإعلام المعادية والتي تبحث عن أي ثغرة ضد بلادنا لتنميها وللأسف يوجد بيننا من هم يتخطفون هذه الأعمال وهذه الشائعات التي تسيء لنا كشعب ولبلادنا وولاة أمرنا، وإني على علمٍ يقين أن أغلب مستخدمي وسائل التواصل عندنا قبل أن يقرأ الرسالة التي وصلت له يرسلها أو يعمل لها ريتويت بدون أن يقرأ ويتبيّن محتواها وما تحتويه. ومن هذا المنبر أناشد كل مواطن صالح وكل مواطنة صالحة وأقول «اقرأ الرسالة التي وصلت لك قبل أن تُرسلها» لعل فيها خبر كاذب أو اشاعة كاذبة مغرضة.