شرفني منظمو جائزة الشاب العصامي التي تقام تحت رعاية أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بتسجيل كلمة قصيرة عن فكرة "العصامية"، وأعتقد أن تشجيع الشاب العصامي وتسويق هذه الروح عمل إيجابي يشكر القائمون عليه. "العصامي" هو مصطلح يطلق على الشخص الذي اعتمد على نفسه في النجاح، ويعاكسها كلمة "العظامي" الذي اعتمد على أهله وموقعه العائلي في النجاح، و"العصاميون" حول العالم يجمعهم الكثير من الصفات المشتركة في مشوارهم الحياتي مهما اختلفت مشاريعهم وإنجازاتهم. "العصامي" رجل لا يمل من سقي بذور "الطموح" في داخله، ولا يفتر عن مراعاة أشجار أمله حتى لو كانت صغيرة، فهو شخصية لا تتنازل عن طموحها مهما بلغ الثمن، وكل التنازلات التي يقدمها "العصامي" هي مهر لزوجة الطموح التي لا تطلق أبداً. "العصامية" روح تتحول مع الوعي إلى ثقافة، والحجر الأساس لهذه الثقافة هو "الإيمان بالقدرات"، وكل "العصاميين" كانوا يؤمنون بقدراتهم أكثر من الآخرين، ويقاتلون من أجل توظيف هذه القدرات في مشروع حياتهم. "العصامي" يمتلك زاوية "رؤية" تختلف عن الشخص التقليدي، فهو ينظر إلى موقعه غداً أكثر من مكانه اليوم، والسؤال الذي يشغله دائماً : ( كيف أصل إلى هناك ؟ وماذا سأقدم ؟ ) ولا يهتم كثيراً بأسئلة الحاضر التي تناقش مشاكل اليوم إلا في إطار الوصول للغد ، وكل هذا لأن عينيه تمتدان بحركتهما التلقائية إلى "الهدف" الذي يعرفه جيداً ويسير إليه بثبات. فهو يملك هدفاً يسير إليه، ويراهن على "فكرة" تحمل كثيراً من التغيير ، فهو رجل يطوع الظروف لهدفه ولا يجعل الظروف هي من تحدد طبيعة أهدافه. "العصاميون" حتى في لحظات الاسترخاء هم "متأهبون" دوماً، ويؤمنون بمقولة بن فرانكلين : ( إنك بعجزك عن التأهب تتأهب للفشل )، والتأهب صفة تجعلك متحفزاً دائماً لاقتناص الفرص وتوظيفها لصالحك، لذلك نجد أسرع الناس في اقتناص الفرص هم "العصاميون" لأنهم متأهبون دوماً. "العصامي" يملك أذنين مختلفتين، فأذنه اليمنى صمّاء لا تسمع أولئك الذين يقولون له : ( لا يمكنك الوصول )، وأذنه اليسرى تحول "النقد" إلى "نقود" فالانتقاد الصحيح يتحول لمشروع تطوير ، والانتقاد الخاطئ يتحول لوقود تحد. "العصاميون" أشخاص "مستقلون" لا يذوبون في أهداف غيرهم، وعندهم قدرة فائقة على الشراكة مع غيرهم، وأهدافهم تمتلك خاصية "الطفو" ولديها قدرات ذاتية على عدم الغرق في أي محيط، وكل هذا يرجع لصفة "الاستقلال" لديهم. "العصامي" يراهن على "حدسه" مهما كانت المعطيات محبطة، ولديه قدرة عالية على تجاوز الأزمات بطريقة خاصة، لأن دوافع الإنجاز عنده تتفوق على محبطات التقدم. كل "العصاميين" يشتركون في "الصبر" وغيرهم يختارون الاستسلام لأنه أمر سهل، أمّا هم فيواصلون مهما كان طريق الوصول شاقا. "العصامي" شخصية بطبعها تجازف ولا تقامر ، لذلك يجتمع فيه الضدان "المجازفة" و"الحذر" ، ولأن مجازفته مدروسة فهو يقدم عليها بمغامرة وحذر. فهو يؤمن بالأرباح التراكمية التي يبنى بعضها على بعض، ومن أجل هذا يتعامل بحذر لكي لا يخسر ما ربح ، وفي المقابل هو يريد أرباحا عالية ولا ترضيه الأرباح المحدودة، فتجده يجازف ويغامر ، ومن هذين المنطلقين شخصية "العصامي" تجازف ولا تقامر . "العصامي" مبادر لا ينتظر الفرص حتى تزوره، فهو يطارد أحلامه أكثر من مطاردة السهم لرميته. وبعد كل هذا .. هل أنت عصامي؟